إسرائيل تتوغل براً: عودة إلى كوابيس لبنان
الرأي الثالث - الأخبار
أطلقت إسرائيل ما سمّته المرحلة الجديدة من عملياتها العدوانية في لبنان. وحفلت وسائل إعلام العدوّ بالأنباء عن مصادقة الحكومة على تنفيذ هجوم بري «محدود»، بحسب التسريبات المقصودة، مع تسريبات لوسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن العملية ستبدأ «في أي وقت».
وقال مسؤول أميركي إن «إسرائيل أبلغتنا أن العملية البرية التي ستشنها على جنوب لبنان وشيكة، وقد تبدأ الليلة (أمس)»، فيما ذكر مسؤول أميركي لصحيفة «واشنطن بوست» أن «العملية البرية التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها ضدّ حزب الله عام 2006»، مشيراً إلى أن «واشنطن وتل أبيب تفاهمتا على عدم تكرار ما حدث في غزة في لبنان».
وفي السياق ذاته، أعرب مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز» عن اعتقادهم بأنهم «أقنعوا إسرائيل بعدم تنفيذ غزو بري واسع، وهي ستشنّ غارات أصغر حجماً في جنوب لبنان»،
كما قال مسؤولون أميركيون إن «العملية من المتوقّع أن تمتدّ على أيام لا أسابيع»، والهدف منها «تطهير الحدود والسماح بعودة عشرات آلاف السكان».
وأشار موقع «واللا» العبري، الى أن «واشنطن تعتقد أنها توصّلت إلى تفاهمات مع إسرائيل حول العملية البرية»، فيما نقل موقع «إكسيوس» عن مصادر مطّلعة، حديثها عن «تفاهمات أميركية - إسرائيلية، بأن نطاق العمل البرّي سيقتصر على مناطق جنوب لبنان الحدودية».
وبحسب الموقع، فإن مسؤولي «البيت الأبيض» يبدون «قلقاً من انزلاق العملية المحدودة إلى شيء أكبر وأطول أجلاً»،
فيما «حذّرت إدارة بايدن، إسرائيل، سرّاً، من أن الغزو سيزيد من دعم حزب الله بين اللبنانيين».
وفيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الحاجة الى «التوصّل فوراً إلى وقف لإطلاق النار»، مشيراً الى أنه سيكون «مرتاحاً» إذا توقّفت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن خارجيته قالت بوضوح: «ندعم وقف إطلاق نار في لبنان، وبإمكان الضغط العسكري تمكين الديبلوماسية، وقد يجرّ إلى عواقب غير مقصودة».
وجال وزير حرب العدو يوآف غالانت على رؤساء السلطات المحلية في الشمال، مبلغاً إياهم أن «المرحلة المقبلة في الحرب ضدّ حزب الله ستبدأ قريباً».
وقال لجنود وحدة مدرّعة على الحدود مع لبنان إن إسرائيل ستستخدم «كل القدرات المتوفّرة لدينا، وإذا لم يفهم أي شخص على الجانب الآخر ما تنطوي عليه تلك القدرات، فإنّنا نعني كل القدرات، وأنتم جزء من هذا الجهد»،
مضيفاً: «سنستخدم كلّ الوسائل اللازمة، قوّتكم وقوات أخرى من الجو ومن البحر وعلى البرّ».
وتحدث موقع «واللا» عن استعدادات تشمل «جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن استعدادات حزب الله العسكرية بشكل عام، وقوة الرضوان بشكل خاص، ووضع خطط عملياتية جديدة تتلاءم مع التغيرات في أراضي جنوب لبنان، التي حصلت نتيجة آلاف الغارات الجوية على المنطقة».
ميدانياً، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، يوم أمس، ببدء تحرك القوات الإسرائيلية قرب السياج الحدودي مع لبنان، مع استدعاء الفرق الهندسية التي ستعمل على فتح السياج وإزالة العوائق، أمام تقدم القوات.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي «إقامة منطقة عسكرية مغلقة في المطلة ومسكاف عام وكفر جلعادي»، في ما بدا تمهيداً لبدء العملية البرية.
وبالتزامن، بدأت مدفعية العدو إطلاق قذائفها بكثافة باتجاه مدينة الخيام وسهلها ومنطقة الوزاني وكفركلا والعديسة، والقرى المحيطة.
إضافة الى ذلك، أطلقت مدفعية العدو نيرانها على منطقة رميش وتحديداً وادي قطمون في خراج البلدة، والمنطقة المحيطة.
كما استهدفت الطائرات الحربية منطقة الناقورة الساحلية وعيتا الشعب في القطاع الغربي، ومدينة بنت جبيل وبلدات الطيري وكونين وعيناثا وبليدا، في القطاع الأوسط، وكفركلا والعديسة ويحمر في القطاع الشرقي.
وعبّر المسؤولون الأمنيون في الكيان عن «انزعاجهم» من التقارير الإعلامية حول تحرّكات الجيش البرية، فيما طلب نتنياهو من الوزراء وأعضاء «الكنيست» عدم الإشارة الى الجبهة مع لبنان بأي تصريح.