الشباب اليمني بين جحيم الحرب وجحيم الهروب إلى أوروبا

لا يخفى على الجميع حجم المعاناة التي يمر بها الشباب اليمني في ظل حرب أكلت الأخضر واليابس ومستقبل وطن مجهول يدفع بالشباب في ظل ظروف العيش الصعبة للقبول بخيارات صعبة ومعاناة مستمرة حد الموت سواء داخل البلاد او خارجها.

في الداخل اليمني وظروف الحرب يبقى الشباب لقمة سائغة لتجنيدهم واستغلال حاجاتهم في ظل ظروف البطالة والضياع وانعدام فرص العمل مقابل مبالغ مالية واعتبارهم وقود لحربهم على نحو إجباري منذ عام 2014 بالإضافة الى استغلال المخيمات الصيفية في عمليات التحشيد للشباب وتجنيدهم عقليا وجسديا ومن ثم الدفع بهم إلى الجبهات. وأغلبية الشباب اضطروا لمجاراة تجار الحروب خوفا من الموت جوعا بالذهاب إلى الموت قتالا.

الهروب إلى المجهول:

من جهة أخرى آلاف الشباب اليمني باعوا جزء من املاك عائلاتهم لتجميع مبلغ من المال بنية الهروب من جحيم الحرب في اليمن وهربًا من محاولات التجنيد لبدء رحلة الهروب الى أوروبا وما أصعبها واتعسها من رحلة.
جحيم الرحلة يبدأ من حالات النصب للمهربين مرورا بأصقع بقاع الأرض ووعورة غابات بيلاروسيا   وأهوالها والذي نتج عنه حالات وفاة عديدة في تلك المناطق وحالات استغاثة انسانية تواجه الموت الحتمي، غير محاولات تجاوزهم حرس الحدود البيلاروسي وطائرات الدرون البولندية وحالات القبض والاعتداءات الجسدية .. وحال وصولهم للجهة المنشودة في أوروبا يجابهوا بحالات الرفض من الحكومات فيها ظنا منهم أن اليمن بلد آمن متجاهلين مرارة العيش وظروف الحرب الذي واجهها شباب اليمن وفقدان الأمل في مستقبل يضمن العيش الكريم لهم، وبعد كل هذا يتم حرمانه من الحصول على إقامة رسمية في أوروبا جعلت بعضهم يعيش وضعا نفسيًا صعبًا أدى ببعضهم لحالات انتحار في مراكز اللجوء بعد أن بقى فيها شهورا طويلة دون قرار وإقامة.

ظروف العيش التي يعيشها الشباب اليمني تجعله دائمًا متقلبًا بين نيران متعددة ؛ نار الحرب ونار الطريق ونار الاجراءات في أوروبا وعدم تقدير الحالات الانسانية لليمنين فيها.

نتمنى سماع أخبار طيبة تجمع اليمنيين وتخضع أطراف الصراع للسلام الذي يحفظ لليمنين حقوقهم وكرامتهم وإعطاء الفرصة للشباب لبناء مستقبلهم المنشود.

 عبدالعزيز عبدالله الشعيبي