يحملون شهادات في الصبر، والتجربة، والوفاء
كثير من المغتربين اليمنيين اضطروا لترك دراستهم، ليس لأنهم لم يكونوا طموحين، بل لأنهم حملوا مسؤولية إعالة أهلهم قبل أن يحققوا أحلامهم.
غادروا أوطانهم وذهبوا بحثًا عن لقمة العيش، فكبروا قبل أوانهم، وتعلموا في الغربة ما لا تعلّمه المدارس ولا الجامعات.
تعلموا في مدرسة الغربة الصبر من الانتظار، والكرامة من التعب، والقوة من الوحدة.
تعلموا قيمة كل لحظة، وكل لقمة، وكل دعوة صادقة من أمٍ تنتظرهم على باب الرجاء.
لم يحملوا شهادات جامعية، لكنهم يحملون شهادات في الصبر، والتجربة، والوفاء ، ومعرفة معادن الناس والاطلاع على كل تجارب الحياة ، وحرصهم على تعليم اولادهم.
شهاداتهم لا تُعلّق على الحائط، لكنها دروس في كل مناحي الحياة والتجارب والمواقف ، شهادات عن واقع تنطبع في حياتهم، في قصصهم، وفي عيون كل من عرف معنى الغربة.
هؤلاء هم خريجو مدرسة الغربة كبارٌ رغم كل شيء.