بين الترحيب والرفض.. إطلاق "ستارلينك" في اليمن يُثير الجدل
يسود جدل واسع عقب إعلان شركة خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، تدشين خدمتها في اليمن كأول بلد عربي في الشرق الأوسط، بين أوساط اليمنيين.
وأعلنت شركة ستارلينك (المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك)، أمس الأربعاء، بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن، ليصبح اليمن الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.
إيلون ماسك، بنفسه غرد عبر حسابه على منصة (إكس) قائلا: "ستارلينك" متاح في اليمن".
من جانبها أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للحكومة الشرعية في اليمن عن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" في المناطق المحررة".
واعتبرت الوزارة -في بيان- تدشين الإنترنت الفضائي خطوة نوعية لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار جهود الوزارة لمواجهة التحديات الناجمة عن الصراع وتحسين خدمات الاتصالات في ظل الظروف الراهنة.
رفض حوثي
من جهتها أعلنت جماعة الحوثي التي تسيطر على قطاع الاتصالات في اليمن، رفضها تدشين خدمة الإنترنت الفضائي، معتبرة ذلك انتهاك لسياسة البلد.
وقالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للحوثيين في صنعاء - في بيان - إن سماح ما سمتهم "مرتزقة العدوان" لشركة "ستارلينك" بتقديم خدمات الإنترنت بالمناطق المحتلة انتهاك صارخ لسيادة اليمن.
وبحسب البيان فإن تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي اليمني ويقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم.
ترحيب أمريكي
بدورها هنّأت السفارة الأميركية، اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من "ستارلينك".
وقالت السفارة - في بيان - إن "هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصاً جديدة وتدفع عجلة التقدم".
بين ترحيب الحكومة ورفض الحوثيين، توالت ردود فعل اليمنيين بين المؤيدين للحكومة والمناصرين لجماعة الحوثي على منصات التواصل الاجتماعي،
تم رصد بعضها خاصة مع رداءة خدمة شركة "يمن نت" التي تتحكم بها جماعة الحوثي كأسوأ وأغلى إنترنت بالعالم.
وفي هذا السياق، قال زير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة الشرعية د.واعد باذيب، "اليمن تضاء من ستارلينك ومعنى ذلك انها مغطاة بالخدمة عبر الاقمار الاصطناعية لستارلينك".
وأضاف "نستطيع أن نضيئ جنبات الحرب والهزيمة بانتصار للإنسان والوطن خلفا لتوجهات صارمة، نعيد الأمل معاً وخدمة الناس أولاً"، حد قوله.
جدل في الشارع
القاضي عبدالوهاب قطران، قال "سعر الف جيجا ستار لينك. ب 10$ دولار، سعر 720 جيجا نت من يمن نت يطلع ب 59600 ريال اي 108$ دولار".
وأضاف "أهلا ستارلينك..هل وصلت الخدمة للعاصمة صنعاء وأين تباع أجهزة الالتقاط لستارلينك؟
الصحفي أكرم صالح، أورد عدة فوائد من تواجد خدمة ستارلينك في اليمن يستفيد منها المواطن اليمني، وأهم نقطة من وجهة نظره "هي أن إنترنت متوفر وسريع يعني تحولات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق في اليمن، فمع انتشار الإنترنت عالي السرعة، ستتوسع الفرص التعليمية والمهنية، وستزدهر الأعمال التجارية الإلكترونية، وستتطور الخدمات الحكومية والكثير من التفاصيل التي كان عدم وجود إنترنت عند اليمنيين عائق لها".
وقال صالح "سعر معقول جداً والذي يجعل خدمة الإنترنت في متناول الجميع وهذا السعر المنافس سيُلزم شركات الاتصالات التقليدية بإعادة النظر في سياساتها التسعيرية، ويجعلها تقدم عروض أكثر جاذبية لك".
ويرى أن "سرعة إنترنت تصل إلى 100 ميجابايت أو حتى 200 ميجابايت في الثانية، وهو ما يمثل قفزة نوعية مقارنة بالخدمات المتوفرة حالياً في اليمن ستشعر حينها شركات الاتصالات التقليدية بضرورة تطوير شبكاتها وتقديم خدمات أسرع وأكثر استقراراً ، هذا التنافس الشريف سيكون له تأثير إيجابي عليك كمستهلك وستحصل على خدمات إنترنت أفضل وأسرع".
ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩﻱ قال "من كان يسدد سعر باقات ستارلينك بـ 90 دولار كل شهر، أقول لكم اليوم هي 12,600 ريال يمني عملة جديدة، وسعر جهاز ستارلينك 87.000 الف ريال يمني عملة جديدة".
وأضاف "هذا كلام الموقع الرسمي فلا أحد يزيد عليكم ويبيع لكم الجهاز بسعر 1200 دولار، هذا نصاب"، حد قوله.
في حين قال عبدالله السالمي "الحوثيون كانوا يطالبون إيلون ماسك بتوفير خدمة ستار لينك من أجل غـ ـزة واليوم عندما أعلن ماسك عن توفير الخدمة في اليمن جن جنونهم واعتبروها تجسس وانتهاك للسيادة، هل تعلمون لماذا؟
وأضاف "الجواب باختصار لأن الحوثيين يجنون ملايين الدولارات من احتكارهم لقطاع الاتصالات والإنترنت ولهذا يحاربون بكل الوسائل أي محاولة تتيح للمواطنين فرصة التخلص من سيطرتهم".
وأفاد أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" تشكل تهديداً مباشراً لهيمنتهم ولذلك يسعون بشتى الطرق لمنع المواطنين من استخدامها إلى درجة أن لديهم الاستعداد لتجريم الخدمة واتهام كل من يستخدمها بالخيانة العظمى وربما يصل بهم الأمر إلى اعتبار مستخدميها جواسيس يستحقون عقوبة الإعدام".
الصحفي توفيق أحمد، علق من وجهة نظر أخرى، ويرى أن خدمة الإنترنت الفضائي في خطورة تجسس لسيادة اليمنيين ومعلوماتهم.
وقال أحمد "لقد بدأت الشركات العالمية في محاولة فرض شبكة "ستارلينك" على اليمن، لكن هذا المشروع ليس مجرد خيار تقني بل هو تهديد خطير ومباشر لسيادتنا وأمن معلوماتنا".
وأضاف "هذا التدخل الأجنبي يجب أن يُرفض بقوة وبلا تردد، لأسباب واضحة ومدمرة".