إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية في جنين لليوم الثاني
الرأي الثالث - وكالات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عدوانه على مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، غداة إطلاقه حملته العسكرية "السور الحديدي"، والتي أسفرت في اليوم الأول لها عن سقوط عشرة شهداء وأكثر من 40 مصاباً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة غير نهائية.
وتتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، في جنين بشمال الضفة الغربية، وقد سُمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات بالمدينة التي تُعد نقطة اشتعال.
وقال محافظ المدينة كمال أبو الرب، في اتصال مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «الوضع صعب جداً».
وأضاف: «قام جيش الاحتلال بتجريف جميع الطرق المؤدية إلى مخيم جنين، وإلى مستشفى جنين الحكومي، وهناك إطلاق نار مستمر وتفجيرات وطائرة إسرائيلية تحلق في سماء المدينة والمخيم».
وكانت القوات الإسرائيلية قد بدأت، الثلاثاء، عملية عسكرية «لاستئصال الإرهاب»، أطلقت عليها اسم «السور الحديدية».
وجاءت العملية غداة تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبعد أيام قليلة من سَريان اتفاق وقف إطلاق النار، في الحرب بين الدولة العبرية وحركة «حماس» في قطاع غزة.
ووفق أبو الرب، جرى، حتى الآن، اعتقال 20 شخصاً من المدينة ومخيمها والقرى المجاورة.
من جهته، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بمواصلة الهجوم.
وقال كاتس، في بيان، اليوم: «إنها عملية حاسمة تهدف إلى القضاء على الإرهابيين في المخيم»، مضيفاً أن الجيش لن يسمح بإنشاء «جبهة إرهابية» هناك.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الهجوم يهدف إلى «استئصال الإرهاب» في جنين.
وربَط نتنياهو العملية باستراتيجية أوسع لمواجهة إيران، «أينما أرسلت أذرعها، في غزة ولبنان وسوريا واليمن» وفي الضفة الغربية.
ولطالما اتهمت الحكومة الإسرائيلية إيران التي تدعم الجماعات المسلَّحة في كل أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها «حماس» في غزة، بمحاولة تهريب الأسلحة والأموال إلى المسلَّحين في الضفة الغربية.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «أقصى درجات ضبط النفس» من قِبل قوات الأمن الإسرائيلية، وأعرب عن «قلق عميق»، وفقاً للمتحدث باسم نائبه فرحان حق.
وتُعد جنين معقلاً للجماعات الفلسطينية.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات على مناطق شمال الضفة الغربية، تصاعدت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقتلت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون ما لا يقل عن 848 فلسطينياً في الضفة الغربية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله.
كما أسفرت هجمات، نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين، عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصاً، في الفترة نفسها بالضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.
واليوم الأربعاء، أعلن قائد سرايا القدس في الضفة الغربية، إدخال بعض العبوات الناسفة الأرضية والموجهة إلى الخدمة خلال الأيام الماضية،
مشيراً إلى أن "تفجير الآليات العسكرية في بلدتي قباطية وطمون مجرد رسائل لما ينتظر قادة العدو وجنوده في شوارع وأزقة المخيمات في الضفة الغربية".
وأكد "تشكيل غرف عمليات لتنسيق العمل الميداني وتطوير العمل المشترك برفقة مقاتلي كتائب القسام ومقاتلي شباب الثأر والتحرير"، وأضاف "كانت عملية الفندق في قلقيلية رسالة للعدو والصديق أن أيدينا تصل إلى كل مكان".
وكانت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قد أكدت تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور قتال متعددة، حيث تمكن مقاتلوها من إلحاق خسائر بقوات الاحتلال عبر استخدام تكتيكات قتالية متطورة تشمل إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير عبوات ناسفة.
ودعت حركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية وشبابها إلى النفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كلّ نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه و"إفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها".
توازياً، أُصيب أربعة أشخاص، اثنان منهم بجروح خطيرة، في عملية طعن، مساء الثلاثاء، وقعت في مدينة تل أبيب، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، مشيرة إلى أن منفذ العملية أميركي من أصل مغربي وصل إلى إسرائيل سائحاً قبل ثلاثة أيام.
وأعلنت شرطة الاحتلال عن "تحييد" منفذ العملية الذي استُشهد بعد إطلاق النار عليه في موقع الحادث. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصول تعزيزات كبيرة من شرطة الاحتلال إلى مكان الحادث.