حضر شامل لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن

ماهي آفاق مستقبل الجماعة في المنطقة العربية في ظل  الوضع السائد العام المعادي لها ؟؟؟

اعلن وزير الداخلية الاردني اليوم حضر شامل على نشاطات جماعة الأخوان المسلمين في الاردن ، ومصادرة مكاتبها ومقراتها وكل ممتلكاتها ، وحضر ومعاقبة اي شخص يسعى الى الإنتساب لها ... الخ

هذه هي النهاية المأساوية  للجماعة في الاردن بعد ان تحالفت لعشرات السنيين مع الاسرة الحاكمة في الاردن ، وكانت تمثل  من أهم السواعد والمخالب والاعمدة للأسرة  الحاكمة ، و التي وقفت بقوة في مواجهة كافة اعدائها ،  وساهمت بقوة في الحفاظ على بقائها في الحكم ، وخاصة  في مرحلة المد  القومي  وعبد الناصر ،

كما ساهمت الى حد كبير في افشال  كل محاولات التيار الوطني والقومي الإطاحة بها ، وكذلك افشلت كل محاولات الحركات الفلسطينية وعلى رأسها (حركة فتح ، والجبهة الشعبية)  وغيرها  لجعل الاردن منطلقا لجيوشها  لتحرير فلسطين المحتلة والقدس الشريف ،  وساعدت كثير في سحقها فيما يسمى ( ايلول الاسود  ) . وغيرها من المواقف والخدمات  التي تحسب للجماعة التي قدمتها للأسرة الهاشمية الحاكمة للأردن التي تعتبر من الاسر الحاكمة  ألأكثر ولاءا وإرتباطا  بأمريكا وبريطانيا والمرتبطة أيضا  بتحالف وتنسيق غير معلن او  من تحت الطاولة مع كيان العدو الاسرائيلي طوال معظم  فترة حكمها .

بمقابل ونظير كل ذلك منح جماعة الاخوان المسلمين هامش   من المصالح السياسية والمناصب في الحكومة ومجلس النواب الاردني  وإتاحة الفرصة لها في المشاركة في الحياة السياسية والحركة والنشاط بنسبة معينة  ، وايضا تحقيق الكثير من المصالح الاقتصادية والاجتماعية لها  وغيرها ، بعكس بقية الاحزاب القومية واليسارية والحركات الفلسطينية التي تم حضر نشاطها والتنكيل بها وخاصة المعادية للغرب وإسرائيل .

وها نحن نشهد اليوم في الاردن  يحدث طلاق بين الطرفين لمرحلة تزاوج بينهم إمتدت من فترة  الخمسينيات اوالستينيات من القرن الماضي وحتى اليوم ، وهاهي الجماعة تتجرع من  نفس الكاس المليئ بالعلقم  الذي ساهمت بتجريعه لكافة الاحزاب والحركات الوطنية والقومية المناهضة للغرب وإسرائيل ، بالتعاون الاستخباراتي والقمعي لها مع حكومة المملكة .

ويأتي هذا التطور والحدث لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن في ظل سيطرة جو عام رسمي عربي  مناهض للجماعة في معظم دول المنطقة ، والذي  اطاح بمعظم قلاعها في معظم الدول العربية وخاصة بعد فشلها الى حد كبير بقيادتها لثورات "الربيع العربي "  قبل اكثر من عشر سنوات  في مسار تراجعي لها  مستمر ، فقد تم الاطاحة بها في تونس وإسقاطها في مصر وإفشالها في ليبيا واليمن وتراجع قوتها في المغرب وغيرها  من الجمهوريات والممالك  التي اطاحت بها  والتي كان  اخرها  المملكة الاردنية الهاشمية  .

والسؤال هنا ماهي السياسيات التي ستنتهجها جماعة الاخوان  في ظل هذا المسار السياسي العربي العام السائد  والمعادي لها في هذه الفترة ؟؟؟

1_ هل ستنتهج سياسة (البيات الشتوي ) وستنحني للعاصفة طوال السنيين القادمة كما هو واضح لاي متابع ؟  

الى حين إنجلاء هذه العاصفة وتحسن الطقس السياسي المناسب لها الذي قد  يساعدها مرة أخرى لإستعادة نشاطها بنفس الاسم وبنفس العناوين  وبنفس الادبيات ؟ والله يعلم كم ستستمر هذه المرحلة .

2_ ام هل ستدخل في عملية مراجعة تؤدي الى ألإعلان عن   حل نفسها نهائيا ، والتحول نحو فضاء أخر سياسي وإقتصادي بلباس جديد وعناوين جديدة وبأدبيات جديدة تحاول بها الاستمرار في الحركة والنشاط ؟؟.

خاتمة :  

هل  ما نشاهده اليوم يعتبر  مرحلة أفول نجم  (مرحلة مد الاخوان  المسلمين) ، مثلما شاهدنا سابقا (مرحلة أفول نجم مرحلة المد القومي ) والتي لازالت  الاخيرة تقبع في سباتها الشتوي طوال العشرات من السنيين السابقة ولم تفق بعد  من سباتها ؟؟؟

 ام ان جماعة الاخوان المسلمين قد يكون لها قول اخر وقد تمتلك بعد اوراق اخرى وتقديرات  لم يعلم بها إلا هي .

(وإلى الله ترجع عاقبة ألامور )
 
 بقلم: أ.   صلاح القرشي