Logo

مدينة غزة بين البقاء والرحيل.. كثيرون يختارون الموت في بيوتهم

الرأي الثالث 

رغم وصول دبابات جيش الاحتلال إلى مدينة غزة واشتداد القصف الوحشي، يصر محمد حمدان على البقاء في المدينة وعدم النزوح إلى جنوب وادي غزة.

حمدان واحد من مئات الآلاف من سكان المدينة الذين رفضوا مغادرتها، متمسكين بالبقاء في بيوتهم، متحدين واقع الموت والنزوح القسري.

يقول حمدان، : "خيار النزوح إلى جنوب القطاع أو وسطه ليس مطروحاً بالنسبة لعائلتي، ليس فقط لأسباب لوجستية أو مالية، بل كخيار وطني وإنساني نابع من التمسك بالأرض والكرامة". 

يضيف حمدان: "نفضل الموت في منازلنا على أن نُهجر مرة أخرى، لأننا نعرف ماذا ينتظرنا في النزوح".
 
ويعتبر حمدان وسكان من المدينة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تنفيذ تهجير قسري جديد، عبر سياسة "الأرض المحروقة" وقصف المربعات السكنية المكتظة لدفع الناس إلى النزوح،

 إلا أن هذا المخطط يواجه تحدياً من الآلاف الذين قرروا الصمود، رغم الخطر المحدق بهم.

ورغم تردي الأوضاع المعيشية، من غياب المياه والكهرباء والرعاية الصحية، يعيش هؤلاء تحت القصف اليومي.

محمد اليازجي أيضاً رفض النزوح من مدينة غزة رغم اقتراب دبابات جيش الاحتلال منهم.
  
يقول اليازجي  "نحن لا نملك مقومات الحياة، لكننا نملك الإرادة، وهذه مدينتنا، ولن نغادرها بإرادتنا".

ويوضح أن "هذا الصمود يحمل رسالة تحدٍّ واضحة؛ وهي أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم الحرب والدمار، وأن التهجير القسري لن يكون خياره، مهما كانت الكلفة الإنسانية".

وتابع بالقول: "عدد من أقاربي نزوحوا إلى وسط القطاع ولم يجدوا مكاناً لنصب خيامهم فاضطروا إلى العودة".

وبيّن أن تكلفة النزوح باهظة جداً؛ حيث تصل أجرة سيارة نقل العفش إلى 10 آلاف شيكل (3 آلاف دولار)، والخيمة الواحدة 3500 شيكل (1000 دولار)، وهي تكاليف غير معقولة.
 
تكلفة عالية

الناطق الإعلامي باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، أكد أن الأوضاع الإنسانية داخل مدينة غزة وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة، 

مشيراً إلى أن نحو 700 ألف فلسطيني لا يملكون أي تكلفة للنزوح ويعانون من الجوع والإنهاك الشديد.

وقال أبو حسنة، : إن "90% من سكان مدينة غزة لا يملكون المال اللازم لمغادرة المدينة، كما أن غالبيتهم لا يملكون حتى القدرة الجسدية على النزوح سيراً على الأقدام، في ظل استمرار العدوان وانعدام وسائل النقل الآمنة".

وشدد على أن ما تشهده مدينة غزة هو انهيار كامل في مقومات الحياة الأساسية، وأن هذا الواقع يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية.

بدوره أكد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام مهنا، أن الطواقم الطبية في مدينة غزة تعمل في ظروف قاسية وبموارد محدودة، مشدداً على أن نظام الرعاية الصحية المتهالك أصلاً سيزداد سوءاً دون أي تعزيزات عاجلة.
 
وقال مهنا إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر زودت مجمع الشفاء الطبي، يوم الأحد 21 سبتمبر الجاري، بمجموعة من المواد والمستهلكات الطبية، 

شملت محاليل ومجموعات ضمادات وأدوية و500 كيس لنقل الجثامين، وذلك ضمن جهد أوسع لدعم المستشفيات القليلة المتبقية في مدينة غزة".

وأوضح أن اللجنة الدولية قدمت خلال الأسبوعين الماضيين أربع شحنات طبية إلى عدة مستشفيات في المدينة، إلا أن الاحتياجات الإنسانية الهائلة على أرض الواقع تتطلب المزيد من الدعم والمساعدات العاجلة.

وأكد مهنا أن العمليات العسكرية المتواصلة والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية قد حدّت بشكل كبير من القدرة التشغيلية للصليب الأحمر وغيره من المنظمات الإنسانية، 

لكنه شدد على استمرار التزام اللجنة الدولية بتقديم الإغاثة في جميع أنحاء قطاع غزة، وفي كل مكان تسمح به الظروف، وبما تملك من إمكانات.