
تكثيف مفاوضات التهدئة والنتائج مرتبطة بوصول ويتكوف
الرأي الثالث - وكالات
لم تؤكد مصادر متعددة ، حقيقة وجود “اختراق كبير” في مفاوضات التهدئة الجارية في قطر، خاصة وأن ملف خرائط الانسحاب الإسرائيلي، لا يزال يمثل المعوق الأبرز،
وأكد أحد المصادر أن الصورة ستوضح بشكل أكبر، عقب اجتماع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في روما مع وسطاء التهدئة ومسؤولين إسرائيليين، وأن حدوث الاختراق سيتأكد حين يتوجه المسؤول الأمريكي بعد ذلك إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن مفاوضات التهدئة “غير المباشرة” بين حركة حماس وإسرائيل، والتي تجرى في العاصمة القطرية منذ أكثر من أسبوعين، شهدت خلال اليومين الماضيين تكثيفا كبيرا، بحيث تنقل الوسطاء أكثر من مرة بين الطرفين، وعقدوا اجتماعات هامة، تخللها الحديث العملي عن “خارطة الانسحابات”، بعد أن قدم الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة، غير تلك التي كان يريد فيها استمرار السيطرة على “محور موراج”، ما يعني احتلال مدينة رفح بالكامل.
غير أن البحث في الخرائط الجديدة التي قدمت، اتضح أنها تشمل استمرار احتلال المدينة، من خلال منطقة تواجد تمتد لأكثر من كيلو متر، تكون محمية بمنطقة عازلة، وهو ما يحيل دون عودة سكانها النازحين في مناطق ضيقة في مواصي خان يونس، ويكرس أيضا خطة الاحتلال التي تهدف لاحقا إلى إقامة ما تسمى “مدينة إنسانية”، وإبقاء مراكز توزيع المساعدات التي تشرف على إدارتها شركة أمريكية، والتي يقتل سكان غزة المجوعين يوميا على أعتابها.
ولم ينل الطرح الإسرائيلي الجديد قبولا، ويتردد أن حركة “حماس” طلبت بأن يجري العودة للعمل في خرائط الانسحاب السابقة التي طبقت في اتفاق التهدئة في يناير الماضي، غير أن إسرائيل رفضت ذلك، ما دفع الوسطاء للتحرك من أجل التوصل إلى رؤية تقاربية بين الطرفين، تضمن تطبيق التهدئة، وألا تكون الخرائط الجديدة تكرس احتلال مدينة رفح، مع ضمان الانسحاب من مناطق التوغل البري في عمق القطاع، وإبقاء تواجد الجيش الإسرائيلي كما المرة السابقة على أطراف الحدود.
مصادر قالت أن حركة حماس شرعت خلال اليومين الماضيين، وفي خضم جولة التفاوض المكثفة، بإجراء اتصالات مع عدد من فصائل المقاومة، خاصة تلك التي تأسر جنود إسرائيليين إلى جانبها، ناقشت ما قدم لها مؤخرا في مفاوضات التهدئة، بما في ذلك الحديث الأمريكي عن العمل بشكل كثيف لضمان بقاء التهدئة بعد انقضاء الـ60 يوما المقترحة في التهدئة الحالية، وتطويرها لتصبح تهدئة دائمة تنتهي بموجبها الحرب.
وقد شهدت النقاشات توافقات على ضرورة ألا يكون هناك تواجدا للاحتلال في عمق غزة، مع ضمان عودة نازحي رفح، إلى جانب طلبات أخرى مرتبطة بآلية وصول وتقديم المساعدات لسكان غزة، وتجديد رفض عمل “مؤسسة غزة الإنسانية” التي أسستها أمريكا وتوزع مساعداتها في مناطق أقامها جيش الاحتلال ثلاثة منها في رفح وواحدة على أطرف المنطقة الشمالية لوسط قطاع غزة.
وتلا ذلك أن أبلغت حماس التي تفاوض باسم فصائل المقاومة، الوسطاء هذا الرد، والذي تطرق إلى خرائط الانسحاب وعملية وصول المساعدات إلى سكان غزة، والضمانات المطلوبة لعدم عودة الحرب من جديد.
وحسب مصدر في أحد الفصائل الفلسطينية، فقد أكد لـ”القدس العربي”، أن حل ملفات الخلاف المتبقية والمرتبطة بالمساعدات ومفتاح صفقة تبادل الأسرى سيكون من السهل حلها، وأن الخلاف الأكبر مرتبط حاليا بالانسحاب الإسرائيلي من غزة.
