Logo

أبعاد خطاب السفير أحمد علي عبدالله صالح بالذكرى الـ 63 لثورة سبتمبر

 شهدت العاصمة المصرية القاهرة، مساء 28 سبتمبر، انعقاد ندوة فكرية نظمها المركز اليمني المستقل للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان: 

"أبعاد خطاب السفير أحمد علي عبدالله صالح في الذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر: قراءة تحليلية". 

وقد شارك في الفعالية نخبة من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين والسياسيين من داخل اليمن وخارجه، سواء بالحضور المباشر أو عبر تقنية الزوم، ما منح النقاش بعداً متنوعاً من حيث الخلفيات والتخصصات.

تنوع الأوراق البحثية

تميزت الندوة بتقديم سلسلة من الأوراق العلمية التي لامست جوانب متعددة من الخطاب. 

فقد تناول الدكتور علي الخولاني البُعد الثوري والقيمي،  مؤكداً أن الخطاب أعاد استحضار القيم الجوهرية لثورة سبتمبر كحلم تحرري ووطني جامع. 
 
بينما ركّز عبدالناصر العوذلي على "مشروع الإنقاذ الوطني" الذي دعا إليه الخطاب، واعتبره مدخلاً لإعادة بناء الدولة اليمنية على أسس جمهورية متجددة.

أما نورا الجروي فقد سلطت الضوء على البُعد الحقوقي والإنساني، معتبرة أن الخطاب منح مكانة خاصة للمرأة والحقوق المدنية في إطار المشروع الوطني.

 في حين أكد عزيز محمد زيد أن الخطاب رسّخ فكرة الاصطفاف الوطني، مقدماً دعوة واضحة لتجاوز الانقسامات الحزبية والمناطقية.

وبالنسبة للبُعد الإعلامي والسياسي، قدّم إبراهيم العشماوي ورقة أوضح فيها أن توقيت الخطاب وبثه في ذكرى الثورة منحاه دلالات استراتيجية، 

بينما ركّز الدكتور عبدالحفيظ النهاري على البُعد السياسي والوطني للخطاب باعتباره خارطة طريق جديدة لإعادة لملمة الصف الجمهوري.

إلى جانب ذلك، قدّم الدكتور محمود اليمني قراءة في رسائل الخطاب، مبرزاً أن صياغته توازنت بين البُعد الرمزي والرسائل العملية الموجهة للداخل والخارج. 

أما العميد الدكتور منصور القاضي فتناول انعكاس الخطاب على النخب والمجتمع اليمني، مؤكداً أن صداه تجاوز الإطار السياسي ليصل إلى وجدان الشارع اليمني الباحث عن بارقة أمل.

وفي السياق التاريخي، ربط الدكتور عبدالرحمن ناجي بين ثورة 26 سبتمبر 1962 وثورة 2 ديسمبر 2017، مؤكداً أن خطاب السفير أضفى على هذا الترابط بعداً رمزياً يوحّد الأجيال. 

كما ناقش نبيل نجم الدين البعد الإقليمي للخطاب، فيما اختتم سام العصري بالبعد الدولي مؤكداً أن الرسائل الموجهة للخارج تمثل ركيزة لإعادة تعريف القضية اليمنية في المحافل الدولية.

الخطاب كمنعطف سياسي

أجمع المشاركون على أن الخطاب يشكّل منعطفاً مهماً في المشهد اليمني، ليس فقط لأنه أطلق دعوة صريحة لمشروع إنقاذ وطني، بل لأنه أعاد الحيوية إلى المشهد السياسي بعد جمود طويل.

 وقد اعتبر كثيرون أن الخطاب حرّك "المياه الراكدة"، وأعاد الأمل لدى اليمنيين في إمكانية الخلاص من هيمنة المليشيا الحوثية.

كما أكدوا أن الكرة اليوم باتت في ملعب القوى الجمهورية التي تتحمل مسؤولية الاستجابة لهذه الدعوة التاريخية، عبر بناء توافق وطني واسع يعيد للدولة اليمنية شرعيتها وسيادتها.

أهمية التوقيت والدلالات

من أبرز النقاط التي جرى التأكيد عليها هي أهمية توقيت الخطاب. ففي ظل انسداد الأفق السياسي نتيجة تعنّت الحوثيين ورفضهم للحوار، جاء الخطاب ليعطي دفعة جديدة لمسار العمل الوطني، ويطرح خياراً واقعياً بديلاً عن الجمود الحالي.

البعد الشعبي والرمزية القيادية

لفت المتحدثون إلى الشعبية الواسعة التي يحظى بها السفير أحمد علي عبدالله صالح، معتبرين أنه بات يمثل رمزاً سياسياً وشعبياً يلتف حوله قطاعات واسعة من اليمنيين. 

ورأوا أن حضوره كرقم صعب في المعادلة الوطنية، يجعله نقطة ارتكاز لمشروع جامع في مواجهة إخفاقات القوى التقليدية.

خلاصة

إن ندوة القاهرة حول خطاب السفير أحمد علي عبدالله صالح لم تكن مجرد قراءة لخطاب سياسي عابر، بل تحولت إلى مساحة حوار وطني جاد سلط الضوء على أبعاد ثورية، سياسية، حقوقية، إنسانية، إقليمية ودولية. 

وقد خلصت النقاشات إلى أن هذا الخطاب قد يشكّل بداية مرحلة جديدة، تضع اليمن أمام خيار واقعي للخروج من أزمته الممتدة، عبر مشروع وطني جامع يستعيد الدولة ويمنح الشعب اليمني أملاً في مستقبل أفضل.