أبرز التطورات العسكرية والميدانية في سوريا
الرأي الثالث - الأخبار
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات الجماعات الإرهابية.
وذكرت أن «التقدم الذي أحرزته التنظيمات الإرهابية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج»، كاشفة أن تلك التنظيمات «حصلت على طائرات مسيرة وتدريب من الخارج».
ميدانياً، أعلن الجيش السوري فكّ حصار التنظيمات الإرهابية عن أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب.
وأوضحت القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة، في بيان، أنه «بعد ثبات قتالي أسطوري للطلاب الأبطال والضباط الميامين من أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب، ودفاع مستميت عن الأكاديمية منذ اللحظة الأولى للهجوم الإرهابي على مدينة حلب وتصديهم بكل بسالة وشجاعة للهجمات العنيفة التي قام بها الإرهابيون لاقتحام الأكاديمية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والطيران المسير المتطور ثم خروجهم إلى بلدة الواحة في منطقة السفيرة وتطويقهم مرّة أخرى من قبل مجاميع الإرهابيين الذين تقاطروا من المحاور مدججين بالعربات الثقيلة من دبابات ومدفعية ورشاشات وطيران مسير، استطاع الطلاب والضباط الصمود في مواجهة الإرهابيين، ممّا أسفر عن ارتقاء عدد منهم شهداء وإصابة آخرين بجراح».
وأشارت القيادة إلى أنه «من خلال تنسيق سوري - روسي عسكري سياسي مشترك، تمّ فك حصار تلك التنظيمات الإرهابية وتأمين خروج طلبة الأكاديمية ووصولهم بأمان إلى مدينة حمص ليتم تقديم الرعاية اللازمة والعلاج الطبي للمصابين والجرحى منهم».
وفي السياق بعد إعلانها إفشال هجوم التنظيمات المسلحة على مدينة حماة، تواصل وحدات الجيش السوري خوض اشتباكات عنيفة بمختلف صنوف الأسلحة مع التنظيمات الإرهابية على محور جبل زين العابدين شمال شرق مدينة حماة ومحور الريف الشمالي الغربي للمدينة وتوقع قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين.
وأفادت وكالة «سانا» أن وحدات الجيش «تواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات التنظيمات الإرهابية بريف حماة الشمالي وتتمكن من توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كلم بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم»، وذلك بالتزامن مع وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محاور ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي والغربي لدعم القوات الموجودة في المدينة».
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية «القضاء على 100 إرهابي وتدمير معدات وآليات لهم في حلب وريف حماة وإدلب».
وفي دير الزور، صدّ الجيش السوري وقوات «الدفاع الوطني» ومقاتلو العشائر هجومين عنيفين متتاليين، نفّذتهما قوات «مجلس دير الزور» العسكري التابع لـ»قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، بغطاء مدفعي وجوي أميركي، على مقرات الجيش والقوات المساندة له في ريف دير الزور الشمالي.
وفجّر مسلحو «المجلس» نقاطاً للجيش و»الدفاع الوطني» في ما يُعرف بالقرى السبع، الواقعة شمال نهر الفرات، من ثلاثة محاور، هي: الحسينية وطابية الجزيرة، وحطلة، واستطاعوا إحراز تقدم طفيف في جبهة الحسينية، قبل أن يشن الجيش وحلفاؤه هجوماً مضاداً مكّنهم من إجبار المهاجمين على العودة إلى نقطة تجمّعهم الرئيسية عند دوار المعامل.
وعصر أمس، عاودت المجموعات المهاجمة شن حملة ثانية على جبهة طابية الجزيرة، بعد تمهيد ناري جوي ومدفعي من القوات الأميركية، إلا أنها فشلت في إحراز أي تقدّم.
وإذ يأتي ذلك الهجوم ضمن عملية عسكرية تديرها واشنطن من غرفة عمليات في قاعدة «كونيكو»، يحاول «المجلس» الذي تديره «قسد»، تظهير العملية التي أطلق عليها اسم «معركة العودة»، وكأنها جاءت بطلب من أهالي المنطقة، بهدف إتاحة الفرصة لهم للعودة إليها، بعد تهجيرهم منها.
