بنك اليمن الدولي .. بين شائعة الإفلاس ومخاوف المودعين

بين نفي الإفلاس والاعتراف بالعجز، يظهر بنك اليمن الدولي بلسان حال يقول: “ارحموا عزيز قوم ذل.” فالبنك يتحدث عن أصول ثابتة لديه بقيمة تتجاوز مليار دولار وعن رأس مال يبلغ 46 مليار ريال، ومع ذلك يعترف فقط بأنه يمر بأزمة سيولة، نافياً ما تم تداوله من أنباء حول إعلان إفلاسه، ومؤكداً أن تلك الأنباء حملت معلومات مغلوطة بهدف الإثارة وتشويه سمعة ومكانة البنك.

ربما لم يكن الأمر كذلك بقدر ما أن ما حدث للبنك طيلة الفترة السابقة جعل الكثيرين يشعرون بالتعاطف معه أكثر من كونهم يريدون تشويه سمعته. 

فالبنوك تبني سمعتها على قدرتها على تقديم إجابات شافية ووافية لعملائها حول مصير أموالهم المودعة. 

وعندما يأتي العميل ليسحب من أمواله فيتفاجأ بلائحة قيود أمامه، يعني ذلك أن البنك يواجه مشكلة في السيولة. 

وإلا، ما معنى أن يسمح للعميل شهريًا بسحب خمسين ألف ريال فقط؟ 

وما معنى أن يقول البنك إنه يعاني من نقص في السيولة؟ 

ومن أين يا ترى سيحصل على هذه السيولة؟ 

هل من البنك المركزي مثلاً؟ 

هذا الأخير يعاني هو الآخر من أزمة سيولة كبيرة، وبالتالي فإن برنامج التيسير النقدي الذي يريد بنك اليمن الدولي إلزام عملائه به يجعل الحديث عن السمعة حديثاً لا محل له من الإعراب، خصوصاً أن تهديداً مبطناً ورد في الفقرة الثانية من الضوابط والقوانين والتعليمات التي أبرزها البنك يفيد بأن من يخالف الالتزام بسحب مبلغ خمسين ألف ريال شهريًا سيتعرض للحرمان من السحب عبر برنامج التيسير النقدي.

بيان نفي الإفلاس كان هو الآخر تعبيراً عن حالة العجز التي يعيشها البنك ولا يريد الاعتراف بها، حيث يقول إنه يمر “بأزمة سيولة تعود لأسباب خارجة عن إرادته ولا يد له فيها، وأنه يعمل بالتعاون مع البنك المركزي اليمني لحلها في أقرب وقت ممكن والخروج بمعالجات مستعجلة.”

ومع ذلك، لا يريد البنك أن يشير من قريب أو بعيد إلى السبب الذي أوصله إلى هذه الحالة، ولا أن يشكر عملاءه على صبرهم وطول أناتهم خلال الفترة الماضية، بقدر ما أكد فقط على “مقاضاة أي شخص أو جهة قامت بنشر أخبار كاذبة من شأنها التشهير بسمعة البنك أو القطاع المصرفي اليمني والعمل على تدمير الاقتصاد الوطني.” 

ما يشير إلى أن من صاغ البيان قد يكون سلطة الحوثي نفسها عبر بنكها المركزي، الذي ما زال يفرض على كافة البنوك الخاضعة لسيطرة جماعته الالتزام ببرنامج التيسير النقدي تجاه عملائها. 

بنك اليمن الدولي في صنعاء.. بين  نفي الإفلاس ومخاوف المودعين

أثارت أنباء إفلاس "بنك اليمن الدولي" في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، جدلا واسعا وردود فعل متباينة بين أوساط اليمنيين.
 
وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية اخباراً تفيد بأن بنك اليمن الدولي، كما تداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر المئات من المودعين في وقفة احتجاجية أمام أحد فروع البنك بصنعاء للمطالبة بدفع ودائعهم.
 
وعلى إثر ذلك نفى البنك، مساء اليوم السبت، بشكل رسمي الاخبار المتداولة حول قضية إفلاسه، وقال -في بيان له- إن "تلك الأنباء حملت معلومات مغلوطة بهدف الإثارة وتشويه سمعة ومكانة البنك".
 
وأشار إلى أن لديه أصول ثابته بقيمة تتجاوز مليار دولار ورأس مال يبلغ 46 مليار ريال كأكبر رأس مال بين البنوك العاملة في البلاد. زاعما أن "ما يمر به البنك من أزمة سيولة تعود لأسباب خارجة عن إرادته ولا يد له فيها".
 
وكانت مصادر مصرفية يمنية، ومتعاملين قالت إن البنك يعجز عن دفع أي مبالغ مالية للمودعين منذ نحو شهرين، مع مخاوف إفلاسه.
 
وذكرت أن "المئات من المواطنين يتدافعون كل يوم يحاولون استعادة أموالهم المودعة لدي البنك"، مشيرين إلى أن فروع البنك ومركزه الرئيس في صنعاء تشهد اكتظاظا غير مسبوق بالمواطنين المودعين.
 
