إجماع يمني على إدانة العدوان الإسرائيلي.. عدوان سافر منح الحوثي ما يريد
الرأي الثالث
عاشت العاصمة صنعاء حالة من التوتر والغضب عقب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مخازن المشتقات النفطية في ميناء الحديدة غربي اليمن، مساء السبت، بسلسلة غارات جوية في أكبر هجوم يستهدف المدينة منذ بدء الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
وشهدت أحياء العاصمة تجمعات غاضبة، حيث تجمع حشود من المواطنين، نددوا بالعدوان الإسرائيلي الذي استهدف ميناء الحديدة، وهتفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي ومساندةً للشعب للفلسطيني.
ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية، وتجمعوا بجوار مجسم فلسطين وسط العاصمة صنعاء، وهتفوا بمساندة الرد وقصف تل أبيب.
وأسفرت الغارات عن استشهاد ستة أشخاص وجرح 87 آخرين وفق إحصائية أولية، بحسب ما أعلن رئيس مستشفى الثورة في الحديدة خالد سهيل، في تصريح .
ويعتقد اليمنيون على نطاق واسع أن مساندة غزة واجب أخلاقي، رغم أن ذلك يمكن أن يلحق الضرر بالبلاد، بسبب وحشية العدوان،
ورغم استمرار حالة النزاع والحرب بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً منذ نحو عشر سنوات، فإن الموقف من العدوان الإسرائيلي على الحديدة بدا متفقاً عليه بأنه عدواناً على سيادة الأراضي اليمنية وانتهاكاً لها.
وأدان مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) "بأشد العبارات، عدوان الكيان الصهيوني، وانتهاكه سيادة الأراضي اليمنية"، واعتبره "مخالفة صريحة لكافة القوانين والأعراف الدولية"، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية.
وحمّل المصدر "الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات جراء غاراته الجوية، بما في ذلك تعميق الأزمة الإنسانية، ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما من أجل حماية الأمن والسلم الدوليين.
وجددت الحكومة اليمنية موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الخطوات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي أول موقف لحزب الإصلاح اليمني، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب عدنان العديني، في تدوينة على منصة "إكس": "كيان الاحتلال الصهيوني كعادته يستهدف المنشآت المدنية في كل اعتداءاته (...)، ولن يقبل اليمنيون بأي اعتداء إسرائيلي على أي جزء من جغرافيا اليمن".
وقال الكاتب الصحافي اليمني سامي غالب: "ردت إسرائيل اليوم في الحديدة بضرب منشآت ترتبط بحياة الناس، وهذا متوقع، فإسرائيل تحارب في غزة منذ تسعة أشهر لاستعادة الردع، عبثا.
وهي ضربت في الحديدة متوسلة تحقيق الهدف ذاته؛ استعادة الردع". وأضاف في منشور في صفحته على موقع فيسبوك: "نعرف ان هذا الهدف الاسرائيلي غير قابل للتحقق، لا في غزة ولا في جنوب لبنان ولا في شمال اليمن، والمنتظر الآن تصعيد في أكثر من موقع، شمال فلسطين ومن الجنوب والشرق".
"هجمات جماعة الحوثيين ستستمر"
ورأى الباحث اليمني في الشؤون الخليجية الإيرانية عدنان هاشم أن الوضع في البحر الأحمر "سيبقى على حاله، وسيستخدم الحوثيون الضربات الإسرائيلية للتحشيد والمزيد من التجنيد في صفوفه، وتجديد مشروعية ضرباته البحرية التي تستهدف الملاحة".
وأضاف "أن جماعة الحوثي ستستمر في استخدام هجمات البحر الأحمر رافعةً سياسيةً في أي تفاوض مع الحكومة المعترف بها دولياً"، لافتاً إلى "أن التصعيد في المنطقة يتوسع لكنه لن يصل إلى حرب أكبر، وسيبقى الأمر في حدود قواعد اشتباك توجيه الرسائل".
وقال: "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى منع توسع الحرب خارج قطاع غزة، لكنها لا تفعل الكثير من أجل ذلك، ووجود قواتها في البحر الأحمر يشعل المنطقة ويرهق الأمن الدولي أكثر، والضربات التي تنفذها داخل اليمن ليست شرعية، فقرار مجلس الأمن لا يفوضها بشن الضربات الجوية".
من جانبه، قال الباحث العسكري علي الذهب: "إن الغارات على الحديدة استجابة إسرائيلية نتيجة الهجوم الذي استهدف تل أبيب أو باعتبار الحوثيين إحدى أذرع إيران، في تهديد مصالح إسرائيل في المنطقة عبر الهجمات في البحر الأحمر، واستهداف مدينة إيلات جنوبي فلسطين المحتلة".
