
غارات إسرائيلية تستهدف عدداً من المناطق في جنوب لبنان
الرأي الثالث - وكالات
شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، سلسلة غارات على بلدات في جنوب لبنان خلّفت شهيدة وعدداً من المصابين، مواصلاً بذلك اعتداءاته رغم سريان وقف لإطلاق النار بين الطرفين منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن ثاني أكبر عدوان على منطقة النبطية بعد توقف الحرب،
مشيرةً إلى أن طيران الاحتلال نفذ أكثر من عشرين غارة في أقل من ربع ساعة على مرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفررمان.
وأضافت أن هذه المرتفعات تعرضت لاستهدافات بصواريخ ارتجاجية هائلة، أحدث انفجارها دوياً هائلاً تردد صداه على مسافات كبيرة في مناطق الجنوب وحتى ساحل الناقورة والزهراني.
وأشارت إلى أن العدوان الإسرائيل خلق حالة من التوتر والهلع في مدينة النبطية وبلدات كفرتبنيت، والنبطية الفوقا، وكفررمان، حيث تحركت سيارات الإسعاف في الشوارع بكثافة.
كذلك أدى القصف إلى تحطم زجاج عشرات المنازل في بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا ودوحة كفررمان، وتسببت الغارات بإقفال طريق النبطية - الخردلي بفعل الأحجار والردم اللذين تطايرا عليها جراء عصف الغارات القريبة منها.
كما تسببت الغارات باشتعال حرائق في أحراج علي الطاهر والدبشة. كذلك ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الطيران الحربي المعادي شن غارتين بين الزرارية وأنصار، بينما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية شقة في محيط دار المعلمين في النبطية.
وفي بيان بهذا الخصوص أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن "غارة العدو الإسرائيلي على شقة في النبطية أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطنة وإصابة أحد عشر مواطناً بجروح".
وأدت سلسلة الغارات التي شنها الاحتلال على جنوب لبنان إلى إصابة أربعة لبنانيين بجروح طفيفة، وذلك وفق حصيلة أولية.
كذلك أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي ألقت قنبلة صوتية بجانب عربتين (بيك آب) في بلدة راميا بالجنوب أثناء تحميلهما خردة حديد، من دون تسجيل إصابات.
وبعد منتصف الليل أطلقت قوات الاحتلال قذيفتي مدفعية استهدفتا حي شواط في بلدة عيتا الشعب بالجنوب اللبناني، سبقها إلقاء قنبلتين من طائرة مسيّرة على المنطقة نفسها.
في الأثناء زعم جيش الاحتلال أنه هاجم "موقعاً لحزب الله" جنوب لبنان، وقال في بيان "هاجمت مقاتلات للجيش الإسرائيلي موقعاً كان يستخدم لإدارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله بمنطقة جبل شقيف جنوب لبنان".
ولتبرير خرقه لوقف إطلاق النار، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الموقع "جزء من مشروع تحت الأرض أُخرج عن الخدمة نتيجة غارات الجيش الإسرائيلي بالمنطقة"، زاعماً أنه رصد "محاولات لإعادة إعماره".
من جانبها، ذكرت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزاف عون "تابع التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف منطقتي النبطية وإقليم التفاح والسكان الآمنين، ودان استمرار إسرائيل في انتهاك سيادة لبنان واتفاق تشرين الثاني الماضي (اتفاق وقف إطلاق النار)".
وأضافت، في منشور على منصة إكس أنّ "إسرائيل تواصل ضربها عرض الحائط بالقرارات والدعوات الإقليمية والدولية إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، ما يستوجب تحرّكاً فاعلاً من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات التي لا تخدم الجهود المبذولة لتثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة".
من ناحيته، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش إنّ "البعض في لبنان ممن يفتقد للحس الوطني والأخلاقي والإنساني وضع نفسه في خانة الأعداء وفي صفوف المعتدين"، في معرض حديثه عن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران.
وأشار، في تصريح، إلى أنّ هؤلاء كانوا يراهنون "على أن يؤدي العدوان الصهيوني الأميركي على الجمهورية الإسلامية إلى كسر إيران وإخضاعها وإلى ترتيب نتائج ذلك في لبنان".
لبنان يطلب تجديد ولاية يونيفيل
في سياق متصل، وجهت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم الجمعة، رسالةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تطلب بموجبها تجديد ولاية قوات يونيفيل لمدة عام اعتباراً من 31 أغسطس/ آب 2025،
وذلك بناء على قرار مجلس الوزراء اللبناني الصادر في جلسته بتاريخ 14 مايو/ أيار الماضي.
وأكدت الوزارة في رسالتها تمسّك لبنان ببقاء قوات يونيفيل والتعاون معها، ومطالبته بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلّها ووقف انتهاكاتها المتواصلة لسيادته ووحدة أراضيه.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ نوفمبر الماضي، أنهى مواجهة مفتوحة لشهرين بين حزب الله وإسرائيل، أعقبت نحو عام من تبادل القصف، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي باستمرار غارات على لبنان، خصوصاً في الجنوب.
وأسفرت ضربة أمس في منطقة برعشيت، جنوبيّ لبنان، عن اغتيال "قائد من قوة الرضوان"، وحدات النخبة التابعة لحزب الله، بينما أدت الضربة في منطقة بيت ليف إلى اغتيال عنصر "من وحدة الرصد" في حزب الله، وفق ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قد دعا، أمس الخميس، إلى حصر السلاح بيد الدولة، وتوريث الأجيال المقبلة "ذاكرة البطولات في مواجهة إسرائيل وعملائها".
وقال جنبلاط خلال مؤتمر صحافي في بيروت إن "السلاح يجب أن يكون بيد الدولة وحدها، وإذا كان هناك من أحزاب لبنانية أو غير لبنانية تمتلك السلاح فيجب أن تسلمه بالطريقة المناسبة للدولة".
وأشار إلى أنه أبلغ الرئيس اللبناني جوزاف عون بوجود سلاح في قرية "المختارة" (ذات أغلبية درزية) بمحافظة جبل لبنان، وطلب من الأجهزة الأمنية المختصة تولّي تسلّمه.
وأكد أن ذلك السلاح "جرى تسليمه بالكامل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وكان قد جُمع تدريجياً بعد أحداث 7 مايو/أيار 2008، خلال فترة التوتر بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي".
وأضاف: "عملتُ على تجميع السلاح مركزياً، وهو سلاح خفيف ومتوسط سلّم إلى الدولة، واليوم هناك صفحة جديدة في الشرق الأوسط"، دون مزيد من التفاصيل.
وسبق أن أعلن حزب الله تمسّكه بسلاحه، ورفضه أي نقاش بشأن تسليمه، إلا ضمن شروط يصفها بأنها مرتبطة بالسيادة الوطنية.