دراما الجريمة: جاذبية تدوم وتدوم
دائماً ما أسرت دراما الجريمة الجمهور بفضل قدرتها على استكشاف الجانب المظلم من النفس البشرية. وفقاً لاستطلاع YouGov مثلاً، يتابع 57 في المئة من الجمهور الأميركي هذا النوع من المحتوى، بينما ترى نسبة كبيرة أن لهذه الأعمال دوراً في تعزيز الوعي بالمخاطر والسلامة الشخصية.
واللافت في هذا السياق، أنّ النساء يتابعن هذا الجنر بمعدل 2.5 مرة أكثر من الرجال. إضافةً إلى ذلك، أظهرت دراسة من Vivint أنّ الجمهور يقضي حوالى 3.8 ساعات أسبوعياً في متابعة هذا النوع من الأعمال، ما يشير إلى التفاعل الكبير معها، وخصوصاً أنّها تمزج بين الإثارة والتعليم والتشويق.
الورقة الرابحة في الدراما المصرية
المشهد الأميركي ينسحب على بلدان عدّة في زمن التطوّر التكنولوجي والبثّ التدفّقي. ففي المشهد المصري، برزت أعمال درامية مستوحاة من قصص حقيقية وأخرى من خيال المؤلفين، ما أسهم في جذب فئات واسعة من الجمهور.
مسلسل «رقم سري» على قناة DMC يُعد نموذجاً على نجاح هذا النوع، إذ تدور أحداثه حول جريمة قتل غامضة تُعيد تشكيل العلاقات بين الشخصيات.
مسلسل آخر يلفت الأنظار هو «ساعته وتاريخيه» (تأليف محمود عزت، وإخراج عمرو سلامة)، الذي يستند إلى ملفات قضايا شهيرة مثل مقتل الطالبة نيرة أشرف وسرقة فيلا محمد صلاح، معتمداً على مزيج من وجوه جديدة وضيوف شرف. العمل الذي يُعرض يومَي الخميس والجمعة على DMC ومنصة WATCH IT يجمع بين التوثيق الدرامي والغموض.
أما مسلسل «برستيج» (تأليف إنجي أبو السعود، وإخراج عمرو سلامة ــ 8 حلقات) المنتظر على «يانغو بلاي»، فيكسر القالب المعتاد للجريمة بمزجه مع الكوميديا السوداء. تدور القصة حول مجموعة محتجزة في مقهى بسبب عاصفة، لتنكشف الأبعاد الحقيقية لشخصياتهم بعد وقوع جريمة قتل.
وفي السياق نفسه، تستعد الدراما المصرية لاستقبال المزيد من أعمال الجريمة، إذ أعلن المخرج مجدي الهواري عن مسلسل «القصة الكاملة» الذي يستند إلى قصص سُردت على السوشال ميديا، وسيُعرض على مواسم عدة.
من جهة أخرى، يعود النجم السوري جمال سليمان بمسلسل «أهل الخطايا» (تأليف أحمد أنور ومحمد عبد القوي)، الذي يستند إلى جرائم واقعية في 15 حلقة، في تعاون جديد مع المخرج رؤوف عبد العزيز.
تؤكد هذه الأعمال أن دراما الجريمة أصبحت ساحة لاستكشاف أساليب سرد مختلفة وجذب جمهور متعطش للغموض والإثارة، ما يعيد صياغة معادلة النجاح للدراما المصرية.