وأضاف أن "الغارات موجعة اقتصادياً مقارنة بالضربات التي نفذها التحالف العربي خلال السنوات الماضية، أو حتى القوات الأميركية والبريطانية خلال الأشهر الماضية، رداً على ما تتعرض له السفن التجارية".
ورأى الذهب "أن الهجمة الإسرائيلية كانت متوقعة، وكان الحوثيون ينتظرونها لاستغلالها سياسياً، وتوظيفها في إطار قضايا إقليمية فضلاً عن المحلية"،
لافتاً إلى أن "الحوثيين سيضاعفون هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الغرب بشكل عام، وسيشنون هجمات على جنوب فلسطين المحتلة، وربما تكون بالتعاون مع أذرع إيران الأخرى في المنطقة".
عدوان سافر منح الحوثي ما يريد
أشعل القصف الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة الساحلية (غربي اليمن)، مساء السبت، ردودا واسعة ومنددة من قبل السياسيين والناشطين والصحفيين والباحثين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وبعد عصر اليوم، دوت انفجارات قوية في مدينة الحديدة؛ إثر غارات جوية، قال إعلام جماعة الحوثي إنها استهدفت منشآت تخزين النفط في الميناء، وأسفرت عن سقوط أكثر من 80 مدنيا بين قتيل وجريح.
وتبنى الاحتلال الإسرائيلي هذه الغارات. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي "طائراتنا الحربية شنت غارات على أهداف لجماعة الحوثي بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن"، مشيرًا إلى أن الغارات هي “رد على الهجمات الحوثية طيلة الأشهر الماضية".
وتوالت ردود فعل اليمنيين في مجملها تنديدا بهذه الغارات التي وصفوها بـ "السافرة"، وقالوا إنها "منحت الحوثي ما يريد"، محملين جماعة الحوثي المسؤولية.
وفي السياق قال وزير الخارجية السابق الدكتور ابوبكر القربي، "مهما اختلف اليمنيون حول قضاياهم إلا انهم يبقون موحدين في موقفهم من حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم ومواجهة حرب الإبادة".
وأضاف "أما عدوان اسرائيل على اليمن فيعكس عقلية التدمير والهروب من هزيمة عسكرية بعد خسارة أخلاقية وجرائم حرب موثقة تدين اسرائيل وداعميها".
مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح، "في 2018 ضغط البريطاني والأمريكي لوقف معركة الحديدة، ضد الحوثي، بحجة الخشية من تعرض مينائها للتدمير، وروجوا لـ "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأضاف "اليوم تدمر إسرائيل أهدافاً مدنية بالميناء، في عدوان سافر على اليمن، لم يمس الحوثي، غير أن "الإنسانيين المرهفين" نسقوا للهجوم وبلعوا ألسنتهم".
الدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى احمد نعمان علق بالقول "لم يكن من المتوقع ولا الممكن إلا أن ترد إسرائيل على العملية التي قامت بها جماعة الحوثيين أمس في تل ابيب، لأنها كسرت نظرية الردع الوهمي الذي تتحدث عنه وتتباهى به".
وقال "ليس مستغربا أن يكون الرد الإسرائيلي قبيح كالعادة ضد منشآت مدنية معظمها مملوك لرجال أعمال يمنيين معروفين كما تفعل في فلسطين ليل نهار منذ 1948".
وأردف "نعم أنا ضد كل ما يمارسه الحوثيون في بلادي مع الضعفاء، وأنا ضد كل تسلطهم وعبثهم وبطشهم وقهرهم وفسادهم، وضد اعتقادهم بأنهم يحملون رسالة إلهية وانهم يقودون مسيرة يسمونها قرآنية، ولكني ضد هذا الاعتداء القبيح والغاشم على بلادي"، مستدركا بالقول "ما فعلته اسرائيل لن يؤثر ويصيب إلا المواطن البسيط وسيزيد من معاناته وفقره ومرضه".
مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت اكتفى بالمثل الشعبي الذي يقول "قطة الويل تجلب كل الأفاعي"
الباحث السعودي، مهنا الحبيل غرد بالقول "الآن بيني غانتس بعث رسالة أمام العالم علنية بأن العمل هو لصالح أصدقائنا وهو يقصد الرياض، وأقول هنا كنصيحة في وقت استراتيجي خطير، أن هذا فخٌ لكم يحول فيه تصفية الحسابات عليكم".
