اغنتم الفرصة عند رؤية الشاص الرئاسي

 أخيرًا، وجدت الآية الكريمة “أشداء على الكفار رحماء بينهم” تطبيقًا حقيقيًا لها على أرض الواقع في شخص رئيس سلطة الحوثي.

 فبحسب نصر عامر، ربما كانت هذه الآية ستظل على الدوام مسألة نظرية، حتى جاء المشاط ليطبقها بحذافيرها، وهو يقضي حاجة تلك العجوز التي استوقفته في ناصية الشارع، وزخات المطر تكاد تحجب المشهد، لولا أن كاميرا وكالة سبأ العامرية كانت قريبة من الحدث وأكثر أمانة في نقل تفاصيله.

وإذن، هي “قصة عادية تجسد (أشداء على الكفار رحماء بينهم)”، نقلها المخلص على الدوام، نصر الدين عامر، رئيس وكالة سبأ، إلى شعب “المشير الركن مهدي المشاط القائد الأعلى للقوات المسلحة (التي استهدفت بالأمس فقط عمق كيان العدو الصهيوني وضربت البوارج الأمريكية)”. 

الهدف من هذا النقل أن يعرف ذلك الشعب شيئًا عن تواضع رئيسه المشير.

لكن عامر، وربما نتيجة الاستعجال لا أكثر، بدأ قصته بجملة غير مفهومة، وهي: “كانت تمر بجوار سور جامعة صنعاء”، ويقصد بالطبع تلك المرأة التي قال إنها استوقفت المشاط فـ”قضى لها حاجتها”.

 فلا ندري هنا من الذي كان المار بالضبط، المرأة أم المشاط. وبحسب الصورة، كان المشاط هو المار بسيارته، لكن بحسب عامر، كانت المرأة هي المارة وهي المستوقفة في وقت واحد.

المهم أن القصة العادية التي تجسد (أشداء على الكفار رحماء بينهم) هي كالتالي:

“كانت تمر بجوار سور جامعة صنعاء، فوجدت الأخ رئيس الجمهورية اليمنية المشير الركن مهدي المشاط القائد الأعلى للقوات المسلحة (التي استهدفت بالأمس فقط عمق كيان العدو الصهيوني وضربت البوارج الأمريكية). كان يتجول بسيارته فأشارت له بالتوقف، فقال لها: تحت أمركِ يا أمي، وقضى حاجتها وغادر”.

عجوز كان حظها، دون الآلاف المنتشرات في كل شارع وزقاق، أن مر من أمامها المشاط بشحمه ولحمه، فقضى لها حاجتها، بحسب عامر، ومضى بسلام. أما الأخريات، فحظهن أن يمددن أيديهن طيلة اليوم وحتى ساعة متأخرة من الليل، تحت لفح الشمس وزخات المطر، حيث تستوي حركة الطقس والنهار والليل، ويتجمد كل شيء عند معنى واحد: الجوع.

 يعلق الناشط مجدي عقبة على الحدث الجلل الذي انفرد به نصر عامر، وكان بمثابة سبق يستطيع أن يختم به عامه الإعلامي الحافل، بشيء من الجدية اللاذعة، وذلك حتى تتضح الصورة أكثر، وتُسدّ الفجوات التي تركتها رواية عامر.

يقول عقبة: “بما أن رئيس وكالة سبأ استشهد بالآية الكريمة (أشداء على الكفار رحماء بينهم)، وهو يصف إنسانية المشير الركن الذي دوّخ العالم، ثم خرج لتفقد أحوال رعيته في شوارع صنعاء، ووجد عجوزًا على قارعة الطريق قرب جامعة صنعاء، وأخرج لها ما يجود به كرمه، ولم يسألها عن الأسباب التي أخرجتها إلى الشارع لطلب المساعدة”.

ويضيف: “المهم أن نتمنى من فخامته أن يطبق هذه الآية على رداد سعيد قاسم والنويرة وغيرهم من المعتقلين، على الأقل ليعتبرهم أسرى سعوديين”.

بدوره، يعلق السياسي والسفير السابق نايف القانص على قصة نصر عامر بالقول إن المشاط "‏خرج يتفقد الشعب فلم يجد سوى هذه المرأة محتاجة، فأعطاها خمسة آلاف ريال لتقضي حاجتها؛ تشتري منزلا وتستثمر بقية المبلغ لتأمين حياتها وتضمن مستقبل أولادها. هكذا تكتمل القصة"، منوها إلى أن الصورة هي من "تصوير أحد الملائكة أوصلها لنصر الدين عامر مراسل وكالة سبأ في السماء".

أما الناشط أبو عبد الله السلامي، فأكثر ما استوقفه هو توقيت التقاط الصورة وحصول نصر عامر عليها، معلقًا بالقول: “يا أستاذ نصر، كيف تم تصوير مثل هذه الصورة إذا كان اللقاء صدفة؟ وكيف وصلت إليك؟”، 

مضيفًا: “نحن لا نريد أن يشاهد الشعب مثل هذه الأمور في مواقع التواصل الاجتماعي فقط كمساحيق تجميل للمسؤولين، بل نريد أن يشاهدها في الواقع. نريد أن يخرج الواحد ويقول: لقيت الرئيس في الشارع، بدون تصوير!”.

ويعلق الناشط عبد الملك محمد قائلًا: “الشارع كان فيه مطر؟ متى نزل المطر هذا؟!”، 

حيث يمكن لنصر الدين عامر وحده أن يجيب عن توقيت نزول ذلك المطر على المشاط، ولماذا تعمدت وكالة سبأ إخفاءه عن مركز الأرصاد ونشرة الأحوال الجوية؟!