
أجهزة رياضية وغرف تبريد وضغط... هوس صلاح باللياقة يكشف أسراره
لا يتوقف لاعب نادي ليفربول الإنكليزي، النجم المصري محمد صلاح (33 عاماً) عن تحطيم الأرقام وحصد الجوائز، بعدما تُوِّج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز خلال الموسم الماضي، مستنداً إلى نمط حياة استثنائي عنوانه هوس باللياقة البدنية.
ويعتمد صلاح في ذلك على أجهزة رياضية متطورة، وغرف تبريد وضغط، ليحافظ على جاهزيته ويظل في طليعة أبرز لاعبي العالم.
وكشفت صحيفة ذا أتلتيك البريطانية، الأربعاء، عن تفاصيل نمط حياة محمد صلاح ويومياته داخل منزله، وأزاحت الستار عن أسرار تفسّر استمراريته في تقديم مستويات عالية داخل الملعب.
وجاءت الأرقام شاهدة على ذلك، إذ دوّن في الموسم الماضي 29 هدفاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، إلى جانب 18 تمريرة حاسمة، ليجمع بين لقبَي الهداف وصانع الألعاب الأبرز، ويقود فريقه نحو التتويج باللقب العشرين في تاريخه.
وبدأت رحلة محمد صلاح بالبحث عن المثالية البدنية منذ عام 2016، عندما كان لاعباً في صفوف روما الإيطالي، إذ اقتنى أجهزة رياضية متخصصة لتحسين لياقته وتطوير عضلاته، ووضعها في حديقة منزله.
ومع انتقاله إلى ليفربول عام 2017، تحولت قاعة تقوية العضلات إلى ملاذه المفضل، حتى مع ازدحام برنامج الفريق التدريبي. ويتجلى ذلك في معسكر الإعداد للموسم الجديد عام 2018، حين خاض اللاعبون ثلاث حصص تدريبية يومياً،
ومع ذلك لم يتخل صلاح عن جلساته الخاصة التي تعكس شغفه بالتفاصيل ورغبته في بلوغ القمة.
وفي مركز تدريبات ليفربول، تكرّر المشهد ذاته، فبينما كان بعض زملاء محمد صلاح يملؤون أوقات فراغهم بلعب البلياردو قبل انطلاق الحصص التدريبية،
كان النجم المصري يتوجه مباشرة إلى قاعة الرياضة ليواصل عمله الفردي، مركزاً على تعزيز قوته وتطوير تفاصيل دقيقة في أدائه.
ولم يكن ذلك مجرد اجتهاد إضافي، بل قناعة راسخة لديه بأن هذه التدريبات الخاصة تمثل درعاً واقية تحميه من الإصابات المتكررة، وتساعده على الحفاظ على استمراريته في القمة.
وانتقل هذا الشغف باللياقة البدنية إلى داخل منزل محمد صلاح أيضاً، إذ خُصصت غرفتان مجهزتان بمعدات رياضية تشمل الأثقال الحرة، وجهاز المشي، ودراجة ثابتة، وجهاز "بيلاتيس ريفورمر" صغير، إلى جانب آلات مقاومة ثابتة.
كما يضم المنزل مساحة مخصصة للعلاج بالتبريد، وغرفة ضغط عالٍ (تساعد على زيادة نسبة الأوكسجين في الأنسجة).
وقال النجم المصري مازحاً في تصريحات سابقة لمجلة ليكيب الفرنسية: "منزلي يبدو أشبه بمستشفى، زوجتي تقول إنني أقضي وقتاً مع أجهزتي أطول من الوقت الذي أمضيه معها".
ويحرص محمد صلاح على ممارسة اليوغا بانتظام، باعتبارها وسيلة فعّالة لتعزيز المرونة وتقوية عضلات البطن، وهو ما يشكل عاملاً محورياً في الوقاية من الإصابات.
كما تمنحه هذه الممارسة توازناً ذهنياً وعاطفياً بفضل اعتمادها على تقنيات التنفس العميق.
وإلى جانب ذلك، يلتزم صلاح بنظام غذائي صارم يقوم على تقليل استهلاكه للجبن ومشتقات الألبان والسكريات والخبز، مع تفضيله للأنواع الخالية من الغلوتين، ما يمنحه مزيجاً مثالياً من القوة الجسدية والاستقرار الذهني.
بهذا المزيج من الانضباط الرياضي، والعناية الدقيقة بالتفاصيل، والالتزام بنظام غذائي صارم، يواصل محمد صلاح ترسيخ مكانته بين نخبة لاعبي العالم.
فالنجم المصري لم يكتفِ بالموهبة والمهارة، بل حوّل اللياقة إلى أسلوب حياة يمده بطاقة متجددة، تُمكّنه من الاستمرار في القمة وتقديم نموذج ملهم للاعب كرة القدم المحترف الذي يعرف أن النجاح الحقيقي يبدأ من خارج الملعب قبل أن يترجمه بالأرقام داخله.