تبادل سجناء غير مسبوق بين روسيا والغرب: شخصيات بارزة في الصفقة
الرأي الثالث - وكالات
استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في قاعدة أندروز الجوية، قرب واشنطن، السجناء الذين أفرجت عنهم روسيا بموجب صفقة تبادل تاريخية مع الغرب، ومن بينهم الصحافيان إيفان غيرشكوفيتش وألسو كورماشيفا، وضابط البحرية الأميركية السابق بول ويلان، وبحضور عائلات السجناء.
وعاد السجناء المفرج عنهم إلى الولايات المتحدة على متن طائرة هبطت قرابة الساعة 23.40 (الجمعة 03.40 ت غ)، في القاعدة العسكرية، حيث كان في استقبالهم في المطار بايدن ونائبته هاريس.
وقال بايدن "نجحنا في تأمين إطلاق سراح العشرات من الأميركيين الذين احتجزوا أو اعتقلوا، وتعهدي لأسر أولئك الذين ما زالوا منفصلين عن عائلاتهم هو نفسه التعهد الذي قطعته لأولئك العائدين إلى ديارهم اليوم. لن ننساكم ولن نرتاح حتى تروا أحباءكم مرة أخرى".
وحضر عدد كبير من صحافيي وول ستريت جورنال على رأسهم رئيسة التحرير إيما تأكر، التي عبرت عقب وصول زميلها بالصحيفة غيرشكوفيتش عن فرحها الكبير بإطلاق سراحه،
وقالت : "هذه لحظة مذهلة لنا، ونحن سعداء في صحيفة وول ستريت جورنال بلم الشمل مع زميلنا الرائع إيفان غيرشكوفيتش، الذي رأيناه وهو في حالة معنوية رائعة والتقيناه بكثير من العناق والكثير من الدموع".
ويوم أمس الخميس، شهدت العاصمة التركية أنقرة، عملية تبادل سجناء غير مسبوقة بين روسيا وبيلاروسيا وألمانيا وسلوفينيا والنرويج والولايات المتحدة، شملت 26 شخصاً.
من بين الشخصيات البارزة التي سلمتها روسيا للغرب، مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في موسكو، إيفان غيرشكوفيتش، وضابط البحرية الأميركية السابق، بول ويلان، والمعارضان السياسيان الروسيان فلاديمير كارا-مورزا وإيليا ياشين، والصحافية التتارية ألسو كورماشيفا.
إيفان غيرشكوفيتش
إيفان غيرشكوفيتش، البالغ من العمر 32 عاماً، هو أول صحافي أميركي يُعتقل بتهمة "التجسس" في روسيا منذ حقبة "الحرب الباردة" بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.
عمل غيرشكوفيتش مراسلًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، واعتُقل في نهاية مارس/آذار 2023 في مدينة يكاتيرينبورغ، المركز الإداري لمقاطعة سفيردلوفسك الواقعة في منطقة الأورال الفاصلة بين قارتي أوروبا وآسيا.
وذكر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن غيرشكوفيتش كان "مكلفاً من الجانب الأميركي بجمع معلومات مصنفة أسرار الدولة حول أحد مصانع مجمع التصنيع الحربي الروسي"،
زاعماً توقيفه متلبساً بمحاولته الحصول على بيانات سرية. إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال أصرت على أن مراسلها كان يقوم بعمله الصحافي بشكل طبيعي، بما في ذلك في يكاتيرينبورغ ومقاطعة سفيردلوفسك، حيث كان يجمع مواد لمقال.
في يوليو/تموز الماضي، أصدرت محكمة مقاطعة سفيردلوفسك حكماً بالسجن لمدة 16 عاماً بحق غيرشكوفيتش بعد إدانته بتهمة "التجسس"، مع أداء العقوبة في إصلاحية ذات نظام مشدد.
بول ويلان
ضابط البحرية الأميركية السابق، اعتُقل في ديسمبر/كانون الأول 2018 بعد أسابيع من اعتقال المواطنة الروسية ماريا بوتينا في الولايات المتحدة بتهمة التآمر والعمالة لمصلحة الكرملين.
على الرغم من التعتيم الرسمي على ملابسات قضية ويلان، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية بعيد اعتقاله أن عملية توقيفه تمت بعد تسلمه وحدة ذاكرة وميضية (USB) من ضابط مخابرات روسي، تضمنت قائمة بأسماء أفراد وحدته.
ونفى ويلان التهم الموجهة إليه، معتبراً أنه سقط ضحية لعملية تحريض من قبل جهاز الأمن الروسي بسبب خلاف مالي شخصي مع أحد أفراده.
وفي منتصف عام 2020، أصدرت محكمة مدينة موسكو حكماً بالسجن المشدد لمدة 16 عاماً بحق ويلان بعد إدانته بتهمة التجسس.
