إنها بكل بساطة معادلة التعليم الحافي

 تتأبد الصورة في الأذهان وتفعل فعلها في الضمير إن كان ثمة ما يزال شيء من ذلك المسمى “ضميرًا”.

هي إدانة أكثر من كونها صورة. لقد التُقطت على وجل، وربما دون دراية حتى من أولئك اللواتي يقفن إلى جانبها في طابور مدرسي كطالبات ينتظرن دخول الصف. 

ربما أنهن أنفسهن لا يَعرفن الأمر. وحتى لو عَرَفن، كانت أعينهن سرعان ما ستتغاضى وتصرف النظر عما تشاهده، فثمة من المشاهد ما لا تحتمله العين.

فقط عدسة الكاميرا كانت أكثر جرأةً على التقاط الألم وتأبيده في صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

عدسة الكاميرا تصر على أنها ببساطة صورة لإحدى الطالبات واقفة في طابور مدرسي وهي بلا حذاء في بلد اسمه اليمن. 

لكنها ليست بتلك البساطة على الإطلاق. فالقدم الحافية تستحيل إلى مِخرز ينغرز لا في العين وإنما في القلب تمامًا.

وكأن سلطات الأمر الواقع الحوثية لا تكتفي بالحالة المزرية التي وصل إليها التعليم في مناطق سيطرتها، فتصر على مواصلة ما بدأته بالنيل من المعلم نفسه ومن الطالب أيضًا، وذلك بأن تجعل منهما عبرة، وأية عبرة!

سيواصل الناشطون ذرف دموعهم بسخاء، ومثلما بكوا على صورة ذلك المعلم الذي وقف أمام تلاميذه في الفصل يشرح لهم الدرس حافي القدمين، سيبكون من صورة الطالبة تلك التي تقف مع زميلاتها في الطابور المدرسي بلا حذاء.

فالمعادلة المشتركة بين المعلم والطالب في اليمن لم تعد السبورة والكتاب ولا الطبشورة والقلم، بقدر ما أصبحت تتلخص في: الأقدام الحافية.

 إنها بكل بساطة معادلة التعليم الحافي.