«قسد» تتشبّث بمكتسباتها: أيّ مستقبل للأكراد؟
تشهد مدينة منبج وأريافها اشتباكات متواصلة بين فصائل «عملية فجر الحرية» و«قسد»، في ما يبدو أنها هجمات تهدف إلى السيطرة على مناطق سيطرة هذه الأخيرة في الشمال والشرق السورييْن، أو إبعادها في اتجاه مناطق غرب الفرات.
وأصدرت فصائل «فجر الحرية» بياناً مصوّراً أكدت فيه أنها «سيطرت على كامل مدينة منبج بعد طرد قسد منها، وتواصل قتالها في اتجاه المناطق الأخرى»، في إشارة إلى الطبقة وعين العرب اللتين تربطهما حدود إدارية مع منبج.
كما اتهمت الفصائل «قسد»، بالبدء في نقل القمح ومقتنيات المؤسسات التي تديرها «الإدارة الذاتية» في كلّ من مدينتَي الرقة والطبقة وأريافهما، في مؤشر يُظهر خشيتها من امتداد المعارك في اتجاههما.
لكنّ «قسد» نفت، عبر «المجلس العسكري في منبج وريفها»، سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لتركيا على المدينة، مؤكدة أن «قواتها صدّت هجمات عنيفة عنها، وتواصل عمليات الدفاع»،
لافتة إلى أن «الهجمات تجري بدعم تركي مباشر عبر تنفيذ أكثر من 10 طائرات مُسيّرة تركية هجمات متواصلة في منبج وريفها، مع تضرّر جسر قرقوزاق بهدف فصل المدينة عن منطقة شرق الفرات».
كذلك، أصدر «مجلس صرين» العسكري بياناً، قال فيه إنه «تمّ التصدّي لمجموعة مسلحة حاولت التسلّل إلى سد تشرين، وقُتل العشرات منهم»،
مضيفاً أن «مجموعة كبيرة من المرتزقة وقعت في كمين للقوات، وقُتل عدد من أفرادها وأصيب آخرون في محيط جبل قرقوزاق».
وأكدت مصادر ميدانية، من جانبها، أن «قسد طلبت وساطة أميركية لوقف هجمات الفصائل المسلحة على مدينة منبج وريفها، وصولاً إلى السبخة وريف الطبقة»،
مشيرةً إلى أن «قسد تخشى من سيناريو تركي يهدف إلى السيطرة على كامل مناطقها، وإنهاء وجودها في غرب الفرات كمرحلة أولى من الهجمات».
وتوقّعت المصادر أن «تتواصل الهجمات على مناطق سيطرة قسد في ريفَي حلب والرقة»، لافتة إلى أن «الفصائل تسعى إلى فتح ثغرة في اتجاه ريف الرقة الشرقي، وصولاً إلى ريف دير الزور الغربي لإنهاء وجود الإدارة الذاتية فيه، بعد انتشار الأخيرة منذ أقل من أسبوع بشكل مشترك مع الجيش السوري، قبل سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد».
وفي دير الزور، اندلعت تظاهرات أهلية في حي الجبيلة وسط المدينة، لمطالبة «إدارة العمليات العسكرية» بالتوجّه إلى المحافظة، وإخراج «قسد» منها، وسط اتهامات للأخيرة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، وإصابة آخرين.
واتهمت وسائل إعلام مقرّبة من «قسد»، مجموعات قالت إنها تابعة لتنظيم «داعش»، بمهاجمة الأهالي في مدينة دير الزور، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين.
ووفقاً للمصادر الميدانية، فإن «مجموعات من إدارة العمليات العسكرية وصلت إلى مشارف مدينة دير الزور، وعقدت مفاوضات غير مباشرة مع قسد للانسحاب من المناطق التي دخلت إليها قبل إطلاق معركة ردّ العدوان»، وإن «قوات من التحالف الدولي دخلت إلى مطار دير الزور العسكري بهدف الاستيلاء أو تدمير أسلحة تابعة للجيش السوري في المطار».
وتوقّعت المصادر أن «تؤدي الضغوط الشعبية إلى انسحاب قسد من دير الزور من دون قتال».
وأشارت إلى أن «إدارة العمليات العسكرية تتجنّب أيّ تصادم مع مجموعات قسد حتى الآن»، مبيّنة أن «التوجّه هو أن يتمّ إشراك كل المكوّنات في الحكومة الانتقالية، بمن في ذلك الأكراد»،
فيما استبعدت أن «تقبل الإدارة الجديدة للبلاد بأيّ شكل من أشكال الحكم الذاتي في مناطق سيطرة قسد».
وأشارت المصادر إلى أن «قسد تقول إنها تريد الحفاظ على مكتسباتها فداء لأرواح الآلاف من قتلاها»، مضيفة أن «النظام السوري السابق سقط من جيشه وقواه الأمنية والشرطة نحو 200 ألف قتيل، وتمّ تجاوز ذلك كلّه تحت مسمّى تحرير الوطن وبداية حقبة جديدة له».