الصبر ' امرأة يمنية ' !
الأم –أي أم– مدرسة. أما الأم اليمنية فإنها مدرسة ومعهد وجامعة. معظم البيوت قائمة على صبر الأمهات وتضحياتهن.
ما اظن فيه قلب يتحمل الوجع الذي عانت منه أمهات يمنيات فقدن قطع من ارواحهن في الحروب وتحملن أثر تدهور الاقتصاد وصعوبة المعيشة.
كزوجة ؛ أكثر النساء صبرا وتضحية وايثارا تتحمل أصعب الظروف وتنهض بأسرتها من وسط الركام متحدية كل ظروف الفقر المريرة وانقطاع المعاشات وتأثير الصراعات وفظائع الحرب التي تجعلها تشيب في عز شبابها ..
كأم ربما لم تعرف معنى "الطفولة"؛ لأنها تزوجت مبكرا. ولم تعرف معنى "الشباب"؛ لأنها استهلكت صحتها في الإنجاب المتوالي ، تتحمل من أجل أولادها ظروف ما يتحملها الصخر ! كل هذا قد يقابله نكران لأبسط حقوقها.
كإبنة تجدها متفوقة مجتهدة في دراستها ، كالنسمة الهادئة في اسرتها ومع ذلك قد يتم حرمانها من مواصلة تعليمها!! تقوم بكل واجباتها واذا مرض الاب ستجد ابنته تذرف الدموع بجانبه ترعاه وتسهر على راحته ، ثم ماذا ؟
كم عدد اليمنيات اللواتي يشكون من هضم إخوتهن لما ورثن من آبائهن؟!
تقضي مع زوجها سنوات وسنوات في فقر مدقع، مقتنعة بالقليل وعندما تتحسن ظروفه ، أول شيء يفعله يتزوج عليها! ..
ربما يموت زوجها وهي في سنوات صباها؛ لكنها تضحي بسنوات عمرها في تربية أطفالها، رافضة الزواج، حتى لا تجرحهم، وعندما يكبرون ويصبحون شبانا يتنكرون لها !!
ماذا نحكي عنها وعن تضحياتها وسعة قلبها ؟ تضيق الكلمات أمام واقع الحال و تبقى المرأة اليمنية حكاية صبر وتضحية تروي الحكايا ، وتظل وطن لاتدرك قيمته إلا بعد فقدانه.