بناء الثقة بين الاطياف السياسية اهم خطوة في الاصطفاف الوطني

ان من اهم الخطوات  التي  يجب البدأ  به لتشكيل اي اصطفاف وطني حقيقي  ينطلق من المصلحة الوطنية  العليا لليمن والشعب  و تاتي على طريق مأسسة العمل السياسي للاحزاب والتنظيمات السياسية هي اعادة  الثقة بين كافة  الاطياف السياسية  وتعزيزها  من خلال  المصداقية  والولاء  الحقيقي  للوطن. بعيدا عن المصالح الشخصية  والحزبية  والجهوية  الضيقة وتغيير  نمط العلاقات بين النخب السياسية السائدة التي كانت مبنية  في الماضي وحتى اليوم على الكراهية و التآمر على بعضها البعض  والشقاق  والخداع  والصراعات التي وصلت الى درجة الصراع الدموي وتصفية  الكوادر الوطنية  جسديا، 

هذا النمط يجب ان يتغير. الى  زراعة  الثقة المتبادلة. و احترام الراي  والراي الاخر. وتعزيز العمل المؤسسي  على مستوى كل حزب وتنظيم  سياسي  وعلى مستوى  كافة النخب السياسية  وعدم  اعتماد النخب السياسية على ربط اي عمل سياسي  بالتمترس خلف الايديولوجيات الحزبية او الطائفية والمذهبية   او الالتفاف حول اشخاص او زعامات محاطة بهالة من التقديس  ،  اشخاص لطالما انفردوا بالقرار  لخدمة مشاريعهم  الشخصية  ويكسبون التاييد الزائف بالمال    ونتج عن تصرفاتهم  اخطاء كارثية  ضاعت فيها  الثورة  والجمهورية   وفي الاخير  ارتهن الجميع للخارج.   تلك   التوجهات  سواءالتي  كانت  تحت اجندات تتلبس  القيم الوطنية الا انها  مشاريع  غير ديمقراطية  وغير مشروعة  .  

ان انتقال الاحزاب والتنظيمات السياسية  الى ممارسة العمل السياسي المؤسسي  على المستوى الداخلي لها سبجعلها. قادرة على بناء تحالفات  وطنية عريضة  تضع مصلحة الوطن  والشعب  اليمني  فوق كل الاعتبارات   

وهذا يتطلب من الجميع. الاستعداد  لفتح ملفات  الماضي   وتحديد  الاختلالات.  بشكل موضوعي  وغير متحيز  ودون  ان يشكل ذلك اي نوع من الترويج. والدعاية  للزعامات  التي  اوصلت اليمن  الى ما وصلت اليه اليوم.، نحن بامس الحاجة. الى ان ننظر بتجرد من خلال  ميزان  العمل الوطني بعيدا عن المصالح الذاتية.  او الجهوية  وبعيدا عن التعصبات  التي  انهكت  كاهل الوطن والمواطن، ونتلمس  الفترات المشرقة  في تاريخ اليمن  وخصوصا فترة الحمدي  لندرك  ان امكانية بناء دولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية مسالة ممكنة  اذا ما توفرت الارادة السياسية الصادقة   والتسامح واستبعاد  خطاب الكراهية  والاستعداء المتبادل  بين الجميع  و والاستعداد للاعتراف باخطاء الماضي   و الحاضر   واخذ العبرة منها  لترسيخ العمل السياسي. الوطني  غير المرتبط باي مشاريع تمزيقية  داخلية. او خارجية..

د.  عمر العودي