زيارة السفير أحمد علي عبدالله صالح للقاهرة الدوافع والمآلات
بعد رفع العقوبات الكيدية –المسيسة التي كانت مفروضة على السفير اليمني الأسبق بدولة الإمارات العربية المتحدة، نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبد الله صالح ها هي أول زيارة له تأتي إلى جمهورية مصر العربية، لكن لماذا جمهورية مصر العربية بالذات؟
في البداية اقول أنه كان لمصر دائماً مكانة كبيرة في قلب الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وفي قلب كل يمني فمصر لها الدور الأكبر والرئيس في مساندة ودعم الثورة اليمنية "26 سبتمبر 62 و14 أكتوبر 63" وامتزج الدم اليمني بالدم المصري في ملحمة واحدة في مواجهة الكهنوت الإمامي البغيض.
أيضاً كان لمصر العروبة دور كبير في تعليم أبناء الشعب اليمني في مختلف مراحل التعليم من المدرسة إلى الجامعة.. واليوم تحتضن مصر اشقائها من ابناء اليمن الذين نزحوا جراء الظلم والقهر والإرهاب الحوثي، ناهيك على أن جمهورية مصر العربية تعتبر دولة إقليمية وقارية كبرى بحساب عناصر القوة الشاملة كما يضعها علماء السياسية، بالإضافة إلى الثقل الدبلوماسي والمحوري التي تتمتع به الدولة المصرية من خلال عدد المؤتمرات الدولية والقارية التي تحتضنها القاهرة والمدن المصرية المختلفة، كما أن القاهرة تحتضن البيت العربي الكبير ممثلا في الجامعة العربية.
وبالتالي فإن زيارة السفير اليمني الأسبق بدولة الإمارات إلى مصر لم تأتي كزيارة خاصة فقط كما يراها البعض، بل بداية لعمل دبلوماسي موازي رصين وعميق عبر عنه في كثير من الفقرات في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السابعة لإنتفاضة الثاني من ديسمبر، وهو تحرك يواكب المتغيرات الكبيرة الحاصلة في البيئتين الوطنية والخارجية بشقيها الإقليمي والدولي.
واعتقد أن هذه الزيارة كذلك تعتبر استفتاء حقيقي وواضح لمكانة السفير أحمد علي عبدالله صالح، بين أبناء شعبه؛ فالملاحظ أن الذين أتوا للسلام عليه ومباركة رفع العقوبات الكيدية -المسية عن سعادته جاؤوا من مختلف مناطق اليمن ومحافظاتها شمالآ وجنوباً، شرقاً وغربا، توافدوا من مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية للشعب اليمني، وليس من حزب المؤتمر فقط، جاؤوا من مختلف البلدان التي يقيمون فيها ومن الداخل اليمني حباً وتقديراً لسعادة السفير أحمد علي وهم الذين يرون فيه الشخصية التوافقية المتسامحة والقادرة على إنقاذ وإرجاع الدولة اليمنية المصادرة واستعادة هيبتها وسيادتها، وما رأيناه من زخم جماهيري كبير لمن آتوا لزيارة السفير أحمد علي؛ إنما يعكس الشعبية الكبيرة والعارمة التي يحظى بها سعادة السفير على امتداد الرقعة الجغرافية اليمنية بطولها وعرضها.
وللتذكير ببعض بميكانيزمات القوة التي يتحلى بها سعادة السفير أحمد علي عبدالله صالح نذكر الآتي:
- الجماهيرية والشعبية المتنامية بين أبناء الشعب اليمني-الذي يتوق اليوم لعهد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح- وما يعزز هذه الشعبية من رفض الشعب اليمني للطرفين المتصارعين (الشرعية) بكافة فصائلها والحوثيين، وهم الذين اوصلوا الشعب اليمني إلى ما هو عليه الآن.
- عدم تلطخ يد السفير أحمد علي بدماء الشعب اليمني.
- السفير أحمد علي ليس طرفاً من أطراف الصراع.
- مناداة الدائمة بالسلام ووقف الحرب واسترجاع الدولة ومؤسساتها وقرارها السيادي والحفاظ على وحدتها.
- النفوذ في الإطار القبلي.
- النفوذ في المؤسسة العسكرية.
- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام بالإضافة إلى المكانة والنفوذ والشعبية داخل المؤتمر الشعبي العام.
أيضاً من ميكانيزمات قوة السفير أحمد علي عبد الله صالح الخبرات المتعددة في العمل الوطني في المجال التشريعي-عضو في مجلس النواب، المجال العسكري - قائد للحرس الجمهوري والقوات الخاصة، المجال الدبلوماسي- سفير سابق للجمهورية اليمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، المجال السياسي/ الحزبي-نائب لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، ومن خلال تواجده في المواقع المذكورة كان له طيب الآثر بإجماع كل من عمل معه.
بقلم الدكتور: علي حسن الخولاني
(*) رئيس ائتلاف القوى الديمقراطية للسلام والوئام