العقيدة الإيمانية اليهودية التي تغذيها الخرافات
انها قيد غير معلن ولكنها حاضرة في كل شي، ومستبطنة بقوة بحيث لا تترك للضمير الفردي أي هامش للحركة أو للنقد؛ والضمير الفردي نفسه مسيطر عليه ومهيأ للصدع بأوامر الممثل البشري لرب خارجي صعب المراس( الصهيونية)، لا يعطي ( عهده) لشعبه إلا بشرط ان يخضع له هذا الشعب كلياً وله وحده، إنه شعب مختار، وأرض موعودة، وطقوس جامدة يقتصر الاعتراف بها على امة واحدة.
من هذا المنطلق ترى الصهيونية ان بقية البشر عبارة عن حيونات سخرة لخدمتها، ومن يخالفها او يقف امام مشروعها الاستيطاني او بالأصح( الشيطاني) في الأرض الموعودة لا يستحق الحياة ولا فرق بين طفل أو شاب أو مرأة او شيخ الجميع يستحق الموت طالما هم يشكلوا خطراً عليهم، فالرباط الاجتماعي للصهيونية هو لاهوتي - سياسي كلياً، ولا يترك خارجه اي محيط خاص. وينتظم هذا الرباط حول التمييز بين مجموع اليهود المؤمنين الذين يرتبطون بهذه المنظومة الخرافية وبإله غيور على سلطته وعلى اوصافه التي لا يشاركه فيها احد وبين الوسطاء ( الحاخامات) المخولين بنشر الدين وبما يعتقدون انه متضمن في النص المقدس.
كما ان مقولة شعب الله المختار تنص على احتضان المؤمنين من اليهود وطرد الاخرين، بحيث تنصهر الجماعة وفق امتثالية قاسية تنظمه اطروحة العهد مع إله مختص بشعب وحيد.
ما يقوم به الصهاينة اليوم في غزة هو تطبيق لهذه الخرافة حيث تتلاحم هذه الجماعة الصهيونية الفئوية مع نفسها من كل بقاع الارض وكما نرى ذلك على ارض الواقع تجمعهم الهوية الخيالية : وهي هوية الشعب المختار من الله، المفضل عن الشعوب الاخرى المعتبرة بنظرهم كافرة لا تستحق الحياة، لقد اتيحت لهم الفرصة المناسبة لتطبيق نص سفر التثنية ٧ الذي يؤمنون به عندما خاطب موسى العبرانيين بهذه العبارات: ( وإذا ادخلك الرب إلهك يهوه إلى الأرض التي انت داخل إليها لترثها وطرد من امامك أمماً كثيرة، الحثيين والجرجاشيين والأشوريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، سبع امم اكثر وأقوى منك، وأسلمهم الرب يهوه إلهك بين يديك، وضربتهم فحرِّمهم تحريماً.لا تقطع معهم عهداً ولا ترأف بهم، ولا تصاهرهم، ولا تعط ابنتك لابنهم، ولا تأخذ ابنتهم لابنك، لانه يبعد ابنك عن السير ورائي، فيعيد آلهة اخرى، فيغضب الرب يهوه عليكم ويبيدكم سريعاً.
بل اصنعوا بهم هكذا: تدمرون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتحطمون أوتادهم المقدسة وتحرقون تماثيلهم بالنار، لانك شعب مقدس للرب يهوه إلهك، وإياك اختار الرب يهوه إلهك لتكون له شعب خاصّته من جميع الشعوب التي على وجه الأرض).
*دبلوماسي وسياسي يمني