
عيد الفطر... سعادة متعددة الثقافات في العالم
احتفالات المسلمين حول العالم بعيد الفطر مصدر لسعادة كبيرة وذكريات ترافقهم كل أيام حياتهم. ختام شهر الصوم في رمضان يجدد مشاعر الفرح والتسامح والعطاء. والمعايدات تلامس قلوب الجميع بأشكال مختلفة
تمتد العديد من تقاليد عيد الفطر إلى بلدان وثقافات مختلفة، مثل التكبيرات المخصصة لهذا اليوم، وعيدية المال للأطفال، وزكاة الفطر للمحتاجين، ووجبات الغداء العائلية الكبيرة. وبعض هذه التقاليد فريدة بالنسبة إلى أشخاص من بلدان وثقافات ومجتمعات معينة.
يمتلئ عيد الفطر في الكويت بالبهجة والمرح والعائلة والتقاليد والدفء، وغالباً ما يكون منزل الأجداد المركز الرئيسي لاجتماع أجيال العائلات لمشاركة الضحك والقصص والوجبات التقليدية.
وأهم ما يميز صباح العيد وجبة الإفطار الجماعية التي تبدأ بعد صلاة العيد بقليل عند الفجر.
وبينما يتردد صدى تكبيرات العيد من المساجد القريبة، معلناً انتهاء صوم شهر رمضان، تتجمع العائلات للاستمتاع بمجموعة من المأكولات التقليدية، وتزيد رائحة البخور العطرة في المنازل الأجواء الاحتفالية.
ومن العادات المهمة الأخرى في الكويت عيدية النقود من كبار السن للأطفال وأفراد الأسرة بوصفها رمزاً للحب والكرم.
وفي دول الخليج العربي عموماً، تردد المساجد التكبيرات مع بزوغ الفجر، ويبدأ الناس صلاة العيد نحو السادسة صباحاً.
ويجري إعداد الطعام والوجبات الخفيفة والقهوة العربية والشاي والحلويات، ويستخدم العود في تبخير الملابس والمنازل ومجالس الضيوف للترحيب بالزوار.
وبالطبع يرتدي الجميع ملابس جديدة، وتتميز النساء بوضع الحناء مثل عادتهن في الأعياد أو حفلات الزفاف. وإذ يعطي كبار السن الأطفال مال "العيدية" يحبون في نهاية اليوم معرفة من جمع أموالاً أكثر.
في العادة، يكون اليوم الأول للعيد مليئاً بالزيارات والطعام المميز، علماً أن الإفطار الصباحي يكون دسماً لأنه الأول منذ بداية شهر رمضان. وتحضر النساء أصنافاً كثيرة في المطبخ لتناول طعام الغداء.
وتقل الزيارات في اليومين الثاني والثالث من العيد، ويفضل بعض الناس الخروج إلى المهرجانات ومراكز التسوق والحدائق.
في مصر، تحفظ صلاة العيد ذكريات لا تنسى للمحتفلين، ويرتدي الأولاد والرجال الجلابية والفتيات والنساء فساتين ملونة فضفاضة وأغطية للرأس.
وحتى النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب يلفون وشاحاً حول أعناقهن. وتتزين الشوارع بالزخارف التي توحي بأجواء مهرجان.
وفي ظل أجواء العائلة الواسعة وتناول حلويات العيد وتوزيع العيدية على الصغار تحديداً، يشعر كثيرون بالتعب مع غروب الشمس بعدما استيقظوا باكراً لأداء صلاة العيد.
وفي اليوم الثاني يخرج الناس لتناول الغداء في المطاعم، ويميلون إلى ارتداء ملابس مختلفة عن اليوم الأول.
في الجزائر، يعتبر عيد الفطر دائماً احتفالاً مليئاً بالبهجة والسرور. وتستيقظ النساء في وقت مبكر جداً لتحضير المسمّن التقليدي، وهو نوع من الفطائر، للإفطار، وأيضاً طبق الكسكس للغداء والعشاء.
ويرتدي الجميع ملابس جميلة تكون جديدة عادة. يميل الرجال تحديداً إلى الذهاب للمسجد، ثم يتناولون لدى عودتهم إلى منازلهم وجبة إفطار كبيرة مع عائلاتهم، ويحصل الأطفال على الهدايا والمال والحلويات.
وخلال النهار تنفذ الزيارات العائلية وتلك للجيران والأصدقاء، وتكون لفترة صغيرة نسبياً بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يمكن الذهاب إليهم ورؤيتهم. ويتبادل المحتفلون كعك العيد التقليدي الذي يصنع في المنزل عادة.