وأضاف "لم تستمع قيادة السعودية لكل تحليلاتنا السياسية لـ 20 عاما في مآل المشروعين المعاديين في تل أبيب وطهران، اليوم الحلب مباشر ضدكم، فأدني درجات الوعي الجيوسياسي في أقصى انتباه واجب، هو القيام السريع والمباشر في الإتجاه المعاكس للحملة الصهيونية الأمريكية"، متابعا "واقول لهم سوف ترون كيف ستستثمر طهران الجحيم على أهلنا في اليمن وكيف سيرتد عليكم"، في إشارة إلى السعودية.
وقال الحبيل "تغيير الموقف من غزة ومن حرب اليمن والخروج من تقاطعات خندق الصهاينة وصفقات الغرب وطهران، هو من يصنع النجاح المضيع منكم مراراً".
القيادي الحوثي السابق، علي البخيتي "كتب :عدونا عبدالملك الحوثي وهو الذي قصف الحديدة، هذا المعتوه يتمترس بأكثر من 25 مليون يمني ولا يملك منظومة دفاع جوي ويتحرش بأقوى الدول في العالم".
وأضاف "إسرائيل ليست كالولايات المتحدة وبريطانيا، إسرائيل ستدك ما تبقى من بنية تحتية، وستكون أهدافها اقتصادية لتدمر حياة الناس كما تفعل في غزة، ومعتوه صعدة "عبدالملك الحوثي" لا يملك أي منظومة دفاع جوي، فقط يجلب المشاكل ثم يبكي على الضحايا والخسائر، التي سيتحملها المواطن العادي طبعًا".
الكاتب الصحفي وليد البكس قال "هذه مقدرات بلد حولوها أهداف للعدوان نتيجة الفشخرة والدجل".
في حين قال الصحفي محمد المخلافي "منعت بريطانيا وأمريكا تحرير ميناء الحديدة بحجة الجانب الإنساني والتأثير على الناس غذائياً، والهدف من تحريره كان تخليص اليمنيين من شر الحوثي إلى الأبد، وعندما أرسل مسيرة إلى طفلهم المدلل، ضربوا الميناء عن بكرة أبيه".
وأضاف "مبادئ الغرب تنهار أمام أعيننا".
الشاعر عامر السعيدي يقول "لا يوجد تعريف أخلاقي ولا سياسي ولا عسكري لهذا القصف، إلا أنه عدوان إسرائيلي على اليمن، يرفضهُ كل قلبٍ سليم".
فيما كتب الصحفي عبدالحكيم هلال، القصف الاسرائيلي على الحديدة في اليمن، ليس هناك من مستفيد من ذلك، أكثر من جماعة الحوثي، وليس هناك من متضرر أكثر من الشعب اليمني".
كذلك الإعلامي محمد الضبياني "مقدرات اليمنيين وممتلكاتهم تحترق وتدمر ويتم نسفها عن بكرة أبيها في عدوان آثم، فيما يقهقه الحوثي الإرهابي فرحا كون هذه العمليات تمنحه بطولة زائفة وتغسل جرائمه الممتدة لعقدين من الزمن ضد اليمنيين، وهذه قاعدة الإمامة والحوثي الثابتة " الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي ".
الصحفي فتحي بن لزرق، هو الآخر قال "القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له الحديدة فعل مدان ومرفوض وإدانته من الجميع أمر يجب ألا يخضع للمزايدة السياسية".
وأضاف "نختلف في كل شيء وسنعارض الكثير من المواقف والقضايا والسياسات إلا في اللحظة التي تتعرض فيها بلادنا لعدوان خارجي وإسرائيلي على وجه التحديد".
وتابع "هنا فقط يجب أن يرتفع الصوت الرافض لهذا العدوان، لأنه وفي اللحظة التي سنعجز فيها عن إدانة عدوان إسرائيلي لن نستطيع بعدها أن نتحدث عن أي مشروعية لأي قضية وطنية نحملها أو ندافع عنها".
أيضا الكاتب الصحفي توفيق السامعي، تساءل بالقول: ألم تقف أمريكا وبريطانيا بكل قوة ضد تحرير الحديدة من المليشيات الحوثية الارهابية بحجة الدواعي الإنسانية؟!
وقال: لماذا الآن يدمرون ميناء الحديدة؟! هل انتهى الإنسان في تلك المناطق ولم يعد لهم وجود ليدمروا البنى التحتية لليمن؟! ألم تعطهم المليشيا الحوثية الإرهابية هذه الذريعة ويخدم بعضهم بعضا؟!