
التين الشوكي مصدر رزق لسكان الريف اليمني
مع حلول فصل الصيف في اليمن، تعج شوارع صنعاء ببائعي فاكهة التين الشوكي التي توفر لهم لقمة العيش، وأصبحت شرياناً اقتصادياً في بلد لا يزال يعاني آثار حرب استمرت 10 أعوام.
ولا توجد بيانات رسمية تسجل نمو المحصول لأنه كان يعتبر في السابق أقل أهمية من فواكه مثل البرتقال والتفاح، لكن المزارعين والبائعين يتحدثون عن ارتفاع حاد في زراعته وشعبيته في الأعوام القليلة الماضية.
وقال صالح الحرازي، وهو من سكان صنعاء "يعتبر البلس (التين الشوكي) من الفواكه الغنية بالفيتامينات ولها فوائد كثيرة، ما زلنا في بداية موسم البلس مما يعني أنه الوقت الأمثل لأكله، إنها فاكهة طيبة ورخيصة في الوقت نفسه".
ويصطف البائعون على الأرصفة عارضين التين الشوكي لجذب الزبائن. فهذه الثمرة بالنسبة إلى كثر تتجاوز كونها مجرد فاكهة، إنها إحدى سبل العيش.
فاكهة برية
وتحول التين الشوكي خلال الأعوام القليلة الماضية من فاكهة برية إلى نبات يزرع بصورة منظمة.
ويحصد المزارعون في تلال غيمان جنوب شرقي صنعاء ثمار التين الشوكي وينقلونها وينظفونها. هذه الفاكهة التي كانت في السابق برية وموسمية، أصبحت الآن أساسية في زراعة منظمة بفضل قدرتها على تحمل الجفاف وقلة احتياجها إلى الري.
وقال المزارع علي عبدالله "من لا يجد عملاً ينضم إلى بائعي البلس الذي بات يؤمن مصدر دخل جيداً".
وظلت هذه الزراعة تتوسع بشكل مطرد مع توفير رواد أعمال محليين وأدوات للتعبئة والتغليف وإزالة الأشواك والتسويق، مما دعم الأسر الريفية في محافظات عدة.
وقال رائد الأعمال أسعد شاكر الذي يشرف على منشأة معالجة صغيرة "هذه الآلة تقوم بعملية نزع الأشواك من جميع ثمار التين الشوكي لتكون جاهزة لعملية التغليف وتكون آمنة وصالحة للاستخدام".
وأضاف شاكر "وجود معامل التنظيف والتعبئة والتغليف ساعد المزارعين على التوسع، لأن المزارع التمس مردوداً اقتصادياً كبيراً ومردوداً مالياً شجعه على التوسع في الزراعة، وهذه المعامل ساعدت المزارعين على التسويق سواء داخلياً أم خارجياً".
فرصة عمل
وأدى الصراع الذي اندلع في اليمن عام 2015 حتى توقف إطلاق النار في 2022 إلى تدمير قطاع الزراعة في البلاد. واضطر المزارعون إلى التكيف بعد نقص المياه وارتفاع أسعار الوقود وتدمير البنية التحتية.
وقال عبدالله قاسم، وهو مالك مزرعة في وادي غيمان "في البداية كانت زراعة هذه الثمرة محدودة تعتمد على مياه الأمطار فقط، لكن الأمر تطور الآن وأصبحت تعتبر فاكهة رئيسة، حتى إن بعض اليمنيين يفضلونها على التفاح والبرتقال".
وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لعام 2022، يعتمد 73 في المئة من سكان الريف في اليمن على الزراعة في كسب لقمة العيش. ويلبي هذا القطاع ما بين 15 و20 في المئة من احتياجات البلاد الغذائية، ويمثل نحو 13 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأصبحت محاصيل معينة تزدهر في المناطق الجبلية القاحلة، مثل التين الشوكي.
وأضاف شاكر "أصبحت زراعة التين الشوكي مهمة جداً في هذه المنطقة كونها توفر أكثر من 2500 فرصة عمل لأبناء المنطقة والآلاف يعتمدون عليها في السوق المحلية".