Logo

غزة انتصرت.. إسرائيل هزمت في حربها الوجودية. ماذا عن اليوم التالي؟

فرضت الهدنة في غزة وتمت الاستجابة لشروط حماس. وتصرف السنوار كقائد فذ، في الحرب والتفاوض، ونجحت المقاومة وفصائلها في خوض حرب وادارتها من موقع الادارة والسيطرة، والتحكم. ونجحت المقاومة بمنع إسرائيل من تحقيق اي من أهداف غزوها البري او من حربها التدميرية، وعدوانها السافر على المدارس والمشافي والإعلاميين والفرق الصحية والأبرياء والأبنية  في حرب الإبادة والتهجير. 

غزة انتصرت واكدت انها أسطورة الشعوب في المقاومة والصمود والتضحية.

فالنصر والمنتصر في الحروب يتقرر بموجب ما تحقق من الأهداف وليس بمدة أو مسارات الحرب أو كلفتها.
 
وعليه؛ فحماس والمقاومة أعلنت اهداف لعمليتها الأسطورية بالعبور الى غلاف غزة وحصرتها بتبييض السجون، وتحرير الأسرى، وحماية الأقصى والشعب الفلسطيني في الضفة والــــ48.

هكذا بعد 47 يوماً تنتزع غزة انتصاراً وتفرض أهدافها وشروطها، بينما إسرائيل وقيادتها بلسان نتنياهو ووزير دفاعها ووزرائها وقادتها رفعوا شعار؛ انها حرب وجودية، وان هدفها سحق حماس واستعادة الأسرى دون تفاوض، واحتلال غزة واقامة سلطة موالية لها تضمن أمنها أو تهجير الغزاويين الى سيناء والتخلص منهم ومن مقاومة غزة.

الإسرائيلي هزم ولم يحقق اي من أهدافه في الحرب ولا حتى اكتشاف نفق وأحد، أو منع المقاومة من رجم تل آبيب بوجبات من الصواريخ الثقيلة. وتكبدت خسائر عسكرية مهولة بالمقارنة مع فارق القوة والقدرات بين جيشها وفصائل المقاومة في غزة.

المنطق والعلم والقوانين العسكرية، والموسوعات والقواميس والدراسات العسكرية وقواعد الحروب وتعريف المنتصر والمهزوم في الحروب منذ بدء التأريخ تشهد وتقطع مع الوقائع المعاشة والمحققة بان غزة والمقاومة انتصرت وراكمت مكاسب ونقاط في جولة طوفان الأقصى، وانتصارها عظيم وكبير وبنتائج عظيمة وفرط استراتيجية.

عظمة الانتصار بانه هزم إسرائيل وهي مستنفرة وفي حالة تعبئة عامة وإعلان حرب. 

وأمريكا والأطلسي تقود الحرب في الميدان والسياسة والدبلوماسية والإعلام مباشرة، وكل هذا لم يكن مسبوقاً في الحروب والجولات السابقة، وبانتصار غزة هزمت إسرائيل في حربها الوجودية وليست في حرب أو جولة أو معركة، وهزمت أمريكا والأطلسي وأحلافها.

انتصار غزة مؤسس لحقبة جديدة مختلفة عما كان، ونتائج الانتصار وتجلياته ستظهر تباعاً بما هي وقائع وأحداث ومؤشرات لتحولات ذات طابع نوعي واستراتيجي.

غداً؛      هزمت إسرائيل في حربها الوجودية... فماذا عن اليوم الثاني؟

* أ. ميخائيل عوض - باحث وكاتب لبناني