فلاديمير كارا-مورزا
قطع كارا-مورزا (42 عاماً)، وهو نجل الإعلامي المعارض الروسي، فلاديمير كارا مورزا (الأب)، مسيرة سياسية حافلة تراوحت بين الترويج لعقوبات أميركية بحق من لهم ضلوع في انتهاكات حقوقية في روسيا، وصولاً إلى معارضته العلنية من الداخل الروسي للحرب على أوكرانيا منذ أيامها الأولى في عام 2022.
وفلاديمير كارا-مورزا (الابن) هو صحافي تلفزيوني ومخرج وكاتب، ورئيس سابق لـ"صندوق بوريس نيمتسوف من أجل الحرية" الذي يحمل اسم المعارض الروسي المغتال على بعد أمتار من الكرملين في عام 2015.
وفي عامي 2015 و2016، شغل منصب نائب رئيس حزب "بارناس" الليبرالي المعارض.
وخلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2019 إلى فبراير/شباط 2022، قدم برنامجين بإذاعتي "إيخور موسكفي" (صدى موسكو) ذات التوجهات الليبرالية والمغلقة حاليا وراديو "سفوبودا" (الحرية) الممولة أميركياً والمصنفة منظمة "غير مرغوب فيها" حالياً.
وشارك في الحركة الديمقراطية "التضامن" والمجلس التنسيقي للمعارضة الروسية.
وعُرف كارا مورزا بأنه أحد رواد الترويج للعقوبات الغربية ضد روسيا، بما فيها "قانون ماغنيتسكي" الذي تبنته واشنطن في عام 2012، وشمل عقوبات على مجموعة من الشخصيات الروسية ممن لهم ضلوع في الانتهاكات الحقوقية.
وفي العام الماضي، صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 25 عاماً مع أداء العقوبة في إصلاحية ذات نظام مشدد، هو الأشد بحق المعارضين الروس، لإدانته بعدة تهم، بما فيها "خيانة عظمى" ونشر "أخبار كاذبة" حول الجيش الروسي.
إيليا ياشين
حتى اعتقاله في منتصف عام 2022، ظل النائب المحلي السابق إيليا ياشين، إلى جانب فلاديمير كارا-مورزا، واحداً من آخر المعارضين الروس المعروفين الذين واصلوا معارضة الحرب في أوكرانيا من داخل البلاد، رغم توقعه أنه سيتم توقيفه.
في حوار مع المدون الروسي الشهير على "يوتيوب" والهارب حالياً، يوري دود، في إسطنبول قبيل اعتقاله، أكد ياشين أنه يستعد لمثل هذا الاحتمال، بما في ذلك عن طريق علاج الأسنان نظراً لتردي الخدمات الطبية في الإصلاحيات.
على مدى أكثر من عقد مضى، عُرف ياشين بانتقاداته اللاذعة للسلطة الحاكمة في روسيا وعلاقته الشخصية الوطيدة بالمعارض المغتال بوريس نيمتسوف.
كما أدلى ياشين بتعليقاته عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو لوسائل الإعلام الروسية والأجنبية .
في نهاية عام 2022، حُكم عليه بالسجن لمدة 8.5 سنوات، مما أثار صدى إعلامياً كبيراً إلى حد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اضطر للتعليق عليه وتأكيد مبدأ "رفض التدخل في عمل المحاكم"، على حد زعمه.
ألسو كورماشيفا
ألسو كورماشيفا، صحافية تعمل في الخدمة التتارية البشكيرية لإذاعة راديو "سفوبودا" الممولة أميركياً، حُكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات ونصف السنة في يوليو/تموز الماضي بتهمة نشر "أخبار كاذبة" عن الجيش الروسي، مع أداء العقوبة في إصلاحية ذات نظام عام.
بحسب رواية الادعاء، وردت "المعلومات الكاذبة" في كتاب كورماشيفا بعنوان "لا للحرب. قصة 40 مواطناً روسياً يعارضون غزو أوكرانيا"، الذي نشرته عبر موقع "إيديل. وقائع" التابع لإذاعة "سفوبودا"، والمصنف "عميلاً للخارج" من قبل وزارة العدل الروسية.
اعتقلت كورماشيفا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتهمة التخاذل عن الوفاء بالالتزامات القانونية بتقديم الأوراق اللازمة للإدراج في قائمة العملاء للخارج، وفق الجزء 3 من المادة 330.1 من القانون الجنائي الروسي، لتورطها بجمع معلومات حول الأعمال العسكرية والعسكرية التقنية لروسيا الاتحادية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، رُفعت بحقها قضية جديدة بموجب الجزء 2 من المادة 207.3 من القانون الجنائي الروسي، المتعلقة بالنشر العلني لـ"أخبار كاذبة" عن الجيش.