"لحظة يا زمن" .. رحيل الأديب والكاتب محمد المساح في غفلة زمن
توفي مساء أمس الجمعة 19 أبريل 2024، الأديب والكاتب الصحفي اليمني الشهير محمد المساح عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عامًا.
وأعلنت مصادر مقربة من المساح وفاته في قريته بمنطقة العزاعز التابعة لمحافظة تعز، إثر تدهور حالته الصحية.
ويُعدّ المساح من أبرز أقلام الصحافة اليمنية، حيث اشتهر بعموده اليومي "لحظة يا زمن" الذي ظل يكتبه لعدة عقود في الصفحة الأخيرة من صحيفة الثورة الحكومية.
وكان المساح قد اضطر للانتقال إلى قريته في السنوات الأخيرة، هربًا من ظروف الحرب في اليمن، وانقطاع المرتبات، وانعدام المساحة الحرة التي كان يتمتع بها في عموده الصحفي.
رحل المساح تاركًا خلفه إرثًا صحفيًا ثريًا، تميز بالجرأة والصراحة وملامسة هموم المواطن اليمني. ونعى العديد من المثقفين والصحفيين اليمنيين المساح، معتبرين وفاته خسارة كبيرة للصحافة اليمنية.
لماذا يا زمن ..؟!
لحظة من زمن ليتها توقفت ؛ واستمعت لنداء صاحبها الذي لم تمهله رغم اربعين عاماً من النداء اليومي .
لن نقول إلا ما يرضي الله ؛ إنا لله وإنا إليه راجعون .
رحمك الله أستاذنا وأستاذ الكلمة الشريفة الصادقة .
سلامٌ عليك حين قليت أمراء الحرب ودهاقنة السياسة لتلوذ بقطيعك ،تروح وتغدوا بها في شعاب شهدت خطواتك الأولى ؛ لتشهد أيضاً آخر أنفاسك.
سلامٌ عليك حين رحلت نقياً طيباً طاهراً من دنس "أقلام السوء " لتبقى صفحتك بيضاء كما هي طول حياتك ، لم تخط عليها إلا مايرضي ضميرك الحي النقي.
لحظة يا مساح
لم نقل شيئا بعد
لحظة يا زمن المساح
لم نكتف بعد
لحظة أيها الزمن الأجمل
لم نعشك بعد
لحظة أيها القلم الأنبل
لم يجف مداد حلقك بعد
لحظة يا زمن
لم نقرأك بعد
لحظة يا وجه البلاد وتجاعيدها
يا مدادها ونكهتها الأصيلة
لحظة يا لحظة المساح
لحظة أيتها اللحظة الأصدق والأكثف
لحظة يا مساح
لنقل:
وداعا يا رجل
أو
إلى اللقاء يا وطن
لحظة يا رجل
لحظة يا وطن
فاللحظة تكملة
وللقصة بقية
وللحياة تتمة في الداخل
...
رحمك الله أستاذ محمد المساح والسلام على روحك النقية والشفافة..
* أحمد عبد الرحمن