جماعة الحوثي تبتز المؤتمر بمعتقليه .. جانب من مفاوضات "مجحفة"


ما زال العشرات من القيادات المؤتمرية في سجون الحوثيين للشهر الثاني، وسط أنباء تتحدث عن تواصل يجري بين قيادة المؤتمر في صنعاء وقيادة الجماعة. 

وأسفرت هذه التواصلات المستمرة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن إطلاق سراح بعض القيادات المؤتمرية.

وأفاد مصدر سياسي مطلع أن الاعتقالات شملت قيادات مؤتمرية طُرح عليهم سابقًا المشاركة في حكومة الرهوي بصفة شخصية بعيدًا عن حزبهم، لكنهم اشترطوا موافقة الحزب. 

وأوضح المصدر أن تلك القيادات معتقلة في سجن جهاز الأمن والمخابرات بصنعاء، وعددهم ثلاثة، دون الكشف عن أسمائهم، مشيرًا إلى أنهم يشغلون مناصب لا تقل عن درجة وكيل وزارة.

فيما لم يتم الإفراج عن أي من القيادات المؤتمرية المعتقلين في صنعاء حتى الآن، حيث تفيد مصادر مقربة من المؤتمر أن التواصل مستمر بين قيادات مؤتمرية وقيادات حوثية للإفراج عن المعتقلين، ولكن الخلاف يدور حول اشتراطات وصفت بأنها مجحفة.

وأكد مصدران في المؤتمر الشعبي العام  أن جماعة الحوثي وضعت شرط إزاحة أحمد علي عبد الله صالح من منصب نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام مقابل الإفراج عن القيادات المؤتمرية المعتقلة في سجونهم على خلفية الاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

وأفاد المصدران أن هذا الشرط كان أحد أبرز العقبات التي أعاقت التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح القيادات المعتقلة، حيث ترفض قيادات المؤتمر الربط بين قضية الإفراج عن المعتقلين والقرارات التنظيمية داخل الحزب. 

وأشار المصدران إلى أن الحوثيين يطالبون بتعيين بديل لأحمد علي عبد الله صالح في قيادة المؤتمر، وهو ما يواجه رفضًا من قيادة المؤتمر الشعبي العام، التي تعتبر هذه المطالب مجحفة وتخرج عن إطار التفاهمات السابقة بين الطرفين.

ويقوم رئيس حكومة الحوثي ، أحمد غالب الرهوي، بدور الوسيط بين المؤتمر والحوثيين، حيث بدأ مهمته في 24 سبتمبر/أيلول 2024 عندما التقى بأمين عام المؤتمر الشعبي العام، غازي الأحول.

 وأسفر اللقاء عن بيان مؤتمري يطالب أعضاء المؤتمر بالتهدئة، بعد أقل من أسبوع على اعتقال قرابة 20 قياديًا مؤتمريًا، أغلبهم أعضاء في اللجنة الدائمة، وسط وعود من قيادة المؤتمر بالإفراج عنهم نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

وتفيد مصادر إعلامية أن قرابة 80 من القيادات الوسطية للمؤتمر الشعبي العام ما تزال معتقلة في سجون تتبع أقسام الشرطة والمناطق الأمنية في محافظات إب وتعز وذمار وعمران. 

بالإضافة إلى ذلك، هناك ما لا يقل عن عشرة قيادات أخرى معتقلين في سجون جهاز الأمن والمخابرات بصنعاء، إلى جانب آخرين في سجون خاصة تتبع قطاع استخبارات الشرطة بوزارة الداخلية بصنعاء.

تبدو قيادة المؤتمر الشعبي العام بصنعاء عاجزة أمام اعتقال الكثير من قيادات الحزب، وتواجه ضغوطات من أسر المعتقلين وسخطهم المتزايد. 

وقد أشارت مصادر خاصة إلى أن الإفراج عن القيادات المؤتمرية مرتبط بتقديم تنازلات من قبل المؤتمر.

وفيما يتعلق بالمعتقلين من أسرة رئيس الحزب صادق أبو رأس، أفادت مصادر مطلعة أن الإفراج عن اثنين منهم كان بمثابة بادرة حسن نية، لكنه وضع رئيس المؤتمر صادق أبو رأس في موقف محرج أمام أسر القيادات المؤتمرية الأخرى التي ما تزال معتقلة.

ويعاني كثير من المعتقلين في سجون مخابرات سلطة الحوثي من حالة صحية حرجة تتفاقم بسبب ظروف الإخفاء القسري والمرض في حالات كثيرة. 

حيث أفاد مصدر مقرب من عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر فهد أحمد عيسى أنه اعتُقل قبل أيام من سفره للعلاج إذ إنه يعاني من السكري والضغط وارتفاع إنزيمات الكبد. 

وأكد المصدر أنهم قلقون جدًا من تدهور حالته، إذ كان من المقرر سفره للعلاج حتى لا تسوء حالته أكثر، لكنه اعتُقل ومنعت عنه الزيارة أو حتى إيصال الدواء إليه.