مؤتمر القمة الإسلامي يحذّر من أي تدخل خارجي في السودان
الرأي الثالث - وكالات
حذّر مؤتمر القمة الإسلامي من أيّ تدخّل خارجي في السودان، مع وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان.
وأكد المؤتمر أيضاً تضامن الدول الأعضاء مع الشعب السوداني، في ظل الأزمة التي يمر بها السودان.
وشدّد البيان الختامي للقمة، التي عقدت في العاصمة الغامبية بانجول، على أهمية صون أمن واستقرار السودان، إضافة إلى احترام وحدته وسيادته وسلامة أراضيه.
وطالب بيان القمة بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية وتوفير الدعم الإنساني الطارئ، لتخفيف التداعيات الإنسانية والصحية على المواطنين السودانيين.
وناشد البيان الدول الأعضاء والمؤسسات المالية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث مسألة إنشاء صندوق يساهم في إعادة تعمير ما دمّرته الحرب، بما يشمل مشاريع البنى التحتية، والتعليم، والصحة، والمرافق العامة في السودان.
كما قدّم البيان الختامي للمؤتمر مقترحاً، قدّمته دولة السودان، يقضي بضرورة دعم وتمويل مشروعات الأسر الفقيرة والمرأة، ولا سيما في المناطق الضعيفة في الدول الأعضاء، والتي تشهد صراعات مسلحة، أو خرجت لتوِّها من النزاعات واعتماد استراتيجية التنمية المستدامة.
وكان وزير الخارجية السوداني المكلّف، حسين عوض علي، قدّم خطاب السودان أمام الجلسة المغلقة للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد يوم السبت.
واستعرض السفير السوداني في خطابه الأوضاع الحالية في السودان والدور الدستوري الذي تضطلع به القوات المسلحة في الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة أراضيه في مواجهة من سمّاها "المليشيا المتمردة".
وأشار إلى "الانتهاكات الصارخة التي اقترفتها هذه القوات المتمردة وتجاوزاتها الجسيمة للقوانين والأعراف الدولية"، مشدّداً على ضرورة احترام سيادة السودان وحذر من أي "تدخّل أو تقديم أي دعم للقوات المتمردة".
وطالب وفد السودان الدول بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية، وتوفير الدعم الإنساني الطارئ، من أجل تخفيف التداعيات الإنسانية والصحية على المواطنين السودانيين، عبر الأجهزة المتخصصة والتابعة للمنظمة.
يذكر أن وزير الخارجية السوداني المكلّف أبدى تفاؤله بشأن التعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ومراجعة قرار تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، بما يضمن انخراط السودان في كلّ القضايا داخل البيت الأفريقي.
وخلال لقاء جمعه مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، على هامش الدورة الـ15 لمؤتمر القمة الإسلامي أكد، بحسب تصريح صحافي للخارجية السودانية، أمس الأحد، أن "السودان يعتبر من الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي وجميع المؤسسات الأفريقية".
من جهته، أكد فكي اهتمام المفوضية الأفريقية بضرورة "إيجاد حلول عاجلة بما يحقّق تطلّعات الشعب السوداني ويحافظ على مكتسباته"، كما أكد تطلّعه للعمل الوثيق مع سفير جمهورية السودان المعتمد مؤخراً لدى أديس أبابا.
وفد أميركي أمني في بورتسودان والجيش يواصل استهداف "الدعم السريع"
كشفت مصادر سودانية رفيعة أن وفداً أمنياً أميركياً وصل إلى بورتسودان شمال شرقي السودان.
وذكرت أن الهدف من زيارة الوفد الأميركي هو عقد جولة من المباحثات مع المسؤولين السودانيين.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الأمني الأميركي بدأ تقييماً للأوضاع الأمنية في بورتسودان لاتخاذ قرار بشأن استئناف عمل السفارة الأميركية هناك.
ميدانياً، نفّذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني عدة غارات، صباح الأحد، على مناطق تتمركز فيها قوات "الدعم السريع" في منطقة الشبارقة، شرق مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد.
وتركّزت الغارات على مناطق الزراعة المطرية المتاخمة للشبارقة، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن عناصر "الدعم السريع" يتواجدون في مناطق وأحياء مدنية في المنطقة بين السكان.
وفي ولاية الخرطوم، وسط السودان، تواصل قوات الجيش المتواجدة في قواعد شمال مدينة أم درمان استهداف قوات "الدعم السريع"، منذ يوم السبت، بالقذائف المدفعية في مناطق الخرطوم بحري والعاصمة الخرطوم.
إلى ذلك، أفاد شهود ومصادر محلية بأن الطيران الحربي السوداني هاجم بعدة غارات تجمعات تابعة لقوات "الدعم السريع" في مدينتي الرهد وأم روابة بولاية شمال كردفان.
وذكر الشهود والمصادر أن هجوم الجيش الأخير، اليوم الإثنين، يقع ضمن سلسلة هجمات جوية تستهدف هذه القوات التي تسيطر على المدينتين.
وفي نهاية الأسبوع الماضي اقتحمت عناصر من "الدعم السريع" منازل بعض المواطنين في أحياء طرفية بمدينة أم روابة.
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان القائد العام للقوات المسلحة، الفريق ركن أول عبد الفتاح البرهان، أكد في قوت سابق، أن "السلام لن يحلّ في السودان إلا بعد خروج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها والذهاب إلى مناطق تقبلها".
وأكد أنه "لن تكون هناك أي عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب في البلاد".
ورداً على "الذين يتهمون المنتسبين إلى المقاومة بإشعال الحرب"، أكد البرهان أن "الحرب أشعلها من حمل السلاح وقتل الأبرياء وشرد المواطنين من منازلهم".
وشدد، في كلمة أمام حشد من جنود الجيش في مدينة مروي بالولاية الشمالية، يوم الأربعاء الماضي، على أن "الجيش سيستمر في القتال ومواصلة الزحف وصولاً إلى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور".