«ليالي روكسي»... نضال سياسي ــ ثقافي
دارت كاميرا المخرج السوري، محمد عبد العزيز، في دمشق وريفها لتصوير مسلسل «ليالي روكسي» (عن نص لبشرى عباس، كتابة معن سقباني وشادي كيوان).
ويُفترض أن يُعرض العمل الدرامي المؤلّف من 30 حلقة في رمضان المقبل، وهو من بطولة أيمن زيدان، وسلاف فواخرجي، ودريد لحام، ومنى واصف، وغيرهم.
وخلافاً لأعمال الفانتازيا الشاميّة الأخرى، يروي المسلسل حكاية أحد أحياء دمشق في عام 1928، حيث تعيش شخصيّات مختلفة، منها مَن هو خيّر ومنها مَن هو شرّير.
فتبدأ الرواية الكلاسيكية من الصّراعات بينهم على خلفية المصالح، فضلاً عن بناء الشخصيّات النمطيّة دراميّاً التي يتميّز بها هذا النوع من الإنتاجات.
خلال الأحداث، يترقّب المشاهد مصير «عطا» الذي يعيش صراعاً قديماً مع «فرزت» بسبب زواج الأوّل من «دلال»، خطيبة الثاني السابقة.
وتُضاف إلى خلافهما صراعات مرتبطة بالعمل وطبيعة علاقتهما مع محيطهما.
فالأوّل يجسّد دوراً نضاليّاً في مساندة الشخصيّات التحرّرية في تلك المدة مثل «فخري البارودي»، بينما يعمل الثاني في خدمة الاستعمار الفرنسي.
وعلى هامش القصّة الرئيسية، تتكشّف روايات ثانوية تدور في الحارة، كالحرب من أجل الحبّ، إلى درجة انتحار «نشوان» ابن «فرزت» بسبب عدم قدرته على الزواج من «ناريمان»، ابنة «عطا».
ويضمّ المسلسل أيضاً شخصيات حقيقية واكبت بالفعل تلك الحقبة وأثّرت فيها سياسياً وثقافياً، مثل المناضلة السورية نازك العابد (1898 ــ 1959)، والمسرحيّ الفلسطيني عبد الوهاب أبو سعود (1897-1951) الذي درّب شخصية «توتة».
لكن ما الذي يميّز »ليالي روكسي» ولماذا اختير هذا العنوان؟
إنّه محاولة توثيقية روائية لمراحل إنجاز فيلم «المتهم البريء» (تأليف وإخراج أيوب بدري ــ 1928)، ويركّز على النضال ضدّ الاستعمار الفرنسي، وأهمية تشجيع «عطا» وشيخ الحارة «الملا شمس الدين» على إنجاز الفيلم ودعم الفن والثقافة عموماً.
علماً أنّ الشريط في «سينما روكسي» في دمشق المعروفة اليوم باسم «سينما الأهرام».