واشنطن تقرّ بموجة صواريخ حوثية استهدفت سفينتي شحن
أفادت مصادر مطلعة في اليمن، مساء اليوم الأربعاء، عن ضربات أميركية وبريطانية جديدة استهدفت محافظة الحُديدة في غرب اليمن، لكنّ واشنطن ولندن لم تؤكدا شنّ غارات جديدة.
وقالت وكالة أنباء "سبأ" في نسختها التابعة لجماعة الحوثيين في منشور على منصّة "إكس": "عدوان أميركي بريطاني يستهدف بغارتين منطقة رأس عيسى بمديرية الصليف" في محافظة الحديدة.
وأفاد موظّف في مصنع للسكر في الصليف ويُدعى علاء، في حديث لوكالة "فرانس برس"، عن سماع دويّ ضربتين.
لكنّ الولايات المتحدة وبريطانيا لم تعلنا حتى الساعة عن شنّ ضربات جديدة على اليمن.
وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ثلاث موجات ضربات على مواقع تابعة للحوثيين منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافاً مشروعة".
وأعلن الحوثيون، أمس الثلاثاء، أنهم استهدفوا بالصواريخ سفينتين بريطانية وأميركية. وتسبب ذلك بأضرار بسيطة في السفينة البريطانية. لكنّ الجيش الأميركي قال إن السفينة الثانية يونانية وترفع علم جزر مارشال.
الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات صاروخية متعددة على سفينتين بالقرب من اليمن
قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الأربعاء، إن جماعة الحوثي أطلقت ستة صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر وخليج عدن، مضيفة أن إحدى السفن أبلغت عن أضرار طفيفة دون وقوع إصابات.
وكانت جماعة الحوثيين ، قد أعلنت، الثلاثاء، عن شنّ هجومين بالصواريخ على سفينتين بريطانية وأميركية، بالبحر الأحمر، فيما أعلن زعيم الجماعة مواصلة التصعيد طالما أن الحرب على غزة لم تتوقف.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان، إن القوات البحرية نفذت "عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر، الأولى استهدفت سفينة أميركية (Star nasia / ستار ناسيا)، والأخرى استهدفت سفينة بريطانية (Morning Tide / مورنينغ تايد)"، مشيراً إلى أن "الإصابات دقيقة ومباشرة".
وأكد سريع أن العمليات العسكرية مستمرة "ضد كافة الأهداف المعادية الأميركية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، وذلك ضمن حقِ الرد المشروع على العدوان".
سفن بحماية مسلحة تشق طريقها بحذر عبر باب المندب
إلى ذلك لجأت العديد من الدول وشركات الملاحة البحرية إلى الحراسة المسلحة لضمان سلامة سفنها وهي تعبر مضيق باب المندب..
حيث كانت سفينة الشحن الإيرانية «غولسان» تمر عبر المضيق الحيوي بمعية خفر السواحل الجيبوتية صباح أمس (الثلاثاء). كما شوهدت سفينة الشحن الصينية «لانهاي 1» تمر باتجاه بحر العرب، مصرحة بأن على متنها مسلحين للحماية.
العقيد ركن بحري وعيس عمر بقري، قائد خفر السواحل الجيبوتية، قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم قدموا المساعدة والخدمات الأمنية لعدد كبير من السفن المارة في باب المندب خلال الفترة الماضية، ولفت إلى أن بعض السفن التي تضررت بفعل هجمات البحر الأحمر تمت صيانتها في جيبوتي، ثم واصلت رحلتها بأمان.
ويمثل مضيق باب المندب، الذي تتقاسم السيطرة عليه اليمن وجيبوتي ورقة رابحة، لا سيما في أوقات الحروب والنزاعات، ويبلغ طوله نحو 30 كيلومتراً، وتقسمه جزيرة ميون اليمنية إلى قناتين، قناة إسكندر وهي الصغرى، وتقع بمحاذاة السواحل اليمنية، وقناة دقة المايون، وهي القناة الكبرى، وتقع متاخمة للسواحل الأفريقية.
في الموانئ الجيبوتية كانت هناك عشرات السفن التجارية والناقلات، بعضها يفرغ بضائع قادمة من آسيا، وبعضها الآخر قرر التوقف في جيبوتي لأسباب أمنية، خشية التعرض لهجمات الحوثيين. وتمر عبر مضيق باب المندب أكثر من 21 ألف سفينة سنوياً، ما يعادل 57 سفينة يومياً، كما يشهد يومياً مرور أكثر من 6 ملايين برميل من النفط الخام، أي 9 في المائة من النفط المنقول بحراً في العالم.
وفي الجهود الدبلوماسية لتطويق التوتر قبالة سواحل اليمن، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، إن هناك جهوداً دبلوماسية لمحاولة الحد من نشاط مسلحي حركة الحوثي في اليمن حتى تتوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وجاء حديث ليندركينغ في تصريحات مسجلة لمعهد الشرق الأوسط قبل توجهه إلى سلطنة عمان لإجراء محادثات بخصوص حل دبلوماسي للهجمات التي دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا للرد بقصف مواقع أسلحة الحوثيين.
وتبذل عُمان جهود وساطة مع الحوثيين الذين سيطروا على مناطق كبيرة من اليمن. ويقول المسلحون إن الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، والتي عرقلت التجارة البحرية الدولية، لن تتوقف إلى أن تنهي إسرائيل هجومها على غزة.
وقال ليندركينغ إن جهوداً دبلوماسية "تُبذل لمحاولة الحد من نشاط الحوثيين بما يساعد على تحسين الوضع" في البحر الأحمر.
وأضاف "نحن بحاجة إلى رؤية تهدئة جادة في غزة"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "يعمل بجد على ذلك".
ونفّذ الحوثيون أكثر من 30 هجوماً على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها منذ إعلانهم، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، أنهم سيمنعون مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل إلى قطاع غزة الغذاء والدواء، وأضافوا أن هذه السفن ستصبح "هدفاً مشروعاً" لقواتهم رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي المقابل، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين تحت مسمى "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، ويسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن.
ووجه الجيشان الأميركي والبريطاني ثلاث موجات من الضربات العسكرية على مواقع الحوثيين في اليمن منذ 12 يناير/كانون الثاني، وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون باستهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافاً مشروعة".