Logo

كيف نجا مفتاح من القصف؟ من باع بقية المسؤولين الحوثيين؟

 ‏إسرائيل قصفت بيت القيادي الحوثي جمال زبارة في منطقة حدة جنوب صنعاء بتسع قنابل ذكية خارقة للتحصينات، ولم تسوِّ البيت بالارض؛ بل أنزلته تحت الأرض، حتى الأحجار لم تسلم، 

وكانت النتيجة مقتل رئيس وزراء الحوثيين  ومدير مكتبه وتسعة من أعضاء حكومته (غير المعترف بها) - وأخبار عن وفاة الوزير العاشر محمد قحيم وزير النقل في مشفاه - ووفاة اثنين من موظفي مكتب رئيس الوزراء وجميع الحراسة والمرافقين الذين لم يذكرهم الحوثي لأنه لا قيمة لهم ولا وزن.

‏السؤال الجوهري هو: كيف نجى محمد مفتاح نائب رئيس الوزراء والعقائدي الصلب من هذه الضربة وهو كما يزعم كان يجلس على يمين رئيس الوزراء محمد الرهوي؟!

من المؤكد أنه كان كاذب في حضوره، لاعتبارات كثيرة، وسيلاحظ المشاهد لصورة وجه "مفتاح" أنه معافى حتى من الجروح والحروق وأي إصابات أخرى.

دققوا النظر في الصورة بعد الحادثة، هل يُعقل أن يخرج إنسان سليم معافى من تحت نيران تسع قنابل حارقة وخارقة للتحصينات؟!

مفتاح ليس الخليل إبراهيم، حتى تكون هذه النيران عليه برداً وسلاماً، بل مدعي لبطولة وظيفتها تغسل شبهة عنصرية الحوثي، لأن القتلى هم من خارج الكتلة الصلبة للحوثية .

‏أضيف إلى هذا التساؤل أمراً آخر شديد الأهمية وهو أن الجماعة الحوثية كانت أعلنت بشكل غير رسمي مقتل حسن الصعدي وزير التربية والتعليم وعبدالمجيد المرتضى نائب وزير الداخلية، 

وعند الإعلان الرسمي للضحايا تم إخفاء هذين الإسمين، وإذا لم يكونا مصابين فمعنى ذلك أن الجناح العقائدي الخطير الذي يمثل جوهر الحركة الحوثية لم يحضر هذا الاجتماع، مفتاح، الصعدي، المرتضى، 

بالإضافة إلى وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، "عم عبدالملك" ووزير الدفاع محمد العاطفي، اللذان لم يحضرا الاجتماع، حتى صاحب البيت نفسه جمال زبارة لم يعلن عن مقتله!.

بالأمس باركت جامعة صنعاء عبر حسابها الرسمي على فيسبوك لوزير التعليم حسن الصعدي بمناسبة تماثله للشفاء،

 فيما أكدت مصادر أخرى أن مالك المنزل المستهدف جمال زبارة يتواجد حالياً في القاهرة وأن منزله كان مقراً لاجتماعات القادة الحوثيين، وعليه لوحة تشير أنه تابع للإدارة العليا بجامعة العلوم.

بالنظر إلى قائمة الضحايا مجد أن جميعهم بلا استثناء من خارج النواة الصلبة للحركة الحوثية، وأعني بها الكتلة العقائدية التي نشأت في أحضان الحركة الحوثية منذ انطلاقتها، وليس اكتشافاً جديداً القول بأن جميع القتلى هم من هامش الحركة الحوثية،

 فلو كانت الحكومة مطلقة الصلاحيات في رئيسها ووزرائها ما كانت ستسلم هذه الحقائب لهذه الوجوه القادمة من خارجها،

 مثلاً حقيبة الخارجية ما كان عبدالملك الحوثي سيسلمها إلى ناصري متسلق قادم من محافظة إب، بل سيسلمها إلى محمد عبدالسلام أو عبدالملك العجري، وهما مسؤولان عن المفاوضات الخارجية في الحركة الحوثية، 

لكنه أراد إيهام الناس بأنه يحتوي في حكومته كل اليمنيين من كل اليمن، في شماله وجنوبه، وهذا ادعاء زائف ينكشف عند الحديث عن النواة الصلبة للحركة الحوثية، من خلال النظر في الأسماء التالية:

 عبدالملك الحوثي، عبدالكريم الحوثي، عبدالخالق الحوثي، علي حسين الحوثي، محمد علي الحوثي، عبدالمجيد الحوثي، يوسف المداني، يوسف الفيشي، محمد عبدالكريم الغماري، أبوعلي الحاكم، مهدي المشاط، محمد عبدالسلام، عبدالحكيم الخيواني، علي ناصر قرشة، منصور السعدي، عبداللطيف الهادي، محمد أحمد مفتاح،

 هؤلاء وغيرهم الكثير هم صلب الحركة الحوثية التي لم يقتل منها أحد باستثناء طه المداني وصالح الصماد، و95٪ من صلب الحركة الحوثية العقائدية ينتمون إلى محافظة صعدة،

 والبقية من المناطق المتاخمة لها كخيوان وعمران وأرحب، ومفتاح من مديرية الحيمة بصنعاء، ولن يسمحوا لأحد من خارجهم باختراقهم مهما بلغت درجة ولائه وطاعته، 

ومن العسير القول إن شخصاً ينتمي إلى تعز أو إب أو محافظات الجنوب صار ضمن الدائرة المقربة من عبدالملك!

هناك لغز ما في مسألة القصف الإسرائيلي الأخير، كيف غاب كل هؤلاء عن الحضور بما في ذلك الوزراء العقائديين!

هل قدم الحوثي هؤلاء ضحية من أجل إشباع غرور إسرائيل ومنحها نصراً ثميناً أمام حركة المعارضة الداخلية لحكومة نتنياهو؟

بالنظر إلى قائمة الضحايا وجميعهم من المسؤولين الشكليين الذين لا قيمة لهم ولا وزن. لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال بوجود تواطؤ حوثي أو إيراني مع إسرائيل في هذه العملية، 

التي تأتي في سياق رسائل الترهيب التي تبعثها إسرائيل في المنطقة بأنها قادرة على دمار وسحق من يعترض مسيرتها في دقائق، كما فعلت بحزب الله وقيادته، وإيران ورجالها، ولن يخرج هذا القول من دائرة الاحتمالات الواردة إلا في حالة واحدة وهي أن تستهدف إسرائيل رجال النواة الصلبة للحركة الحوثية!.

د. عارف أبو حاتم