في سورية، يتميز المحتفلون بالعيد بالبقاء مستيقظين في اليوم السابق حتى موعد صلاة الفجر لسماع تكبيرة العيد. وهم يزورون الأهل والأصدقاء في أول أيام العيد، ويعطون المال لأصغر أفراد العائلة.
وفي اليوم الثاني يذهب أفراد العائلة إلى مطعم للاسترخاء بعد 30 يوماً من الصيام وطهي وجبات عشاء كبيرة في المنزل.
في سريلانكا، يرتدي المحتفلون بالعيد ملابس جديدة ويأكلون حلوى مثل التمر في طريقهم إلى المسجد، ويرددون دعاء التكبير.
وهم يعطون زكاة الفطر ويرسلون تحيات العيد إلى الأصدقاء والعائلة. ويعتبر الغداء مهماً في عيد الفطر لذا يجري إعداد أطباق خاصة.
وفي ماليزيا، يعتبر عيد الفطر احتفالاً عائلياً مهماً يسبقه تنظيف المنزل وإعداد أطباق تقليدية. ومن اللحظات العزيزة الاستيقاظ على صوت التكبير.
ويزيد ترابط العائلات أثناء الإفطار والتكبير في المنزل. وبعد صلاة المسجد، يجري تبادل عبارات التسامح والهدايا، ثم يستمتع المحتفلون بالأطعمة المحلية الشهية أثناء الزيارات العائلية. وتتألق الأمسيات بالألعاب النارية.
وفي باكستان، يُقدَّم صباح يوم العيد وعاءٌ مرسوم يدوياً يحتوي على طعام يُزيّن باللوز والفستق. ويرتدي المحتفلون ألبسة مزينة بألوان نابضة بالحياة، ويحيون الصلوات.
ويبدأ اليوم بإجراء مكالمات هاتفية مع أقارب في أنحاء العالم لمشاركة اللحظات السعيدة وتبادل التمنيات. ومن أكثر اللحظات متعة المشي في الأسواق الصاخبة، وانتظار النساء دورهن لوضع الحناء في الأكشاك.
وفي المساء، تتجمع العائلة في منزل القريب الأكبر ما يعزز الشعور بالوحدة والترابط. ويبدي أشخاص احترامهم لأقارب حزنوا على فقدان أفراد من عائلاتهم أخيراً.
وفي بريطانيا، يخلق عيد الفطر أجواءً مليئة بالحيوية والنشاط، خصوصاً مع انتشار الأضواء في وسط لندن. وتتبادل العائلات المسلمة الهدايا وتستمتع بالطعام.
وباعتبار أن العيد هو وقت الوحدة والامتنان والبركات يرتدي المحتفلون ملابسهم المفضلة ويزورون الأصدقاء والعائلات، كما يحضرون مع عائلاتهم مهرجان العيد السنوي للتسوق، ويتناولون العشاء في مطاعمهم المفضلة.
وفي الولايات المتحدة، يستيقظ المحتفلون مبكراً، ويؤدون أول صلاة اليوم عند الفجر، ثم يرتدون ملابس المناسبة.
ويجتمع بعض الأصدقاء في الحي بعد الصلاة لتناول وجبة إفطار على الطريقة الأميركية تتضمن فطائر وبيضاً وخبزاً محمصاً بالأفوكادو،
وبعدها يعودون إلى المنزل للاتصال بالعائلة وتبادل التهاني بالعيد مع الآخرين، ثم يجتمعون مع مجموعة كبيرة من العائلات للاحتفال بالعيد مع الطعام والحلوى والألعاب.
ويضم المجتمع المسلم في الولايات المتحدة العديد من الأشخاص الذين انتقلوا إلى العيش والعمل بعيداً عن مجتمعاتهم وتقاليد أوطانهم. وهم يختارون عائلات للاحتفال معها.
واللافت أنه عندما يكون الطقس مناسباً، يبدأ عيد الفطر في مانهاتن بأداء الصلاة في الهواء، ويلي ذلك وجبة غداء جماعية كبيرة.
وفي كندا، تحتفل العائلات مع الأطفال بتناول وجبة إفطار خاصة وحلويات تقليدية، وتشغيل موسيقى مثل أغنية أهلاً بالعيد. ويعطي الأطفال هدايا صغيرة للوالدين الذين يقدمون المال، ثم يخرجون لمقابلة أصدقاء أو لتناول العشاء في مطعم. وتنظم العديد من الاحتفالات الدينية بينها في المساجد. ومن بين الأحداث البارزة المهرجان الضخم الذي تنظمه جمعية المسلمين في كندا، والذي يحضره آلاف من كل البلدان والثقافات ويرتدون ملابس تقليدية مختلفة.