التحالف الغادر بين الإدارة الأمريكية والحوثيين
استعرت هذا العنوان من الكاتب الإيراني تريتا بارسي الذي ألف كتابا تحت هذا العنوان متتبعا فيه العلاقة الخفية بين إيران وإسرائيل، التي ظاهرها العداء وباطنها التحالف الاستراتيجي ضد العرب..
كشف الاتفاق الأخير بين الإدارة الأمريكية والحوثيين، بأن الموت لأمريكا من قبل الحوثيين هو مجرد شعار، وأن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل البيت الأبيض هو مجرد تمويه للتغطية على التخادم بين الطرفين في استهداف المنطقة، وإلا كيف يستقيم الوضع أن تصنف جماعة على إنها إرهابية ثم تتحاور معها وتبرم اتفاقا باسم الجمهورية اليمنية؟!
أنا لا تعنيني هذه العلاقة بين الطرفين، فكلاهما مارس العدوان على اليمن واليمنيين، ما يعنيني هنا تلك القرارات الدولية التي صدرت عن المجتمع الدولي والتي تحايل عليها التحالف العربي ونصب سلطة للشرعية بغير شرعية..
أصبح هناك حساب واحد في اليمن عنونه: ماهو الأفضل للسعودية والإمارات، والسلطة المعينة من قبل هاتين الدولتين تجر اليمن نحو مصالحهما وليس نحو مصلحة اليمن، ولا أخفي القارئ الكريم أن هذه السلطة التي عينت من قبل السعودية والإمارات لا تعنيني،
ما يعنيني هو، أين هي القوى الوطنية التي ترى وطنها ينزلق نحو التقاسم الخارجي ولا تكون في الطليعة للدفاع عنه!..
سلطة الشرعية ومن ورائها التحالف يأخذون اليمن إلى أماكن خطرة، السلطة التي تتبنى الشرعية تأخذ اليمن إلى أماكن خطرة وقد تخلت عن اليمن وتركته فريسة لأمريكا وإيران يصيغان مصالحهما حوله وحول المنطقة في سلطنة عمان..
نحن نشاهد كل يوم ونلامس استسلام سلطة الشرعية بشكل رسمي ولم يعد لها أي قرار، البعض منهم يقول في الأماكن المغلقة إنهم مغلوبون على أمرهم وأن السعودية تتصرف بالنيابة عنهم،
ونحن نقول لهم لا يمكن لأي شخص أن يتقلد مسؤولية رسمية ويقول إنه مغلوب على أمره، إما أن يتحمل المسؤولية بشرف أو يقدم استقالته..
فمتى ستجهر القوى الوطنية بالقول وتصدع بما يأمرها الوطن، فالنخب دائما هي المؤتمنة على الأوطان وعلى لقمة العيش وعلى النسيج الاجتماعي وهي دائما من يقاوم سلوك نحر الأوطان والانتحار والانتظار،
لقد حان الوقت للتخلي عن الارتباطات الخارجية وتحصين اليمن لإعادة الحياة إلى كل من الرئاسة والحكومة والبرلمان..