هل العلما مع من غلب ؟
هذ المقطع التاريخي من قبل علماء الزيدية والذين كانوا بين مؤيد صريح لوأد ما أسموها بالفتنة، وكانوا مع النظام السابق في قتل السيد حسين، أو بين ساكت خانعٍ لا يجرؤ على معارضة النظام السابق، إلا ما ندر، والتاريخ يوثق ذلك.
لم يكونوا فقط علماء الزيدية من المؤيدين للنظام السابق فيما حدث لأهل صعدة _من كان منهم مع السيد حسين ومن كان ضد السيد حسين _ في الحروب التي شُنت بالطيران وجميع أنواع الأسلحة، بل كل الفئات من أعضاء مجلسي الشورى والنواب وأعضاء الحكومة وكل المشايخ من جميع المناطق.
مما يدعونا إلى إدراك حقيقة أن السلطة أياً كانت بأدواتها القمعية وإعلامها ونفوذها وما تمتلكه من نفوذ؛ فإن الغالبية تؤيدها سواء في قراراتها الصائبة أو الخاطئة التي أدت إلى انهيارها، وما يحدث اليوم من اعتقاد بأن الجميع مع الجماعة هذا خطأ فادح؛ لأنه لو كان الجميع اليوم مع الجماعة فقد كان الجميع هاشميين وغير هاشميين، علماء ومتعلمين، مشايخ وسياسيين، مع النظام السابق، وبالتالي هم إما خانعين -والنار تحت الرماد-، أو أنهم مؤيدين تأييد من يؤيد كل ظالم.
بل إن هناك شخصيات من أقارب بعض المسؤولين اليوم أو القريبين من (أبو جبريل) كانوا مؤيدين لقتل (السيد حسين) والذين معه، فهل معنى ذلك أن من يؤيد النظام الحالي هو معهم أم أن السكوت على ما يجري من مظالم هو ما سيؤدي إلى إزالته وسقوطه كما سقط النظام السابق، بل وأسرع منه؛ خاصة أن النظام السابق كان لديه من المقومات أكثر مما هو حاصل اليوم، من (بنية تحتية لدولة، من جيش موحد، من صرف مرتبات، من علاقات جيدة إقليمية ودولية).
ما أريد قوله: راهنوا على خدمة الشعب، وعدم المساس بتنوعه،ولا تراهنوا على الذين يخرجون في السبعين، فهم من خرجوا في السبعين مع علي عبد الله صالح حتى بعد ثورة ٢٠١١م. والعلماء الساكتين والمؤيدين اليوم هم من كانوا ساكتين ومؤيدين في عهد علي عبد الله صالح.
هناك فئة واسعه من علماء ومشايخ وسياسيين هم مع من غلب.
والأعجب من ذلك: أن هناك من كانوا من أكبر المبررين لقتل السيد حسين أصبحوا اليوم مبررين لتجويع الشعب.
وفي المقابل: هناك من كان ضد الحرب حقيقة وضد الانتهاكات التي حدثت في صعدة ومازالوا إلى اليوم ينظر إليهم بعين الريبة، ومنهم من استشهد والكل يعرف منهم، ومنهم من لازال على قيد الحياة يلاقي منهم الويلات!!!
والجميع يعرف الكثير ممن تعرضوا للمحاكمات والسجون وقصفت بيوتهم من قبل النظام السابق ما يزالون إلى اليوم مقصيين وتسلط ألسنة الحاقدين العاجزين عليهم.
ولهذا أقول: ماذا استفاد النظام السابق من تأييدهم غير السقوط؟ وما هي الفائدة التي يسعى النظام الحالي من تأييدهم؛ خاصة مع العجز والفساد الذي نشهده في كل مفاصل الدولة؟
ونستنتج من هذا: أن وقوف العلماء والمشايخ ومجلسي النواب والشورى مع أي نظام لا يعني أنه على حق؛ لأنهم أنفسهم كانوا مع النظام السابق، فهل كان على حق؟
** رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً