أسلوب الخطاب الأصولي
لعل من أهم مصطلحات هذا الخطاب (( اسلمة المعرفة)) ويعني دراسة العلم في إطار الدين، او بالأحرى فرض محاذير غيبية ومصادرات لاهوتية على العلم .
وهم بهذا النهج يحاولوا احتكار المعرفة والعلم، تماماً كما عملت الكنيسة المسيحية في العصور الوسطى.
يعبر هذا الخطاب عن آلية هامة متداولة تتعلق بثنائية النعوت والصفات، مثل (( النجاة والهلاك، والطاعة والمعصية، والحلال والحرام، والإيمان والضلالة، الإسلامي والعلماني، المؤمن والزنديق )) وغيرها كل هذه المتضادات تعكس رؤية الخطاب الأصولي برؤية أحادية بالفكر وتضع المخالفين في خندق المتآمرين على الإسلام والوطن والتخوين والارتزاق
تكريس هذه الثقافة أصبحت سائدة ومتجذرة في الوقت الراهن لدى معظم المجتمع اليمني الخاضع لسيطرة الجماعات الأصولية بشقيها الشيعي (الزيدي المتطرف) والسني المتطرف أيضا لقد اصبح التطرف هو السائد منذ أن سيطرة الجماعات المتطرفة وجاء على اثرها الحرب التي لم نخلص منها حتى اليوم .
خاض الغرب حرب ثلاثين عاما حتى تخلص من سيطرة الخطاب الأصولي الذي فرضته الكنيسة في العصور الوسطى بينما ونحن في القرن الواحد والعشرين نؤصل لهذا الخطاب ونعمق ثقافته حتى أصبح دعاته هم الحاكمون والمسيطرون على كل مقدرات الدولة ومن أهمها التعليم الأساسي والجامعي والدراسات العلياء.
فما هو المستقبل يا ترى في ظل هكذا ثقافة وتعليم ينشأ عليه الأجيال؟
وكيف سنتعايش مع محيطنا والعالم الذي أصبح يبعد عنا بقرون فنحن نعيش في عالم غير العالم المتعايش معنا.
كلما طرحت رأياً أو انتقدت وضعاً أو فساداً تتصدى لك مجاميع تتهمك بالتخوين والردة والزندقة والارتزاق وكل التهم والموبقات رغم أنه لا يفهم بالأساس مغزى كلامك وان هذا في صالحه أكثر من غيره كونه ضحية وادة تستخدم لمصلحة جماعة معينة هي المستفيد الوحيد من كل ما يحدث وما سيحدث نتيجة هذا الفكر الأصولي المدمر .
* دبلوماسي وسياسي يمني