52 عاماً على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر


52 عاما على رحيل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ولا يزال الجدل حوله على أشده.

ففي مثل هذا اليوم (28 سبتمبر) ودّعت الأمة العربية الرجل الذي علقت عليه الآمال ،وبقدر التعلق به، كان الحزن عليه، وظلت ذكراه- وستظل- مناسبة للحديث عنه سعيا لاستخلاص العبرات، وأملا في تجاوز العثرات.

بعد الوداع
 لا تزال قصيدة الشاعر المصري صالح جودت( بعد الوداع) حاضرة، وهي القصيدة التي رثى بها عبد الناصر قائلا:

هيهات أن نعرف معنى الضياع

والزحف ماضٍ والأماني جياع

هيهات والثأر بأعماقنا

يزأر من أعماقه كالسباع

ويا يهود الأرض لا تفرحوا

في الموت فالموت علينا جماع

لا تحسبوا أن جمال انتهى

فووري الحق وفض النزاع

فكلنا من ذاته..كلنا

جمال في الشدة عند الصراع

 نصير الفقراء وناصفهم
إيمان رفعت المحجوب ابنة رئيس البرلمان المصري الراحل د.رفعت المحجوب علقت على ذكرى رحيله قائلة: “سأعتزلكم حتى ينتهي موسم سب ناصر كي لا يصيبني منكم الاكتئاب لن يصيبني الاكتئاب حباً في الرجل؛ رغم اني احبه ؛ لكن من فرط الاحباط لاحساسي بالشر يستشري في النفوس !! لكراهة المشروع الناصري بما فيه من عدالة اجتماعية و انصاف للطبقات المطحونة، مشروع دولة مدنية حديثة بعيدة عن العنصرية و الطبقية بكل صورها “الدينية او الاجتماعية” تستهدف الرقي بكل طبقات و طوائف المجتمع على حد السواء تستهدف مجتمع الملايين لا مجتمع اصحاب الملايين دولة رائدة بمشروع قومي تلتف حولها جيرانها و اخواتها و ليس دولة تابعة راكعة تنفذ قرارات تملى عليها من هنا أو هناك دولة لها وزنها يهابها و يحسب حسابها القاصي و الداني لا تسترضي الغريب الذي لا يرجو لها خيراً و كل همه البحث عن سوق له و كيف يُسَخِّر و يسيطر على مقدرات الدول ، دولة لا تسترضي القريب الذي يرتدي عباءة الدين ايا كان طولها يحمل تحتها سيف التكفير يتحين الفرصة ليستله لاغتيال اخوانه في الوطن !! دولة حقيقية بكل معنى دولة تضم كل افرادها تحت مظلة الحماية و المسؤولية و ليس الاغنياء فقط دون الفقراء ولا اصحاب دين دون آخر دولة القانون والعدل والمواطنة دولة غير الدولة التي اسسها الزعيم المؤمن بطل الحرب و السلام مع اسرائيل و بطل الحروب الاهلية و الرجعية و الطائفية و الطبقية و التبعية”.
واختتمت قائلة: “أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه حتى تنبذوا الانانية و تعلوا فوق اهتماماتكم الشخصية و تفيقوا لان المجتمع ينهض ككل، فإما أن ينهض جميعاً أو سنهوي جميعاً رحم الله ناصراً نصير الفقراء و ناصفهم”.

أبرز كلماته
من أبرز كلمات عبد الناصر: “إن أوقات الخطر هي دائما فرصة الأمم الحية تبرز فيها كل ما لديها من الملكات الإنسانية والذخائر المادية والحضارية، ونحن الآن في وقت خطر عصيب، وعلينا أن نرتفع إليه، ولا يتحقق ارتفاعنا إلا بمقدار ما نحن مستعدون لتجديد أنفسنا من الداخل”.
“ليس أمام الأمة العربية غير أن تخوض معركتها وظهرها إلى الحائط وإلى آخر المدى، ومهما كانت التضحيات”.
“إن الصداقة العربية- السوفييتية لم تعد بالنسبة لشعوبنا عملية مرحلية، وإنما أصبحت عملا باقيا يستمد قوته من نضال يلتقي على أهداف الحرية والسلام، ويعمقه الإخلاص المتبادل الذي يصنعه الفهم العميق، والقضايا التي تهم الجانبين”.
“لا يجدي شيئا أن نبكي على الماضي، المهم أن نعي الدرس من التجربة، وأن نتجاوزها ونمضي في طريقنا”.
“اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء”.

 من لحظة الحزن العميق

عندما مات عبد الناصر، كتب الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل قصيدة بعنوان “من لحظة الحزن العظيم!”، يقول فيها:

سمع الملايين ما زال يصغي لصوته

ويجهش بالدمع حين يراه بصمته

على خطوة الكادحين

وفي أوجه الشرفاء وفي نظرة الفقراء

وفي كل فأس بكف السنين

وفي كل صفصافة كفكفت

بأوراقها أدمع المتعبين

حيارى التراحيل، أهل المعاول

والدمع ، أهل الأنين

وفى قبضة الزاحفين ،

وفى صيحة الثائرين ،

وفى زأرة السود وهى تذيب العناصر

لسحق الفوارق بين الوجوه على كل سائر

وفى المسجد المستجير الحزين

وفى القدس وهى تناديه من فتكة الغاصبين

وفى كل حبة رمل وشاطئ

سناه يضوئ كل المرافئ

وفى كل شئ ضياه

مع الشمس ما زال يعطى الحياة

لكل الذين أرادوا الحياه

ورغم انطفاء السراج على عتبات الجسد

فما زال منه السنا هادراً للأبد !!

تحلق راياته فى المآذن

وتنطق آياته فى القرى والمدائن

وما دام فى الأرض حر وثائر

وما دام فيها حياه

فما مات ناصر ..

ولا غربت من يديه الحياة !!. 

هو الاستثناء
السياسي المصري حمدين صباحي قال إن جمال عبد الناصر هو الاستثناء وهو الحاكم الوحيد في تاريخ مصر الذي انحاز للفقراء، لا قبله ولا بعده .

 مؤسس الدولة الديكتاتورية

على الجانب الآخر انتقد آخرون عبد الناصر، معتبرين أنه مؤسس الدولة الديكتاتورية التي تعاني منها الشعوب العربية بلا استثناء.

محمود القيعي