
إسرائيل تعاود الكرة الثالثة في محاولة إبتلاع جنوب لبنان¡
ماهي اهم بنود صفقة وقف إطلاق النار التي تحاول إسرائيل إبرامها مع لبنان ؟
وماهي معادلة القوة بين إسرائيل والعرب الذي يضمنها الغرب لإسرائيل تحت مبرر حماية أمن إسرائيل ؟؟¡¡¡
لماذا تواصل الجيوش العربية الاستسلام لهذه المعادلة ؟
ولماذا لا تستفيد الجيوش العربية من نجاح تكتيكات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في التصدي للجيش الإسرائيلي ؟
إسرائيل لازالت تريد الاستمرار بالعمل في فرض معادلتها التي تفرض قيود على تسلح الجيوش العربية مقابل حرية إمتلاك جيشها لاقوى الاسلحة البرية والجوية والبحرية الاكثر تطورا في العالم .
* فقد نشرت القناة ال12 الاسرائيلية ا : اهم بنود صفقة مفاوضات إطلاق النار مع لبنان والتي تقوم على فرض حصار بحري وبري وجوي على تسلح حزب الله .
بالإضافة الى إنشاء منطقة عازلة ، وغيرها من الشروط .
ناهيك عن إستمرار القيود والشروط القديمة على عدم تسلح الجيش اللبناني بأسلحة حديثة قد تمثل تهديدا على إسرائيل.
بالمختصر المفيد إن إسرائيل تريد قضم الاراضي العربية للدول المحيطة بها على مراحل زمنية مختلفة لكي تصل الى هدف إقامة ( إسرائيل الكبرى ) وتنفرد بكل دولة على حدى .
فبعد ان اقامت كيانها على جزء من فلسطين المحتلة هاهي بصدد إبتلاع اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة نهائيا بعد ان منعت تسلح الشعب الفلسطيني .
كما قامت بإبتلاع وضم الجولان السوري المحتل بعد ان فرضت ومعها الدول الغربية وعلى رأسها امريكا ضغوطا وشروطا وقيودا على تسلح الجيش السوري بالاسلحة الحديثة والرادعة والتي تسمح لسوريا بتحرير ارضها .
ولم يكتفوا بذلك بل تآمروا على الجيش العربي السوري ودعموا حرب اهلية فيها وفككوا الجيش السوري واضعفوا حتى يتسنى لهم تقسيم سوريا وتقوم إسرائيل بعد ذلك بإبتلاع اجزء اخرى من الاراضي السوريا .
وفي لبنان حاولت إسرائيل من قبل إبتلاع اراضي جنوب لبنان وإحتلته لأكثر من عشرين سنة تقريبا ولولا المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله الذي إستطاع طرد الجيش الإسرائيلي بعام 2000 من جنوب لبنان لكانت إبتلعته ، كماافشل محاولتها الثانية في إبتلاع جنوب لبنان عام 2006 .
وهاهي اليوم تعاود الكرة الثالثة في محاولة اخرى لإبتلاع جنوب لبنان ، وتحاول إجتياحه بريا بعد ما قامت قواتها الجوية بعمليات تدمير شامل وواسع للمدن والقرى اللبنانية لكن محاولتها البرية تعثرت فقد كانت المقاومة اللبنانية لجيشها بالمرصاد ولم تستطع إلا الدخول بجيشها الى بضعة مئات من الامتار داخل القرى الحدودية اللبنانية خلال شهر من الحرب .
وبعد هذا التعثر هاهي تحاول ان تفرض شروطها في نزع سلاح المقاومة وفرض حصار بري وبحري وجوي على تسلحها ضمن صفقة وقف إطلاق النار تمهيدا لإضعافها ومن ثم تقوم في مرحلة اخرى بإجتياح لبنان وإبتلاع جنوب لبنان نهائيا وضمه الى كيانها ، فإسرائيل لن توقف مطامعها ومحاولاتها في إبتلاع جنوب لبنان بأي شكل من الاشكال .