وفي مايو الماضي، تظاهر مئات من المودعين وعائلاتهما في أحد فروع البنك احتجاجاً على وقف صرف مبلغ أقل من 50 دولاراً شهرياً من ودائعهم.
 
واشتكى المحتجون من رفض البنك صرف ودائعهم أو أرباحها التي مضت عليها سنوات، واستنكروا قرار وقف المبلغ الشهري البسيط الذي كان يُصرف لهم، وتعهدوا باستمرار التصعيد إلى أن تتم تلبية مطالبهم واستعادة أموالهم المصادرة.
 
وفي السياق قال الخبير الاقتصادي رئيس مركز الإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، "كتبت قبل أشهر أن قرارات البنك المركزي نقل البنوك بمثابة طوق نجاة، لأن العديد من البنوك لاسيما التجارية على وشك الإفلاس".
 
الدكتور عبدالرقيب سيف فتح، وزير الإدارة المحلية السابق، قال "تنبأ محافظ البنك المركزي، أحمد غالب بما سيحدث للبنوك الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي وحاول بخبرته انقاذها عبر قرارته الشهيرة".
 
وأضاف "لكن تم إعاقة ذلك لأسباب غير مقنعة حتى الآن، واليوم بنك اليمن الدولي يعلن افلاسه كواحد من البنوك التي كان يستهدف محافظ البنك المركزي انقاذها".


 
الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي، وفيق صالح، كتب "قرارات البنك المركزي اليمني في عدن سابقا بنقل المقرات الرئيسية للبنوك من صنعاء، كانت تهدف إلى تجنب هذه البنوك شبح الإفلاس بعد ما دمرتها مليشيا الحوثي، وأعلن أنه ضامن لأموال المودعين والعملاء
 
وقال "حالياً وبعد التراجع عن القرارات، وبقاء المقرات الرئيسية للبنوك في صنعاء لم تسلم من الممارسات الحوثية التي تعرض هذه المنشآت والمؤسسات المالية للخطر".
 
وأكد أنه كل يوم يمر تتضاعف معاناة هذه البنوك خصوصاً مع تعنت مليشيا الحوثي في الإفراج عن أرصدتها وتقييد أنشطتها المالية على كافة المستويات".
 
واعتبر نفي بنك إفلاسه، لا ينفي وجود أزمة حقيقية تعاني منها كافة البنوك، جراء احتجاز أرصدتها من قبل مركزي صنعاء، وقال إن "رفض الإفراج عنها، أدى إلى عجز غالبية البنوك عن الايفاء بالتزاماتها أمام المودعين، إضافة إلى تقييد أعمال هذه البنوك بقرارات وإجراءات مختلفة، وتعريض بيئة عمل القطاع المصرفي للخطر، عبر مخالفتها كافة القواعد الدولية المنظمة لآلية عمل القطاع المصرفي".
 
ماجد الداعري، الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي، غرد بالقول "بنك اليمن الدولي يعترف بوجود أزمة سيولة خارجة عن ارادته، لا يد له فيها ويتوقع انتهائها قبل نهاية العام الجاري".
 
وقال "افلاس الحوثيين ببنك اليمن الدولي، خير دليل على صوابية قرار محافظ البنك اليمني أحمد المعبقي بضرورة نقل المراكز الرئيسية للبنوك من صنعاء إلى عدن بأي ثمن كان كمخرج انقاذ لها من مخاطر الإفلاس التي تتربص بها مع استمرار اجراءات تعطيل ونهب الفوائد، وشبح الافلاس المهيمن على بقية البنوك.
 
عوض المصعبي نشر صورا وفيديو لتجمعات المودعين أمام مقر البنك في صنعاء للمطالبة باستعادة أموالهم المودعة لديه دون جدوى.
 
قاسم احمد دراج علق بالقول "بنك اليمن الدولي في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يعلن إفلاسه رسميًا، والمواطنون يحاولون استعادة أموالهم المودعة لديه دون جدوى".
 
وأضاف أن جماعة الحوثي تخاطب المودعين بالقول "فلوسكم راحت للمولد وخمس خامنئي".
 
الكاتب الصحفي سيف الحاضري، علق من وجهة نظر أخرى، وقال التحريض على بنك اليمن الدولي بنشر شائعة كاذبة عن إعلان إفلاسه غير صحيحة.
 
ويرى أن الوضع الاقتصادي في البلاد لا يحتمل مثل هذه الأخبار الكاذبة، مشيرا إلى أن المستفيد الوحيد من تدمير العمل المصرفي هي جماعة الحوثي.
 
وأشار إلى أن هناك أزمة سيولة تتعرض لها البنوك بنسب متفاوتة جراء الانقلاب الحوثي وسيطرته على البنك المركزي صنعاء، وعلى البنك المركزي في عدن التدخل لطمأنة المودعين.