
"هيومن ووتش" تدين هجمات الحوثيين على السفن: قد ترقى لجرائم حرب
الرأي الثالث - متابعات
اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الهجمات التي شنّها الحوثيون على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر بين 6 و9 يوليو/تموز 2025، وأسفرت عن غرقهما ومقتل وإصابة عدد من أفراد الطاقم، تشكل خرقاً فادحاً للقانون الدولي الإنساني، وقد ترقى إلى "جرائم حرب".
ودعت المنظمة، في بيان، الأربعاء، جماعة الحوثيين، إلى إنهاء هجماتها على السفن التي لا تشارك في النزاع.
وأوضحت المنظمة أن السفينتين المستهدفتين، "إم في ماجيك سيز" و"إم في إيترني سي"، لم تكونا مرتبطتين بإسرائيل ولا منخرطتين في أي أنشطة عسكرية، خلافاً لما أعلنه الحوثيون لتبرير الهجوم.
وحذّرت المنظمة من تداعيات بيئية خطيرة للعمليات، إذ تسببت الهجمات في تسربات نفطية ومواد كيميائية مهددة للنظام البحري في المنطقة، على غرار حادثة غرق سفينة "إم في روبيمار" التي كانت تحمل 21 ألف طن من الأسمدة الكيماوية، ما أدى إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك جراء التلوث.
وأشارت إلى أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تحمل بدورها مواد كيماوية قابلة للذوبان، الأمر الذي يزيد من صعوبة تتبع أثرها البيئي.
ووفق خبراء، فإن احتواء التلوث الناتج عن هذه الشحنة سيكون معقداً ومكلفاً للغاية، ما يمثل تحدياً كبيراً لليمن، في ظل أزماته الاقتصادية والإنسانية.
وفي الفترة بين 6 و9 من الشهر الجاري، استهدف الحوثيون سفينتي الشحن "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي" في البحر الأحمر، بعد توقف دام أشهراً لهجماتهم.
ولا يزال نحو 11 شخصاً في عداد المفقودين، بعدما أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس" لتأمين حركة الملاحة البحرية والسفن التجارية إنقاذ عشرة أشخاص، ومقتل أربعة آخرين من أصل 25 شخصاً هم أفراد طاقم "إتيرنيتي سي"،
فيما قال الحوثيون إنهم "أنقذوا عدداً غير محدد من أفراد الطاقم، من دون الكشف عن مصيرهم".
في سياق متصل، وثّقت المنظمة هجمات متبادلة على منشآت مدنية بين الحوثيين وإسرائيل، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية استهدفت عمداً مرافق حيوية في اليمن، بينها ميناء الحديدة، الذي يعد منفذاً أساسياً لدخول المساعدات،
إضافة إلى مطار صنعاء. وفي المقابل، شنّ الحوثيون هجمات عشوائية على أهداف مدنية وبنية تحتية في إسرائيل، منها مطار تل أبيب.
وقالت الباحثة في شؤون اليمن والبحرين لدى المنظمة، نيكو جعفرنيا: "يسعى الحوثيون إلى تبرير هجماتهم غير القانونية بالإشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين"،
داعية إلى "إنهاء جميع الهجمات على السفن التي لا تشارك في النزاع والإفراج فوراً عن أفراد الطاقم المحتجزين لديهم".
وشددت جعفرنيا على ضرورة اعتراف جميع الأطراف بالانتهاكات، والعمل على معالجة الأضرار الإنسانية والبيئية، بما في ذلك إزالة التسربات النفطية والمواد الكيميائية التي تهدد الحياة البحرية والإقليمية.
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.