هوكشتاين وماكغورك يزوران تل أبيب للتوصل إلى اتفاق ينهي حرب لبنان
الرأي الثالث - وكالات
من المقرر أن يزور مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرين عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك تل أبيب غداً الخميس لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب على لبنان، في حين يستبعد مسؤولون إسرائيليون التوصّل إلى تسوية قبل موعد الانتخابات الأميركية التي تجري الأسبوع المقبل، عدا تمسك إسرائيل بشروط غير واقعية تتجاوز القرار 1701 الذي أنهى عدوان 2006.
وبحسب ما يشير موقع أكسيوس نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، فإن الاتفاق من شأنه إنهاء المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في غضون أسابيع قليلة.
وأعرب المسؤولون عن اعتقادهم أن حزب الله بات مستعداً لفصل جبهة لبنان عن غزة بعد أن تعرض الحزب لسلسلة من الضربات في الشهرين الماضيين، بما في ذلك اغتيال الأمين العام حسن نصر الله جراء غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما ينقل الموقع.
يأتي ذلك فيما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد عقد اجتماعاً مع عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية مساء الثلاثاء، لمناقشة إمكانية إنهاء الحرب والصفقة المحتملة. إلا أن ذلك لا يعد مؤشراً فعلياً على "اقتراب شيء ما"،
ولكن ربما إمعان في الشروط التعجيزية، مثل ما فعلت حكومة الاحتلال على مدار أكثر من عام، وإحباط رئيسها نتنياهو جميع المبادرات للتوصل الى صفقة في غزة المرة تلو الأخرى.
وبحسب تقرير أكسيوس، فإنه من المتوقع أن يلتقي مبعوثا بايدن مع نتنياهو وغالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن زيارة هوكشتاين وماكغورك تشير إلى أن نتنياهو يؤيد عقد صفقة، وذلك بعد أن كان هوكشتاين ينتظر المسؤولين في إسرائيل لاتخاذ قرار بشأن المضي قدمًا في الصفقة قبل سفره إلى إسرائيل.
كما أفادت إذاعة كان ريشت بيت العبرية، اليوم الأربعاء، بأن زيارة هوكشتاين وماكغورك إلى اسرائيل قد تشير إلى وجود تقدّم في مفاوضات التسوية مع لبنان،
إذ أوضحت واشنطن لتل أبيب قبل ذلك أنه من دون إبداء جدية فإنه لا جدوى من وصول الوسطاء. وبحسب مسؤول إسرائيلي لم تسمّه الإذاعة، فإن إسرائيل اتصلت بالإدارة الأميركية الأسبوع الماضي وطلبت حضور الوسيط هوكشتاين، بعد زيارته بيروت، الأمر الذي لم يحدث في النهاية.
ووضعت إسرائيل سلسلة من المطالب والشروط تركّز إلى حد كبير على حرية العمل التي تطالب بها في لبنان في إطار أي اتفاق، وإحباط قدرة حزب الله على تسليح نفسه عبر إيران.
وذكرت قناة كان 11 العبرية، الليلة الماضية، أنه بناء على طلب إسرائيل، يجب أن يتضمن الاتفاق قوة تعمل على الحدود السورية اللبنانية لمنع تهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله،
إضافة إلى المطالب التي سبق أن أعلنتها دولة الاحتلال من قبيل إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني،
ونشر الجيش اللبناني على الحدود، وتحديث نشاط قوة يونيفيل وتعزيزها، فضلاً عن دور أميركي كبير في آلية تطبيق التسوية.
كما تطالب تل أبيب بإنفاذ الآليات بنفسها، باستخدام القوة، إزاء ما قد تعتبره انتهاكات يرتكبها حزب الله، وبحرية الحركة في الأجواء اللبنانية وغيرها.
من جهتها، نقلت صحيفة معاريف، اليوم، عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمّهم قولهم إن الإدارة الأميركية نشطة للغاية في الاتجاهين، في محاولة لدفع المفاوضات للتوصّل إلى صفقة في غزة، وكذلك التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في الشمال، وذلك من باب الرغبة في تحقيق إنجاز كبير عشية الانتخابات الأميركية التي ستجرى بعد ستة أيام،
إلا أن الصحيفة استبعدت، نقلا عن مصادرها، استكمال المهمة قبل الانتخابات.
كذلك، أشارت صحيفة هآرتس إلى وجود إجماع واسع و"مفاجئ" لكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسهم يوآف غالانت، على أنه "بعد سلسلة مذهلة من الإنجازات العسكرية والاستخبارية في الأشهر الثلاثة الأخيرة"، فإن دولة الاحتلال تقترب من استنفاد الحرب في قطاع غزة ولبنان.
وبحسب الصحيفة، "تبقّت للجيش الإسرائيلي خطوات ضرورية قليلة على الأرض، يفضّل بعدها استغلال أقرب فرصة للسعي إلى اتفاقيات تنهي القتال في الشمال (لبنان) والجنوب (غزة) وتشمل صفقة لإعادة جميع المحتجزين الاسرائيليين لدى حركة حماس.
وترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه إذا استمرت الحرب مدة طويلة أخرى، فسيكون من الصعب تحقيق أكثر مما تم تحقيقه بالفعل، ويزيد البقاء الطويل في المناطق التي احتلها الجيش من خطر التورّط هناك والخسائر الكبيرة في الأرواح.
كما ترى أن "قوة الضربات التي تلقاها حزب الله وحماس، وأخيراً إيران، تخلق فرصة معقولة للتوصل إلى تسوية. ومع ذلك، فإن مثل هذه التسوية ستكون مشروطة بتنازلات ليست بسيطة من جانب إسرائيل".
يذكر أن شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري كان من أصعب الشهور على جيش الاحتلال من حيث الخسائر بالأرواح، حيث قُتل 80 جندياً على الأقل على الجبهتين الشمالية والجنوبية.