
الجيش السوداني يُحاصر آخر معاقل «الدعم السريع» في الخرطوم
الرأي الثالث - وكالات
عاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، مساء اليوم الأربعاء، إلى القصر الرئاسي في العاصمة، وأعلن الخرطوم "حرّة" بعد طرد قوات "الدعم السريع".
وظهر البرهان، وهو أيضاً قائد الجيش، في القصر الرئاسي وسط عشرات الجنود، وقال: "انتهى الأمر... الخرطوم حرّة"، حسب لقطات متلفزة بثتها عدّة وسائل إعلام.
وهبطت طائرة البرهان بمطار الخرطوم، اليوم الأربعاء، لأول مرة منذ اندلاع الحرب العام قبل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاء هبوط الطائرة الرئاسية بعد ساعات قليلة من إعادة الجيش للسيطرة على مطار الخرطوم الذي ظل تحت سيطرة الدعم منذ بدء الحرب،
وبعد وصوله، أدى البرهان سجدة شكر وتوجه مباشرة إلى القصر الرئاسي الذي أعاد الجيش السيطرة عليه الأسبوع الماضي.
وأعلن الجيش السوداني اليوم أنه انتزع السيطرة من «قوات الدعم السريع» على مطار الخرطوم، في حين يُحاصر في هذه الأثناء آخر معاقلها في العاصمة السودانية.
وقال متحدث باسم الجيش، لوكالة «فرانس برس»، إن قوات الجيش «استعادت المطار وتمّ تأمينه بالكامل»، بعد عامين من تمركز «الدعم السريع» داخله.
ويحاصر الجيش، في هذا الوقت، منطقة جبل أولياء جنوبي العاصمة من اتجاهات الشمال والجنوب والشرق، بحسب ما أفاد مصدر عسكري «فرانس برس»، علماً أنها آخر معقل رئيسي لـ«الدعم السريع» في منطقة الخرطوم.
ووفقاً للمصدر العسكري، طوّق الجيش في وقت سابق اليوم، جسر المنشية من الجانبين، وهو أحد الجسور التي تعبر النيل الأزرق شرق الخرطوم، تاركاً جسر جبل أولياء جنوب غربي العاصمة كمنفذ أخير لخروج «الدعم السريع» من المنطقة التي يسيطر عليها، وهي «تفرّ الآن» من خلاله.
وقبل أيام، استعاد الجيش سيطرته على القصر الجمهوري ومنشآت حيوية أخرى منها المصرف المركزي ومقر المخابرات الوطنية، في إطار عملية واسعة لإحكام السيطرة على العاصمة، التي استولى «الدعم السريع» على بعض مناطقها، في بداية الحرب التي اندلعت في نيسان 2023.
وواصل الجيش في الساعات الماضية انتشاره في كل أحياء الخرطوم بعد انسحاب الدعم السريع منه وتوجه قواته عبر خزان جبل أولياء غربي أم درمان.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت منصة حكومة ولاية الخرطوم، عبر صفحتها بـ"فيسبوك: "الخرطوم خالية من الأوباش المرتزقة (تقصد الدعم السريع) تبقى فقط الإعلان الرسمي".
وكان الجيش السوداني، قد أعلن اليوم سيطرته على آخر معسكرات قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وعلى المطار الذي "تمّ تأمينه بالكامل" بعد عامين من تمركز قوات الدعم السريع داخله.
كما أعلن الجيش السوداني اقترابه من السيطرة على الخرطوم كاملة، بعد استعادته عدداً من المنشآت الاستراتيجية والمناطق، على رأسها معسكر طيبة جنوبي العاصمة الذي يعتبر أكبر معسكرات قوات الدعم السريع.
وقال متحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، في بيانات متتالية، إن القوات تمكّنت من السيطرة على معسكر طيبة لقوات الدعم السريع، بمنطقة طيبة الحسناب جنوبي الخرطوم،
وأفاد بإحكام السيطرة أيضاً على الجهة الغربية من جسر المنشية على النيل الأزرق، الرابط بين منطقة شرق النيل ومدينة الخرطوم، ضمن العمليات الرامية للسيطرة على العاصمة.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اندلعت في 15 إبريل/نيسان 2023، عقب تمكّن الجيش من السيطرة على القصر الرئاسي وعدد من الوزارات في العاصمة في الأيام القليلة الماضية.
ورغم إصرار قوات الدعم السريع على مواصلة القتال في الخرطوم، فإن الأحداث المتسارعة على الأرض تشير إلى أنّها ستضطر لاحقاً إلى الانسحاب من كامل مناطق الخرطوم الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري، أم درمان)، وهو ما يثير مخاوف من أن تسعى "الدعم" للتوجّه نحو دارفور.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إبريل 2023 حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لمصلحة الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليوناً، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم، إلى جانب انقسام البلاد بين مناطق يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق،
بينما يسيطر «الدعم السريع» على معظم إقليم دارفور في غرب السودان ومناطق في الجنوب.