عيد الأضحى... لا أفراح من أجلك يا غزة

 يحلّ عيد الأضحى على قطاع غزة وسط مأساة أكبر، خصوصاً بعد العملية العسكرية في رفح وتهجير أكثر من مليون غزي، ما حرم الأهالي الحد الأدنى من البهجة.

يستقبل الغزيون عيد الأضحى كما استقبلوا عيد الفطر الذي حلّ عليهم في إبريل/ نيسان الماضي. إنها حالة الحزن نفسها، هم الذين يستمرون في توديع ودفن شهدائهم وسط حنين إلى الأعياد السابقة، حين كانوا قادرين على الفرح رغم الحصار والحروب المتكررة. 

ويبدو أن عيد الأضحى هذا العام يأتي وسط ظروف أشد قسوة بالمقارنة مع عيد الفطر، في ظل زيادة نسبة التهجير والجوع والعطش. 

خلال عيد الفطر الماضي، كان الغزيون يترقبون الأخبار التي كانت تشير إلى وجود ضغوط دولية للتوصل إلى هدنة، الأمر الذي لم يتحقق. وحل العيدان وسط استمرار القصف الإسرائيلي.

 وانسحب الحال على الأيام الماضية في ظل الحديث عن استمرار المفاوضات، لكن هذه المرة لم يكن لديهم أمل في توقف العدوان قبل عيد الأضحى.

ويوم عرفة، حرص البعض على تشغيل التلفزيون والاستماع إلى الأدعية، ومنهم من اختار الصيام تماشياً مع السنة النبوية في العشر الأوائل في شهر ذي الحجة، على الرغم من الجوع والعطش ونقص المساعدات الغذائية. 
 
يحل عيد الأضحى وقد تجاوز عدد شهداء جراء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى منتصف يونيو/ حزيران الجاري أكثر من 37 ألفاً، وأكثر من 85 ألف جريح، بحسب وزارة الصحة في غزة، 

علماً أن عدد الشهداء قبل عيد الفطر في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي كان حوالي 33 ألف شهيد، ما يعني مقتل حوالي 5000 غزي بين العيدين.

 وقالت الوزارة في بيان إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب بلغ 85197 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. 
 
يقول الكثير من الغزيين إنهم يتمنّون العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على الرغم من أن قطاع غزة كان يعيش تحت حصار إسرائيلي اشتد خلال الأيام الأخيرة التي سبقت العدوان، وقد منع الاحتلال بضائع كثيرة من دخول القطاع.  
 
تمكن عدد قليل من الأمهات والآباء من حمل ملابس أطفالهم خلال التهجير. وكانوا يتمسكون بها، وخصوصاً خلال التهجير الأخير من مدينة رفح، حتى يرتديها أطفالهم في العيد. 

فيما قرر آخرون أن يُلبسوا أطفالهم ثياب العيد قبل حلوله، خوفاً من إضاعتها خلال الانتقال من مكان إلى آخر.

 ويزيد الحرص لدى العائلات التي لديها أبناء من الأشخاص ذوي الإعاقة أو المرضى أو الجرحى، وذلك رغبة في إدخال الفرحة إلى قلوبهم وسط المعاناة الكبيرة، 
  
ويحاول عدد من الناشطين الشباب إطلاق مبادرات ونشاطات ومسابقات ترفيهية في أيام العيد الأربعة من أجل الأطفال. 

وتقول بيسان الحايك إنها وفريقاً من المبادرين الاجتماعيين حصلوا على بعض الألعاب من المتاجر التي دمرت، لا بل أخرجوها من تحت الركام، حتى يشاركوها مع الأطفال في ألعاب جماعية. ويلاحظ هؤلاء أن غالبية الأطفال لن يرتدوا أية أزياء جديدة أو مرتبة.

وتقول الحايك "لاحظنا أن الكثير من الأطفال يرتدون ملابس مهترئة. حرصنا على إقامة بعض الألعاب وسرد حكايات تهدف إلى التخفيف من التمييز بين الأطفال. 

كما أن هناك ألعاباً جماعية تعتمد على النشاط الذهني والجسدي والتفكير والحسابات، حتى يكون هناك تكافؤ بالتفكير والتحليل والنشاط الجسدي، وهكذا نحاول أن نساوي في ما بينهم". 

أمجد ياغي