وفي هذا السياق، نشر «المجلس» صوراً لمدنيين قال إنهم يشاركون في المعركة، فيما يبدو أن واشنطن هي التي اختارت اسم العملية، للتغطية على هدفها الرئيسي منها، وهو وقف هجمات المقاومة على «قاعدة كونيكو» غير الشرعية، والتي تجاوزت، منذ نحو عام، الـ50 استهدافاً، وجاء آخرها أمس في خضمّ الاشتباكات الحاصلة، لتأكيد الإصرار على مقاومة الوجود الأميركي.
وهكذا، يبدو أن واشنطن التي فشلت في ردع المقاومة، من خلال تصعيد الاستهدافات الجوية التي بلغت 5 في أقل من شهر، والبرية التي بلغت أكثر من 35 هجوماً صاروخياً ومدفعياً في شهرين، لجأت إلى خيار المواجهة المباشرة بالاعتماد على «مجلس دير الزور»، وذلك على اعتبار أن غالبية أعضائه من العشائر العربية.
كما أن اختيار «المجلس» عائد إلى إرادة تجنيب القيادات الكردية الحرج أمام دمشق وموسكو، نظراً إلى أنها تنسّق معهما بشكل مستمر، في ظل انتشار الجيش السوري على أكثر من 300 كم من الحدود الشمالية مع تركيا، كنقاط فصل عن «قسد» لمنع استهدافها من الجيش التركي.
وفي السياق، تؤكد مصادر عشائرية ، أن «هجمات المقاومة وجيش العشائر على قسد والقواعد الأميركية كانت موجعة، ولذلك، تحاول واشنطن وحلفاؤها القضاء عليهما»،
مشيرة إلى أن «ادعاءات مجلس دير الزور بأن هدف الهجوم هو إعادة سكان القرى السبع إلى قراهم ليست إلا غطاء»، موضحة أن تلك القرى «عاد إليها غالبية سكانها»، وأن «معظم من لم يعودوا حتى الآن مطلوبون بمذكّرات قضائية «.
وتلفت المصادر إلى أن «العشائر ترى أن ما يحصل هو محاولة ضغط عليها لإخضاعها لسلطة قسد»، مؤكدة أن «خيار مقاومة أي تقدم لقسد وأعوانها شعبي قبل أن يكون رسمياً، وهو ما يفسر العجز عن تحقيق أي تقدم بري رغم الغطاء الناري المكثّف».
من جهتها، تقول مصادر ميدانية، لـ»الأخبار»، إن «واشنطن تحاول استغلال هجوم الفصائل الإرهابية على كلّ من حلب وحماه وإدلب للتماهي معها وشن هجمات على الجيش السوري»،
كاشفة عن «وجود مخطط أميركي قديم جديد يهدف لإيجاد تنسيق بين جيش سوريا الحرة في التنف ومجلس دير الزور العسكري، ومن ثم تطوير عمليات عسكرية مشتركة تهدف إلى السيطرة على البوكمال والميادين وربطهما بالتنف، وبالتالي قطع طريق دمشق - بغداد».
وترى المصادر أن «الهجوم يختبر إمكانات مجلس دير الزور ومدى قدرته على خوض هذه المعركة»، مستدركةً بأن «قسد وافقت على عملية القرى السبع لكونها عملية محدودة، وتحرص على عدم تبنيها حتى إعلامياً».
ومع ذلك، ترجّح المصادر «فشل» المخطط الأميركي، «بسبب الانقسام في صفوف قسد التي لا تدعم قيادتها مجلس دير الزور العسكري في خيار مهاجمة الجيش بشكل واسع، وتفضّل الاحتفاظ بقدراتها العسكرية والبشرية لمواجهة أي هجوم تركي مرتقب على مناطق سيطرتها غرب الفرات، وتحديداً في منبج والطبقة».
في المقابل، نفت الولايات المتحدة صلتها بالهجمات في دير الزور من خلال ادّعاء مسؤول أميركي لوسائل إعلام، بأن «واشنطن لا تشارك في الأعمال العسكرية الحاصلة في دير الزور»، وأن «القوات الأميركية نفّذت ضربات دفاعية في إطار الدفاع المشروع عن النفس، وإحباط تهديد ضد منشآتنا العسكرية».