حرب الإبادة تكشف وجه الاحتلال: نتنياهو تحت مرمى الإدانات الدولية
يواصل نتنياهو حربه المسعورة، كاشفًا أمام العالم الوجه الحقيقي لهذا المجرم، وإصراره على ارتكاب حرب إبادة باتت مدانة حتى من داخل إسرائيل نفسها. فقد صرّح زعيم حزب الديمقراطيين، يائير غولان، أن قتل الأطفال أصبح سمة وهوية لحكومة نتنياهو.
وفي السياق ذاته، تتعالى الأصوات الغربية المنددة، بدءًا من فرنسا وبريطانيا، حيث أعلنت الأخيرة عن موقف واضح وصارم تجاه إسرائيل، شمل وقف بعض المعاملات التجارية.
كما صرّح وزير الخارجية البريطاني بأن إسرائيل تعزل نفسها عن أصدقائها، مؤكدًا أن توسيع العملية العسكرية لا يمكن تبريره أخلاقيًا، وأنه غير متناسب ويؤدي إلى نتائج عكسية.
وقد تم، اليوم، استدعاء السفيرة الإسرائيلية من قبل وزارة الخارجية البريطانية، وتقديم احتجاج رسمي على منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما شهدنا مواقف مشابهة من عدد من الدول الأوروبية، سواء على مستوى البرلمانات أو الحكومات، ما يعكس تحولًا ملموسًا في الموقف الدولي تجاه ما يجري.
فقد أعلنت السويد نيتها مطالبة الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على عدد من الوزراء الإسرائيليين، في حين أكدت وزارة الخارجية النرويجية أنها تسعى بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على إسرائيل.
بدوره، يعمل الاتحاد الأوروبي على مراجعة الشراكة القائمة مع إسرائيل، داعيًا إلى وقف فوري للعدوان ووقف الإبادة الجماعية.
اليوم، يجمع العالم على أن حل الدولتين هو الخيار الأنسب لتحقيق السلام وإنهاء الصراع، وسط إجماع متزايد على أن الاستمرار في النهج العسكري الإسرائيلي يقود إلى مزيد من الدمار ويغلق أبواب الحل السياسي.
ويأتي هذا التحول في المواقف الدولية بالتزامن مع بوادر تغيّر في الموقف الأمريكي أيضًا، في ظل تصاعد الانتقادات داخل الكونغرس ومن منظمات المجتمع المدني الأمريكية.
وهكذا، يثبت نتنياهو، مرة تلو الأخرى، أنه مجرم حرب، يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره هتلر العصر الحديث، ويقود إسرائيل نحو عزلة دولية غير مسبوقة.
* دبلوماسي وسياسي يمني