"من بينها تشكيل حكومة مؤقتة".. محادثات بين "حماس" و"فتح" في بكين
الرأي الثالث - وكالات
أعلنت الصين، الثلاثاء، أن حركتي حماس وفتح أجرتا محادثات بهدف المصالحة الفلسطينية في بكين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان للصحافيين: "بناء على دعوة من الصين، قام ممثلو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بزيارة بكين أخيراً لإجراء مناقشات متعمقة وصريحة للدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية".
وقال لين إن "الجانبين أكدا أن لديهما كامل الإرادة السياسية لتحقيق المصالحة من خلال الحوار والتشاور. وناقشا العديد من القضايا المحددة وأحرزا تقدماً".
إلى ذلك كشفت مصادر فلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن مخرجات لقاء جمع حركتي المقاومة الإسلامية حماس وفتح في العاصمة الصينية بكين.
وأكدت المصادر أن الحركتين اتفقتا على وحدة الموقف الفلسطيني بشأن الحرب على قطاع غزة، والتأكيد على أهمية وقف حرب الإبادة والانسحاب الكامل لـ "جيش" الاحتلال من القطاع.
وفي هذا الشأن أيضاً، اتفقت الحركتين على "تنسيق الجهود الوطنية المشتركة في إدخال المساعدات والإغاثة العاجلة إلى القطاع والترتيب مع الجهات المعنية في غزة"، إضافة إلى تشكيل لجنة ثنائية مشتركة في القاهرة للتنسيق والمتابعة.
كذلك، نصّ اللقاء، وفق المصادر، على تنسيق المواقف والجهود في الضفة الغربية والقدس من أجل مواجهة اعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات وكذلك الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وشدّدت مخرجات اللقاء على أولوية قضية الأسرى وضرورة الحفاظ على حقوقهم ودعمهم في هذه المرحلة الصعبة التي يتعرضون فيها إلى أبشع أنواع التنكيل والإيذاء داخل السجون الإسرائيلية.
ونقلت المصادر عن اللقاء أن حماس وفتح أكدتا على ضرورة الوحدة وإنهاء الانقسام، وذلك "في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بانضمام كافة القوى والفصائل الفلسطينية فيها وبمؤسساتها، اعتماداً على الاتفاقيات السابقة في هذا الشأن".
وأشار الطرفان إلى أهمية تشكيل حكومة توافق وطني غير فصائلية مؤقتة أثناء حرب الإبادة أو بعدها، مهمتها القيام بواجباتها الفنية والإدارية في الإغاثة وإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار غزة.
وتعمل هذه الحكومة أيضاً على توحيد المؤسسات الفلسطينية والتحضير لإجراءات الانتخابات العامة، و"ذلك لننزع من يد إسرائيل وأميركا ذريعة الانقسام".
وأكدت المصادر أن اللقاء شمل الاتفاق على تعزيز الوحدة الفلسطينية بمساعدة الصين التي "ستساهم في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس حسب القرارات الدولية".
وأوضحت المصادر أنّ مخرجات اللقاء تشكّل جدول أعمال اللقاء المقبل في 14 حزيران/يونيو 2024 في بكين.
تقدير فلسطيني للدعم الصيني
من جهتها، صرّحت وزارة الخارجية الصينية بأن الجانبين "عبرا عن رغبة سياسية في تحقيق مصالحة من خلال الحوار"، مضيفةً أنّهما توصلا إلى اتفاق بشأن أفكار للحوار المستقبلي، و"سيواصلان الحوار لتحقيق وحدة فلسطينية في أقرب وقت".
وأكدت الوزارة أنّ حركتي حماس وفتح أعربتا عن تقديرهما البالغ لدعم الصين للشعب الفلسطيني.
وأعلنت الخارجية الصينية أنّ بكين استضافت محادثات بين حركتي حماس وفتح بدعوة منها لإجراء "حوار عميق وصريح لتعزيز المصالحة الفلسطينية".
وفي 25 نيسان/أبريل الجاري، أعلن قيادي في حماس أنّ الحركة وافقت على دعوة الصين جميع الفصائل إلى لقاء تحت عنوان "المصالحة الوطنية".
وفي نهاية فبراير/ شباط، عُقد ضمن جهود المصالحة بين الحركتين، اجتماع مماثل في موسكو بين فصائل فلسطينية لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة إعمار قطاع غزّة.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية في بيان ختامي عقب انتهاء اجتماعاتها استمرارها في العمل من أجل تحقيق "وحدة وطنية شاملة" تضم كل القوى والفصائل في البلاد.
واتفقت الفصائل الفلسطينية على "استمرار جولات حوارية قادمة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
تدعم الصين القضية الفلسطينية منذ عقود، وتؤيد الحلّ القائم على مبدأ الدولتين، في وقت إن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية متوقفة منذ عام 2014.
وكان وزير خارجية الصين وانغ يي قد دعا في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفاعلية، ووضع جدول زمني ملموس لتنفيذ حل الدولتين.
وعززت الصين علاقاتها التجارية والدبلوماسية في السنوات الأخيرة مع الشرق الأوسط، الذي يقع جزء كبير منه تقليدياً في دائرة النفوذ الأميركي. وسهلت بكين التقارب الدبلوماسي العام الماضي بين إيران والمملكة العربية السعودية.