إخراج لبنان من معادلة الصراع العربي والاسلامي مع إسرائيل هو الهدف

 هل ستخلص المقاومة لوصية امينها العام نصر الله وستصر  على عدم فك الارتباط مع غزة وتدخل التاريخ من اوسع ابوابه ام العكس سيحدث ؟ 
إذا إستمر الوضع في جنوب لبنان على ماهو عليه  ونجحت المقاومة في جر العدو لحرب إستنزاف طويلة  مع إستمرار  تعثر جيشه في قرى الجنوب ،وإستمرت المقاومة في  إطلاق ما بين 150 الى200 صاروخ يوميا  على شمال ووسط فلسطين المحتلة ، ولا ننسى ان المقاومة  لازالت قادرة عل تدمير وإحراق  كافة حقول النفط والغاز  لكيان العدو في حقل جاريش وما بعد جاريش الموجودة على كل المياة الاقتصادية للساحل الفلسطيني المحتل  .
وبالتالي من المؤكد ان النتيجة ستكون  ليست ابدا لصالح العدو من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية وعلى مستوى جبهته الداخلية ومجتمعه .
وقد نشهد في قادم الايام مسارعة واشنطن الى فرض وقف إطلاق النار من اجل إنزال نيتنياهو من على الشجرة وهو ما يمثل هزيمة للكيان وفشله في إملاء شروطه والذي كان يريد فرضها على اللبنانيين  في المفاوضات تحت النار حسب وصفه وزعمه   .
وسوف يعود   الاسرائيليون يستجدون وقف إطلاق النار في هذه الحرب .، ومحاولة الحصول على هدف  فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة الذي لم يقبلوا بها الان إلا بالحصول على كافة التنازلات والقبول بكافة شروطهم الذي حملها المبعوث الامريكي هوكشتاين لبيروت قبل ايام .
نكرر إن إستمرار الحرب في لبنان على ماهي عليه الان وجر جيش العدو الى حرب إستنزاف طويلة وفق هذه المعادلة ، من المؤكد ان العدو ذاهب الى هزيمة محققة ، لن يستطيع ان يفرض اي شروط له معها ، حتى لو إستمرت مقاتلاته الحربية  في عملية  التدمير الواسعة للقرى والمدن اللبنانية والبنى التحتية للبنان هذا لا يكفيه لتحقيق الإنتصار في  هذه الحرب  .
وبرأيي تتوقف نجاح هذه الحرب الإستنزافية ضد العدو وإيصاله الى الفشل   تتوقف على عدم حدوث أمور عديدة منها : 
الامرالأول : 
عدم تعرض مجاهدي المقاومة اللبنانية للغدر والخيانة من الظهر او من الداخل .
الأمر الثاني : 
إذا حدثت مساومات بين إيران من جهة  وبين إسرائيل وإمريكا  من جهة أخرى ، ودخل تحقيق إنتزاع  بعض  المكاسب الايرانية منهم بازار المفاوضات  مثل عدم تعرض منشئاتها ومصالحها للخطر  سوا النووية او او النفطية او الامنية او الإقتصادية او إضعاف نفوذها في المنطقة او إستقرار النظام الايراني وعدم إضعافه  .
مقابل قبول إيران الضغط على  سحب حزب الله من حدود فلسطين المحتلة وإخراج لبنان نهائيا من معادلة الصراع مع إسرائيل  ، وممارسة الضغوط على المقاومة اللبنانية للقبول  بالشروط الامريكية والاسرائيلية ، و منع المقاومة اللبنانية ايضا  من إستخدام الصواريخ البالستية النوعية والمسيرات النوعية  الرادعة  ضد إسرائيل .
 الأمر الثالث : 
التدخل المباشر العلني للجيش الامريكي في هذه الحرب وتوسعها الى حرب شاملة إقليمية . 
خاتمة : 
برأيي  يجب على المقاومة اللبنانية  عدم القبول بإخراج لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل ، لأن هذا الامر يعني أنها اصبحت بلا مهام وتفقد وظيفتها من قيامها،  وهي بذلك تحكم على نفسها بالتفكك وستتحول إلى  تنظيم داخلي  كأي تنظيم مسلح داخلي في لبنان مثل حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية وحركة امل والحزب الاشتراكي التقدمي الدرزي  وقد تتفكك الى اكثر من تنظبم .
كما ان المقاومة اللبنانية يجب أن تخلص لوصية امينها العام حسن نصر الله عندما رفض بالمطلق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية إلا بشرط وقف إطلاق النار على غزة وقال : (لن نوافق على ذلك بعد ان قدمنا كل هذه التضحيات وانتم اعملوا ماشأتم ) كما تحدى العدو بإعادة مستوطنيه الى الشمال بالقوة 
على المقاومة وبعد كل هذه التضحيات  ان تصر على عودة  النازحين الفلسطينيين الذين هجروا الى الجنوب  في غزة الى مدنهم وقراهم  في شمال غزة مقابل عودة مستوطنين العدو الى الشمال في اي تسوية قادمة  ووقف إطلاق النار  .
هذا سيدخل حزب الله  والمقاومة اللبنانية التاريخ من اوسع ابوابه ، وستكسب تأييد واسع من الأمةالعربية والإسلامية ، بعكس إذا قدمت التنازلات وقبلت بإخراج لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل وقبلت بفك ارتباطها مع غزة ستحكم على نفسها بالتحلل والفشل والخسارة الكبيرة على كل المستويات ، بالإضافة الى التفريط بكل التضحيات التي قدمتها وقدمها قادتها وعلى رأسهم الامين العام حسن نصر الله وهاشم صفي الدين والقائمة تطول الله يرحمهم جميعا.
(وإلى الله ترجع عاقبة الامور )

* آ . صلاح القرشي - باحث وكاتب يمني