انفصال الجنوب يعني تمزيق اليمن:

انفصال الجنوب، يعني: تمزيق اليمن وتقسيمه إلى عدة دويلات، وليس إلى دولتين فقط، وبالتالي: ضياع اليمن من الخارطة شماله وجنوبه؛ لأن الشمال سينقسم إلى عدة دويلات، وسينقسم الجنوب كذلك إلى عدة دويلات وستضيع اليمن إلى الأبد.
 إن الوحدة هي ضمان بقاء اليمن دولة قوية يحترمها المجتمع الدولي والإقليمي، وتحتفظ لنفسها بالبقاء على الخارطة، بينما يعتبر التقسيم الأفول والضياع. 
لكن بقاء اليمن واحدًا موحدًا مشروط ببقاء نظام جمهوري ديمقراطي، ودولة اتحادية لا مركزية، ترعى حقوق الجميع، يكون الجميع فيها متساوون أمام القانون، وهذا الشرط أساسي.
فلا يمكن استمرار وحدة بدون نظام جمهوري؛ لأن الوحدة تمت في ظل نظام جمهوري ديمقراطي وليس في ظل نظام ملكي. 
كما أنه من غير الممكن أساسًا أن يتوحد نظام ملكي مبني على أساس الولاية في الشمال، مع نظام   جمهوري ديمقراطي في الجنوب، هذا لو فرضنا وجودهما فعلا، لكنه لا يوجد لا نظام ملكي حقيقي في الشمال ولا نظام جمهوري في الجنوب، الموجود تكتلات عصبوية نفعية قاصرة النظر لا تمتلك رؤية ولا كادر سياسي هنا وهناك، 
وهذا ما طرحه بعض الإخوة الجنوبيون وهو كلام منطقي. 
إما نظام جمهوري في الشمال وتستمر الوحدة، وإما نظام ملكي وتتمزق اليمن وتتشظى، وللعلم لن يسلم من تشظي اليمن أحد؛ لأنه إذا لم يوجد دولة تضم الشعب وتتحمل المسؤولية الحقيقية أمام جيرانها، فكل جماعة ستذهب في اتجاه وستعمل ما تريد، وستتقسم كل جماعة إلى أكثر من جماعة.
إن المساومة بالوحدة من قبل أي طرف -وأنتم تعرفون من أقصد- مقابل أن يسمح له بأن يحكم على قطعة أرض؛ جريمة تاريخية بحق اليمن وبحق الشعب شماله وجنوبه، ويتحمل مسؤولية تبعات تلك الخطوة أمام الشعب والتاريخ كل من  أيد أو ساعد على اتخاذ تلك الخطوة، وستكون نقطة سوداء في جبينه وستلاحقه لعنات الشعب والأجيال إلى الأبد؛ لأنه مصير بلد وحق شعب بأكمله، ليس من حق شخص أو مكون أو فئة أن يجعل من  نفسه وكيلًا يتفاوض على مثل هذه القضايا باسم شعب، ويتصرف  بهذه الحماقة وكأنه يتصرف في مزرعته أو ملكيته الخاصة…

إنتهى..

أ. صالح هبرة