فضيحة "سيجنال جيت"
* مجلة ذي إتلانتيك تحرج ترامب وإدارته
نشرت مجلة ذي إتلانتك الخطط الحربية المسربة ضد الحوثيين والتي قالت انها سربت قبل بدء الهجوم بساعتين.
وذلك ردا على مايصر عليه الرئيس ترامب وإدارته بالإدعاء انها لم تكن تلك المعلومات سرية بهدف التقليل من أثر الفضيحة على ادارته .
لكن مانشرته المجلة كانت فضيحة مدوية حيث تضمنت ماكتبة وزير الدفاع عن تحديد الساعة التي سيبدء فيها الهجوم ، واسماء الطائرات اف 18 التي ستستخدم في الضربات الاولى وصواريخ التمهوك ، والاهداف التي يتستهدفها ، ووقت وصول الطائرات لضرب اهدافها ، حتى انها تضمنت الدردشات عن تحديد اسماء بعض القيادات الحوثية العليا ومن ضمنهم مسؤول الصواريخ ،وساعة دخوله المبنى وساعة ضربه ، وغيرها من المعلومات التي تناولتها معظم وسائل الاعلام واصبحت حديث الساعة .
بالله عليكم هل هذه ليست معلومات سرية ؟؟¡¡¡¡
وهي فقط عينة مما نشر .
لماذا يحاول ترامب وإدارته إدعاء ذلك و التقليل منها بهذه الخفة؟
حتى انهم اصبحوا محل سخرية امام الراي العام ووسائل الاعلام و امام اعضاء الكونجرس الامريكي .
والقول ايضا بأن إضافة رئيس تحرير صحيفة ذي إتلانتيك لمجموعة تضم كبار القادة الامنيين والمسؤولين لإدارة ترامب وعلى رأسهم ( نائب الرئيس الامريكي ، ووزير الدفاع ، ووزير الخارجية ، ومدير الاستخبارات ، ومديرة الاستخبارات الوطنية وغيرهم ، تم إضافته بالخطأ او الصدفة¡¡¡¡ ،
هل هذا معقول ؟ وهل من البساطة مايقولونه ان يستوعبه العقل بهذه السهولة ؟
* دفاع فاشل من ترامب وإدارته
مهما دافع ترامب وإدارته هذا لن يجدي بشيء .
فالفضيحة الامنية والإختراق الغير مسبوق في تاريخ إمريكا قد حدثت واصبحت وسائل الإعلام تطلق على هذه الفضيحة ( فضيحة سيجنال جيت ) على غرار ( فضيحة إيران جيت ) وعلى غرار( فضيحة إيران جيت ).
* إضافة جيفري غولدبيرغ أختير بدقة
وبالمناسبة مجلة ذي إتلانتيك الذي يرأس تحريرها الصحفي جيفري غولدبيرغ هي اول من سربت قضية تدخل روسيا في الإنتخابات الامريكية ، وغيرها من القضايا التي اثارت الرأي العام ، بمعنى ان إختيار وإضافة رئيس تحريرها في المجموعة الامنية لكبار قادة إدارة ترامب حول اليمن والهجوم على الحوثيين لم يك خطاء وصدفة .، بل كانت مدروسة بدقة .
* ماهو الهدف من تسريب الخطة الامريكية ؟
مافيش إلا إجابة واحدة لهذا السؤال وهو تسريب الخطة الى الطرف الاخر المستهدف وهم الحوثيين .
بمعنى من قام بهذا الخرق كان هدفه تسريب الخطة للحوثيين .
اما قضية إضافة الصحفي للمجموعة كانت بمثابة التمويه على تسريب خطة الهجوم للحوثيبن ووضع ترامب ومسشاره للأمن القومي وبقية إدارته في موقف لايحسد عليه من الفشل والفضيحة امام الرأي العام وتوجيه صفعة مدوية لترامب وإدارته .
اما الهدف الحقيقي اعتقد كان تسريب الخطة للطرف المستهدف وهم الحوثيين ، ولكني ليس لدي معلومات مؤكدة ان التسريب وصل الى هدفه .
ولكن اعتقد ذلك لإن هذا يتوافق مع تحليلاتنا في كتاباتنا السابقة عندما قلنا ان الدوائر الغربية ومنها الامريكية والبريطانية ترى في بقاء جماعة الجوثي أمر مهم يخدم مصالحها وأمنها القومي في المنطقة العربية ، وانه لايوجد قرار الى الان من قبل هذه الدول بإسقاطها والتخلص منها بشكل كامل .
* جماعة الحوثي ليست كحزب الله
حتى اني اكدت سابقا ان جماعة الحوثي لن تسقط بوقف الدعم الايراني عنها ، او حتى لو تخلت عنها إيران بشكل كامل ، و اعطت موافقتها وكل المعلومات التي تمتلكها عنها للغرب لضربها وإسقاطها ، فبرأي هذا لن يؤثر بجماعة الحوثي ولن تسقط من جراء ذلك ، والسبب ان جماعة الحوثي اعتقد انها ربطت مصالحها بمصالح العديد من الدول الكبرى والدوائر الغربية ومنها الصين وروسيا وامريكا وبريطانيا وغيرها في المنطقة، وهي تختلف عن حزب الله في ذلك ، لإن حزب الله ربط مصالحه وعلاقاته مع إيرن فقط ، فسقط وهزم بكل سهولة عندما تخلت إيران عنه لإسباب تتعلق بمصالحها الاكثر اهمية لها و بعد دراسة المكاسب والخسائر بشكل جيد لها حسبما اعتقد .
التوقعات ؛
طالما ان الرئيس ترامب يصر ان "فضيحة سيجنال جيت " لم تؤثر وان الحملة الجوية ضد الحوثيين لم تك فاشلة وحققت إنتصارات واضحة ، جاء ذلك في رده على اسئلة الصحفيين .
وطبعا قال ذلك ليخفف وليقلل من حجم واهمية الفضيحة والاختراق الامني الذي حدث .
رغم ان كافة المحللين الاستراتيجيين يؤكدون ان الاستراتيجية الامريكية الحالية في تنفيذ الحملة الجوية ضد الحوثيين لن تحقق اي اهداف جوهرية ومؤثرة على قدرات الحوثيين او على القيادات السياسية والعسكرية لهم .
وبالتالي اتوقع :
ان يصر الرئيس ترامب على تحقيق بعض الانتصارات في هذه الحملة وقتل بعض كبار قادة الحوثة وتدمير بعض اسلحتهم وذخائرهم للقول للرائ العام الامريكي ان حملته ناجحة بعكس الحملة التي قادها بايدن ، وانها لم تتأثر بفضيحة التسريبات .
وبرأيي حتى لو فعل ترامب ذلك هذا لن يكون له أي تأثير جوهري وحقيقي على جماعة الحوثي ولن يضعفها او يسقطها .
إلا في حالة أتخذ القرار بمشاركة القوات اليمنية المحلية المعادية للحوثيين في هجوم بري واسع ضد الحوثيين تحت حماية غطاء جوي خارجي مساند لها ، هنا فقط ستتحول الحملة الجوية الامريكية الى خطر حقيقي فعلي يهدد بقاء عرش الجماعة على صنعاء .
وهذا برأيي لن يحدث في الوقت الحالي او على المدى القريب نظرا لماسقناها من اسباب سابقا تتعلق بالتوازنات والمصالح في المنطقة .
(وإلى الله ترجع عاقبة ألامور )
أ . صلاح القرشي - كاتب وباحث يمني