اجواء ايجابية على التفاهمات السورية التركية .. وإدلب قريباً إلى الدولة السورية

 
تأكيدا لما اوردناه في مقالنا السابق "ماذا يجري في كواليس السياسة السورية" سجلت التحركات التركية، لإتمام التفاهات مع الدولة السورية، بوساطة عراقية وروسية، تطورات ايجابية، وسجلت الأيام القليلة الماضية، عدة تحركات سياسية ولوجستية، في هذا المجال اهمها.

** وزير الخارجية التركي حقان فيدان، في موسكو وبكين، والهدف الرئيسي للزياره، ما قلناه في تقريرنا السابق، بأن المشكلة الأكبر، التي تواجه تركيا، وهي المسلحين الأجانب، وتحديدا الإيغور الصينيين، والمسلحين من اصل روسيى، من القوقاز والشيشان وغيرهم، والذين جلبتهم تركيا مع عائلاتهم، ولايوجد من يقبلهم، فتحولوا إلى مشكلة عويصة لتركيا.

وقد كان لافتا، استقبال الرئيس بوتين لفيدان، ومثل هذا اللقاء، لايتم إلا في حال وجود ملفات مهمة، تستدعي مثل هذا اللقاء.

** تركيا تطلب من موسكو، عقد جولة جديدة من محادثات أستانه، لتكون النافذة، التي تشكل المخرج للحكومة التركية، لتمرير التفاهمات، التي يجري إعدادها مع الدولة السورية، بوساطة روسية عراقية، والتي وصلت إلى مراحل متقدمة، وبدأت مراحل تنفيذها على الأرض. 

** تركيا بدأت عملية إحصاء وفرز اللاجئين  السوريين، بين من ستسمح ببقائهم فيها، وتحديدا من المجنسين، ومن سيعودون إلى سورية، ومن يطلب منهم البحث عن مكان آخر يذهبون إليه، وهؤلاء من المتورطين بأعمال إرهاب وقتل، والذين لايجرؤون على العودة إلى سورية، ولا تسمح تركيا ببقائهم فيها، لكن المشكلة الأكبر، ستكون مع الذين سيفشلون في البحث عن مكان ثالث يلجؤون إليه، وهذه القضية من الملفات التي حملها فيدان إلى موسكو.

مع الإشارة هنا، إلى أن ليس كل من حمل الجنسية التركية، ستسمح له تركيا بالبقاء، لانها ستسمح بالبقاء فقط للكوادر العلمية والمهنية، التي تستفيد منهم، والباقي ستسحب منهم الجنسية، وهذا الأمر قد يؤدي إلى  تجزئة الأُسر، بين أفراد سيسمح لهم بالبقاء، وأفراد لن يسمح لهم.

سجلت عملية الفرز، والمداهمات التي نفذتها القوى الامنية التركية، لإتمام التسجيل، احتكاكات بين الجانبين، ولم تتردد القوات التركية، باستخدام العنف في الكثير من الحالات.

وقد تشمل هذه المرحلة 500 الف لاجئ.

** تركيا توقف شركات تحويل الأموال، في المناطق التي تقع تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة منها، وتصادر أموالها.

** سجلت الوساطة العراقية، بين دمشق وأنقرة، تعاطي تركي إيجابي غير مسبوق، مع الملفات التي يتم طرحها.

** وسائل اعلام تركية عديدة، منها محطة (TRT عربي) تؤكد ان التفاهمات السورية التركية بوساطة عراقية روسية، وصلت إلى مراحل متقدمة، وسترى نتائجها على الأرض قريباً.

** ومن الجانب السوري، يجري الحديث عن عفو عام موسع، أكثر من كل مراسيم العفو السابقة، التي صدرت حتى الآن، لكنه بكل الأحوال، لن يشمل المتورطين بعمليات قتل وإرهاب، وهؤلاء تقتضي القوانين السورية، خضوعهم لمحاكمات قضائية، وهذا يجعل من عودتهم أمرا مستبعدا، وباتو يشكلون مشكلة مشكلة لتركيا، وليس للدولة السورية، وتسعى لحلها مع الجانب الروسي.

** ميليشيا قسد، التي كانت تتشدد خلال اللقاءات، التي كانت تجري مع القيادة السورية، وخاصة خلال محاولتها تنظيم انتخابات محلية، والتي كانت مقررة في الحادي عشر من الشهر الجاري، ورفضت قسد كل الاقتراحات، للتوافق مع الدولة السورية حول انتخابات مجلس الشعب، تطلب اليوم تدخل الوساطة الروسية، لاعادة فتح قناة تواصل مع القيادة السورية، للتفاهم معها، حول الوضع في مناطق شمال شرق سورية، التي تسيطر عليها، بحماية قوات الاحتلال الأمريكي.

خطوة قسد لم تأت من فراغ، وانما بعد رفض الأمريكيين والأوروبيين، تغطية الانتخابات المحلية التي كانوا ينوون إجراءها، في المناطق التي يسيطرون عليها، والتهديد التركي، بقصف مواقعهم ومراكزهم الانتخابية، وبعد الأخبار عن أجواء إيجابية، سادت اللقاءات السورية الأمريكية، في العاصمة العمانية مسقط، والحديث عن تفاهمات سورية تركية، باتت قريبة جدا، وزيادة وتيرة التطبيع العربي الاوروبي مع دمشق، حيث أكدت لهم كل هذه التطورات، بأن الامريكيين لايشكلون ضمانة امنة لهم، وتذكرهم بالانسحاب الأمريكي من افغانستان، وأن لا أمان لهم، إلا بالتفاهم مع الدولة السورية، خاصة وأن القيادة السورية، رفضت اي تعاون مع تركيا ضد قسد، معتبرة أنها قضية سورية داخلية.

 كل هذه الخطوات وغيرها، تؤكد أن الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، بواسطة عملاء ومجموعات ارهابية مسلحة، ستشهد تطورات إيجابية، وسنرى نتائجها على الأرض  قريباً جداً ، وأهمها، عودة ادلب إلى الدولة السورية.
  
* أ. أحمد رفعت يوسف - إعلامي وكاتب سوري

 مُلاحَظة ...

 رابط مقال "ماذا يجري في كواليس السياسة السورية".

https://alrai3.com/News/9/16314.htm/ar