ومن أجل المساهمة في حلحلة الملفات العالقة وأهمها “خرائط الانسحاب”، شرع للمرة الأولى من بدء الجولة الحالية المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في الانخراط في المفاوضات بشكل مباشر، بعد أن عقد لقاءات منفردة مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن، وذلك من خلال لقاء في العاصمة الإيطالية روما، جمعه بالوسطاء وممثلين عن حكومة تل أبيب.
ويتردد أن ويتكوف يريد العمل على تقديم مقترحات جديدة بخصوص الانسحاب، على أمل أن تساهم في حلحلة الملف، وأنه في حال جرى اختراق في هذا الملف سينقل ذلك مباشرة لحركة حماس.
وسيكون دلالة الوصول إلى نتائج إيجابية بخصوص التهدئة، هو انتقال ويتكوف إلى العاصمة القطرية بعد روما، من أجل إكمال باقي أمور صفقة التهدئة الفنية، خاصة وأن معلومات سابقة أكدت أن ويتكوف سيكون متواجداً في مكان التفاوض للمشاركة في الإعلان عن وقف إطلاق النار.
ويدلل على ذلك تأخر وصول المبعوث الأمريكي طوال الفترة الماضية، حيث كانت هناك أنباء تشير إلى أنه سيشارك في المفاوضات بعد أربعة أيام من انطلاقها، غير أن التعقيدات التي حصلت حالت دون ذلك.
ويرتقب أن يعقد ويتكوف (الخميس) في روما لقاء مع مسؤولين كبار من قطر وإسرائيل، في إطار مواصلة المحادثات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وذكرت “القناة 12” العبرية عن مصادرها، أن الاجتماع سيكون بالتوازي مع محادثات “غير مباشرة” تُعقد في الدوحة بين فريقي التفاوض من حماس وإسرائيل، سعيًا للتوصل إلى اتفاق.
وبحسب التقرير، أوضح ويتكوف في الأسابيع الأخيرة أنه لن ينضم إلى محادثات الدوحة إلا إذا اتضح أن الاتفاق على وشك الاكتمال.
وفي هذا السياق، ذكرت قناة “i24news”، الإسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أجرى ليل الثلاثاء، تقييما للوضع مع فريق التفاوض في الدوحة، دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل.
وكالعادة ضخت وسائل الإعلام العبرية كم كبير من المعلومات حول المفاوضات، وروجت لحدوث تقدم، وذكرت أن إسرائيل طالبت بالبقاء ضمن نطاق يتراوح بين 1.5 و1.2 كيلومتر من محور فيلادلفيا الذي يفصل القطاع عن مصر، وأن حماس تُصر على تواجد الاحتلال حتى 800 متر.
وحسب تقارير عبرية، فإن هناك تقدم حصل خلال نقاش عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ضمن الصفقة، وزعمت أن إسرائيل أبدت مرونة.
وقال مصدران أحدهما مصري مطلع على جهود الوساطة في مفاوضات الدوحة الخاصة بهدنة من 60 يوماً في غزة، والثاني من حركة حماس ، إن الحركة الفلسطينية سلّمت ردها للوسيطين القطري والمصري بالفعل على خرائط إعادة الانتشار التي قدمها الوفد الإسرائيلي مطلع الأسبوع الماضي وبند المساعدات.
وطلبت الحركة في ردها إجراء تعديلات على البندين لناحية مواقع انتشار جيش الاحتلال خلال شهري الهدنة، وحصر إدخال المساعدات وتوزيعها بهيئات الأمم المتحدة وإقصاء "مؤسسة غزة الإنسانية" عن هذه المهمة.
وتضمن الرد اشتراط الحركة وضع بند يقضي بفتح معبر رفح البري بين غزة ومصر في الاتجاهين عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ مباشرة. وكشف المصدر أن الجانب الأميركي شدد على التزامه ضمان استمرار المفاوضات في حال تجاوز مدة الـ60 يوماً من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، قائلاً: "الآن الكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي حيث ينتظر الوسطاء الرد على موقفه من بندي المساعدات وخرائط إعادة الانتشار".
ولفت المصدر المصري إلى أنه حال كان الرد بالموافقة، فسيكون قد تم التوصل إلى إطار الاتفاق التفاوضي وتدخل الهدنة حيز التنفيذ.