وريثيات .. ظاهرة التكاثر
في بلادنا اليمن كلما كتبت عن فاسد كلما تم ترقيته الى منصب اعلى وكلما زاد نشر وثائق الفساد زادت فرص الترقية وهذا يشجع الجميع على الفساد وتنتشر ظاهرة الفساد وتتغول كثيرا..
وكلما كتبت عن مسئول كذاب كلما تم ترقيته او تثبيته في منصبه مايشجع على انتشار الكذابين في مفاصل الدولة والحكومة وكلما كتبت عن مسئول عاجز زادت فرصته للترقية الى مناصب اعلى وهذا أيضا يشجع على انتشار العاجزين في مؤسسات الدولة والحكومة ..
وكلما كتبت عن ظاهرة البلاطجة زاد انتشارها بشكل مخيف وكلما كتبت عن المقربعين والمتهبشين من موظفي الحكومة والاجهزة الامنية والمرور كلما زاد نشرهم في الشوارع والطرقات..
وكلما كتبت عن اي ظاهرة مسيئة كلما تغولت وانتشرت وصارت بلادنا مرتعا لانتشار الظواهر المسيئة والمشينة وانتشار الفاسدين والمقربعين واللصوص والكذابين والعاجزين والفاشلين ..
مما لاشك فيه ان الكذب والفساد والقربعة والبلطجة في بلاد العرب السعيدة اصبحت ثقافة عامة في كل مفاصل الدولة والمجتمع بحيث ان كل من يعمل بنزاهة ويحافظ على ممتلكات وأموال الدولة والشعب يسمى بالعامية " أخبل ومسكين" فيما يطلق على الذي يعمل عكسه " أحمر عين وشاطر"
وهكذا فأحمر العين هو المتحكم في زمام الامور وهو الذي ينظر اليه من الجميع انه بطل زمانه وهكذا صارت الامور معكوسة وتجذرت هذه الثقافة لدى الجميع ولابد من جهود مضنية لتغييرها حتى تعود الامور الى نصابها الصحيح اذا كانت هناك نية حقيقية وصادقة..
اما مايجري فانه يؤكد ان لوبيات الفساد والكذب والقربعة هم من يتحكم في الامر ويدير الدولة والحكومة وهم من يعمل على نشر ثقافة الفساد لتحقيق مصالحهم او تشويه صورة الدولة والحكومة
كما انهم يعملون على تدمير البلد عن سبق اصرار وترصد والضحية هو الوطن والمواطن ..
نحن الان امام ظاهرة جديدة تتمثل في تكاثر الفساد والكذب والبلطجة والقربعة ..
فهل يجب ان نسكت عن انتقاد الفاسدين والمقربعين واللصوص والكذابين والعاجزين والفاشلين والبلاطجة حتى لايتكاثرون ام انه علينا الاستمرار في محاربتهم من أجل حماية بلدنا ووطننا وشعبنا منهم ?
وهل وصلت الرسالة إلى من يهمه الأمر ام أن الأمرسيبقى كما هو ??? ....