لاتستغربوا من هذا الطرح الذي اطرحه ، وانه لا يتوافق مع قواعد القانون الدولي الذي يقوم على حماية سيادة الدول وسلامة اراضيها .
فيكفي ان تتذكروا انه عندما سأل بعض روساء العالم القادة الاسرائيليون لماذا لا تعيدوا الجولان لسوريا كان ردهم ان إسرائيل اخذت الجولان بالقوة العسكرية ولايمكن لإسرائيل ان تعيد الجولان السوري المحتل إلا بالقوة العسكرية فإذا ارادت سوريا ان تستعيد اراضيها في الجولان فعلى جيشها ان ينتزعها بالقوة من إسرائيل) .
خاتمة :
اثبت التاريخ ان إسرائيل وقادتها ومستوطنوها لا يعترفون إلا بالقوة ، ولذلك هم يصرون على بقائهم في حالة من التفوق العسكري على كافة الدول العربية والاسلامية ، ولن ينفع معهم قيام الحكام العرب بالتطبيع مع كيانهم والاستسلام والخضوع فهولاء معهم مشروع إقامة (إسرائيل الكبرى) مخلصون له .
وثانيا : على قادة الدول العربية ان لايستمروا في الغفلة والخطاء في الإستسلام للضغوط الاسرائيلية والغربية التي تبقي جيوشهم ضعيفة وتفتقر الى ادنى الاسلحة الحديثة التي يمكن لها ان تدافع على دولهم من اي توسع إسرائيلي، وهذا موجه الكلام بالاخص لمصر والاردن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها .
فعلى جيوش هذه الدول العربية ان تبدأ بتكوين اللوية عسكرية ضمن جيوشها وتأتمر لقيادتها تستخدم نفس التكتيكات التي تستخدمها المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية في غزة في عملية التسلح والتخفي في عملها وتمارس نفس تكتيكاتها في حفر الانفاق الدفاعية والهجومية، بالاضافة الى تطوير الاسلحة الصاروخية والجوية والبحرية لهذه الجيوش ، فلا تركنوا في الدفاع عن دولكم فقط بفرق جيوشكم النظامية والتقليدية الحالية في الانتشار والتموضع والدفاع .
فها أنتم ترون بأم عيونكم كيف صمدت المقاومة اللبنانية الى الان لشهر تقريبا ولم يستطع الجيش الاسرائيلي التقدم في جنوب لبنان ويعتبر فشل له لأول مرة في التقدم بارضي ضد دولة عربية بكل سهولةوهو الجيش الاكثر تطورا في العالم في الاسلحة البرية والجوية والبحرية ناهيك عن الدعم والمساعدة من الجيش الامريكي له .
ولو لم وجود المقاومة اللبنانية لكان الجيش الاسرائيلي قد احتل كامل الاراضي اللبناني بضرف ساعات حتى لو جابهه الجيش اللبناني .
ولاتنسوا ايضا ان الجيش الاسرائيلي بكل قوته التي يمتلكها لم يستطع ان يوقف تصدي المقاومة الفلسطينية في غزة لجيشه منذ اكثر من عام ولا تزال دباباته الى اليوم تدمر وتحرق وجنوده وضباطه يقتلون على ارض غزة بالرغم مما قام به من التبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والتدمير الشامل للقطاع .
والسؤال هنا : إفترضوا بعد سنة او اكثر قرر الجيش الاسرائيلي تحت مبرر ما ان يجتاح الاردن فكم سيحتاج من ساعات لتنفيذ ذلك؟
هل حسبتم حساب لهذا اليوم ؟
الم يكفيكم كارثة إنتزاع اراضي الضفة الغربية والقدس من جيشكم ؟
وهذا تحذير حقيقي نوجهه للقيادة الاردنية والعراقية والسوريا واللبنانية والسعوديا وغيرها من الدول .
(وإلى الله ترجع عاقبة الامور )
* آ . صلاح القرشي - باحث وكاتب يمني