ألا من هبة دولية لإنقاذ غزة؟!
الإجرام الصُّهيوني البربري الَّذي لم يعهد له التَّاريخ مثيلًا بحقِّ الأبرياء، والحصار الخانق وسياسة التَّجويع وتداعياتها الخطيرة على أولئك المستضعفين، والعالَم يشهد كُلَّ صباح ومساء تساقُط عشرات الأطفال والنِّساء من الجوع،
فمَن لم يمُتْ بالقصف ماتَ جوعًا، في مشهد سادي إجرامي وتنمُّر صهيوني خروجًا على كُلِّ الأعراف الدّوليَّة والقِيَم الإنسانيَّة. ألا من هبَّة دوليَّة لإنقاذ ما تبقَّى من الكرامة الإنسانيَّة؟!!
المُشْكلة الَّتي تعيشها الأُمَّة هي حالة التَّشرذم والخنوع وفقدان الإرادة أمام التَّغوُّل الصُّهيوني الَّذي لا يرعى إلًّا ولا ذمَّة ولا قِيَمًا ولا أعرافًا ولا مبادئ، ويمارس أقذر سياسة لم يشهدْها التَّاريخ من قَبل.
لذا فإنَّ المروءة والكرامة تفرض على العالَم وفي مقدِّمتهم العرب والمُسلِمون الانتصار لمظلوميَّة الأشقَّاء الأبرياء، فهو واجب إنساني ودِيني للأسف قصرتِ الأُمَّة فيه. فالأنظمة السِّياسيَّة تتحمل المسؤوليَّة بكُلِّ الأحوال،
وللأسف كُلُّ نظام سياسي يرَى أنَّه بِنَفْسِه ليس بإمكانه المواجهة، لكن يُمكِن العمل على تغيير الواقع بأُطر رسميَّة من خلال استقطاب حشد دولي للعمل على ممارسة ضغط دولي وبناء مواقف مقاوِمة نابعة من القِيَم الإنسانيَّة؛ جرَّاء المأساة الَّتي تتعرض لها الإنسانيَّة في قِطاع غزَّة،
وبذل الجهود لتحشيدِ موقفٍ سياسي، وإطلاق إعلان دولي يصدر من قِبل عشرات الدوَل لمواجهةِ تداعيات الجرم الصُّهيوني المشهود والتَّهديد بالمواجهة علنًا بأيِّ شكلٍ من الأشكال، وتفعيل خطَّة مواجهة عالَميَّة وتحميل الولايات المُتَّحدة وكُلِّ مَن يدعم كيان الاحتلال المسؤوليَّة الكاملة وفرض مقاطعة شاملة.
نناشد المُجتمع الدولي التَّحرُّك العاجل، فما يحدُث من سياسات إجراميَّة صهيونيَّة وتساقُط عشرات الأبرياء بسبب المجاعة يَجِبُ أن يتصدَّى له العالَم الحُر. كما أنَّ هناك المئات الَّذين يرتقون شهداء بشكلٍ يومي جرَّاء القصف الهمجي..
فهذا العدوُّ الصُّهيوني المُجرِم عجز أمام شجاعة المقاوَمة في قِطاع غزَّة فلجأ إلى أخبَث الأساليب الإجراميَّة بالحصار والتَّجويع في محاولة لتحقيقِ نصرٍ واهم لم يتمكنْ من تحقيقه طوال فترة العدوان؟!
اليوم نناشد دوَل العالَم الحُر بالتَّحرُّك الفَوري قَبل أن تحدُثَ كارثة إنسانيَّة كبرى يسجِّلها التَّاريخ ملطخة بالخزي والعار، كما أنَّ الأُمَّة تتجرع الذُّل والهوان بدعوى غياب أدوات الرَّدع والمواجهة،
فلا يُمكِن بأيِّ حال من الأحوال الصَّمت أمام هذه المشاهد الصَّادمة الَّتي تأتي من غزَّة الصَّابرة. اللَّهُمَّ نصرك المؤزَّر الَّذي وعدتَ عبادك الصَّابرين، اللَّهُمَّ اِنْتَقِم لأولئك الأبرياء المظلومين، اللَّهُمَّ أرِنا في الصَّهاينة عجائب قدرتك يا قوي يا عظيم يا جبَّار يا مُنتِقم يا ذا البأس الشَّديد،
اللَّهُمَّ اِغْفر لنَا تقصيرنا فلا حَوْلَ ولا قوَّة إلَّا بِكَ يا ربَّ العالَمِين.
* إعلامي وكاتب عُماني
khamisalqutaiti@gmail.com