مهرجان «القاهرة السينمائي» لمواكبة التطور التكنولوجي فنياً
تشهد الدورة السادسة والأربعون من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي»، والتي تقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إطلاق النسخة الأولى من قسم «CAIRO’S XR» للوسائط الجديدة بوصفه أول قسم مخصص لتكنولوجيا الوسائط الجديدة في تاريخ المهرجان؛ بهدف تقديم طريقة جديدة ومختلفة لسرد القصص السينمائية تتيح تجربة أكثر تفاعلاً ومشاركة للجمهور في المنطقة.
ووفق إفادة المهرجان، الخميس، فإن القسم الجديد سيتضمن تجارب على غرار «العوالم الافتراضية الواسعة»، «الواقع المعزز»، «قصص تُدار بالذكاء الاصطناعي»، و«أعمال فنية تفاعلية تتيح للجمهور أن يكون جزءاً من القصة بدلاً من أن يكتفي بمشاهدتها فقط».
وعَدّت إدارة المهرجان أن «CAIRO’S XR» يُعد فرصة للفنانين والمبدعين والمطورين التقنيين لعرض أعمال تستخدم تقنيات حديثة تتخطى طُرق العرض التقليدية على الشاشات، مع اعتماد البرنامج على التكنولوجيا الحديثة التي تخلق تجارب سينمائية يستطيع المشاهد من خلالها أن يشعر ويشارك ويتفاعل مع القصة بأكثر من طريقة.
وأكد المدير الفني للمهرجان محمد طارق أن القسم الجديد يسعى لتقديم تجربة سينمائية مختلفة، حيث تدمج الوسائط الحديثة في سرد القصة السينمائية،
فبدلاً من عرض القصص بطريقة تقليدية على شاشة ثابتة، تسمح تكنولوجيا XR بتحويل القصة إلى تجربة حية يمكن للمشاهد أن يدخلها، ويتعرف عليها، ويتفاعل معها ويؤثر في مجرى أحداثها، وهو ما يعكس التزام المهرجان بدعم مستقبل السينما.
وأشار، في بيانٍ وزّعه المهرجان، الخميس، إلى أن البرنامج الجديد يعتمد على فكرة أن التكنولوجيا ليست هدفاً بحد ذاتها، بل أداة تساعد على جعل القصة أكثر عمقاً وتأثيراً على المشاعر والفكر والمكان، سواء أكان ذلك عن طريق التجول داخل عالم افتراضي يحاكي ذكرى من الماضي،
أم التفاعل مع شخصيةٍ تُدار بالذكاء الاصطناعي، أم الانغماس في تركيب قصصي يمكن الاستكشاف فيه، فإن الأعمال المختارة تهدف إلى توسيع طريقة عرض السينما.
ويعتمد البرنامج على الجمع بين السينما، والتصميم، ومحركات الألعاب، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الأماكن الافتراضية والتجارب التفاعلية لتشجيع الفنانين على تخطي طرق العرض القديمة، وتقديم أفكار جديدة للسينما، مع الحفاظ على قِيمها الفنية والإنسانية، وفق المهرجان.
وقال طارق إن القسم الجديد يأتي على غرار أقسام مشابِهة موجودة في مهرجانات عالمية؛ من بينها «فينسيا» و«كان»، وعلى غرار عروض قسم «الفورم الممتد» بمهرجان «برلين السينمائي»، الذي يعرض تجارب فنية يمكن إدراجها ضمن الفنون البصرية،
مشيراً إلى أن المهرجانات السينمائية بدأت تفتح أبوابها لعرض هذه التجارب الفنية المختلفة، والتي أصبحت موجودة في مصر أيضاً.
وأضاف أن النسخة الأولى من المسابقة لا يوجد بها جوائز، لكنها ستكون متاحة لجمهور المهرجان لمشاهدة الأعمال التي ستُقدَّم فيها، لافتاً إلى أن المهرجان سيتعاون مع الشركاء لتوفير طرق للمشاهدة والتفاعل من الجمهور.
وأشاد الناقد أحمد سعد الدين بالخطوة الجديدة، وقال، إنها تجعل «القاهرة السينمائي» مُواكباً للتطورات التكنولوجية بشكل أكبر، متوقعاً أن يكون هذا القسم به عدد من التجارب الشبابية التي ستُقبل على الاشتراك بكل ما يتمتع به المهرجان من سُمعة جيدة بالأوساط السينمائية.
وأضاف أن «هذه العروض لن يكون لها تأثير سلبي على الأفلام المشارِكة في ظل وجود تجارب مشابِهة في المهرجانات العالمية»، لافتاً إلى «أن الذكاء الاصطناعي أصبح يدخل في صناعة السينما، لكنه لن يؤدي لاندثارها أو التحول الكامل للاعتماد عليه في صناعة الأفلام».
في المقابل، أبدت الناقدة فايزة هنداوي استغرابها من توجه المهرجان للتوسع في أمور بعيدة عن صناعة السينما ودعمها في ظل التحديات التي تواجه الصناعة عالمياً، وهو أمر عدَّته، يتناقض مع الدور الذي يُفترض أن يكون تركيز المهرجان في الدفاع عن السينما ودعم صُناعها».